أوضح الكاتب الصحفي المختص في الاقتصاد والجيوبولتيك سيف الدين قداش في تصريح لـدزاير توب، اليوم الأربعاء، أن الاعلام الجزائري كشف مساعي فرنسا للتدخل العسكري بالنيجر، حيث شكل البيان الذي أوردته إذاعة الجزائر الدولية ولم تنفه السلطات الرسمية، ورقة ضغط على فرنسا والمجتمع الدولي وكذا المخزن، مؤكدا أن الجزائر سترفض أن تصبح منطقة لتحقيق المصالح الفرنسية.
وأشار قداش، إلى أن إستعداد فرنسا للتدخل الفرنسي أصبح مكشوفا بفضل الجزائر، التي أوضحت للرأي العام الوطني والدولي رفضها القاطع والساطع لأي تدخل عسكري من خلال أجوائها وفضحت استعداد المخزن إلى استعمال أجوائه و السماح لفرنسا بالعبور عليه.
وقال بهذا الخصوص: “الجزائر ترفض أن تصبح منصة أو دولة متضعضعة في النسق الدولي تخضع للإملاءات الخارجية وتكون بشكل أو آخر مساهم في الدفاع عن المصالح – غير الشرعية – الفرنسية أو الأوروبية و غيرها فقد وضحت للشركاء والأطراف أنها ترفض تحويل المنطقة إلى برميل بارود”.
كما أكد ذات المتحدث إلى أن السلطات الجزائرية تسعى من خلال نشاطها الكثيف، لحلحلة هذا النلف الشائك بشكل استراتيجي ومنهجي، قائلا:” أوضحت الجزائر أنها تبحث عن حل دبلوماسي واقعي لا يمكن أن يشكل عبءً عليها، بحكم أن الحدود التي تجمعها مع النيجر تبلغ 960 كلم وقد شهدت حركة متنامية للهجرات الجماعية وتفشي الجماعات الارهابية، بالإضافة إلى نشاط متنامي لمجموعات التهريب و الاتجار بالبشر و غيرها، وبالتالي فالجزائر أكدت أن أي تحول أو تحرك يمكن أن يفاقم الوضع وهو مرفوض، حيث ينعكس عن الأمن الجزائري من الناحية الاجتماعية و الأمنية “.
وتابع: “إن الجزائر دولة سيدة و لديها مواقف سياسية مشرفة وقوية و تتحلى فيها بالواقعية والبراغماتية في إدارة العلاقات الثنائية مع الدول”
واعتبر قداش أن فضح الجزائر للإرادة الفرنسية القاضية بالذهاب إلى تدخل عسكري، أخرج هذه الأخيرة من جحرها والدليل عن ذلك خروج قائد الجيش الفرنسي فريق أول فرانسوا لأكتروا لنفي هذا الخيار، رغم أن الخبر ليس خبرا رسميا بل تم تداوله عبر الإذاعة الوطنية الدولية وهو بشكل أو آخر لا يعبر عن الحقيقة المطلقة أو عن بيان رسمي صادر عن السلطات العليا للبلاد من خلال وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية التي تعد مصدر توزيع المعلومة على باقي وسائل الاعلام العمومية والخاصة أو قناة الجزائر الدولية التي أنشئت في عهد الرئيس عبد المجيد تبون وهي موجهة للخارج، بقدر ماكانت معلومة عابرة كان يجب أن تكشف للرأي العام الوطني والدولي بشكل أو آخر” وكما تابعنا “فان الرسالة وصلت لمختلف أصقاع العالم وجعلت قائد جيش فرنسا ينفي ذلك، بل وكشف عن عدم وجود نوايا فعلية لفرنسا من التدخل وهذا مهم جدا في قراءة المشهد وتوضيح تحركات الجزائر المقبلة”.
وعن سماح المخزن للسلطات الفرنسة بالعبور عبر أجوائه، أكد سيف الدين قداش أن المخزن يعتبر بيدقا فرنسيا وقد تكلم عليه الرئيس الراحل هواري بومدين وكشف آنذاك عمق الارتباط والتواطوء بين العاصمتين، وأوضح بزمدين عن العديد من المخططات و المؤامرات التي تتصل بهذا الشأن، وكشف كيف سلحت فرنسا المخزن لتحقيق تفوق عسكري في المنطقة وإحتلال الصحراء الغربية ولتطوير نفوذه وإمتداده الجغرافي هناك، وكيف دعمته لمجابهة كفاح ونضال جبهة البوليساريو التي كانت تدافع عن حق الشعب الصحراوي في الحرية والاستقلال من الاستعمار الاسلاني ثم المخزني، بل بذلك السلاح تمت المذابح المخزنية بأسلحة محرمة دوليا ومنها “النابالم” و التي أدت بالصحراويين للهروب من أراضيهم ووطنهم والهروب إلى تندوف الجزائرية كلاجئين جراء الهمجية المخزنية، بينما لايزال المخزن يروج لأكاذيب تضاهي قتل القتيل والمشي في جنازته حتى اليوم، بدعايات مغرضة أنهم محتجزين لدى الجزائر ، ولكن هم فرو آنذاك القصف الهمجي وباستعمال الأسلحة المحرمة دوليا لتحتضنهم الجزائر وتحتضن قضيتهم خلال الاحتلال الاسباني والمخزني إلى يوم الناس هذا.”
وفي سياق آخر، أكد المتحدث أن فرنسا هي المتضرر الأول من الانقلابات العسكرية في منطقة الساحل خاصة النيجر ومالي وبوركينافاسو، فقد أصبحت المصالح الفرنسية الاستراتيجية مهددة، ما دفعها إلى التوجه نحو هذا الخيار لاسترجاعها، حيث قال:”فرنسا تعمل بطريقة خفية واضحة لاسترجاع مصالحها الاستراتيجية ومساومة الأنضمة الجديدة ومحاولة اسقاطها واستعمال مختلف الأساليب القديمة والحديثة القدرة المتعلقة بشبكة فرنسا أ”فري” التي تقوم بالانقلابات العسكرية وتمويل حركات المتمرد و ومحاربتها و الاطاحة بالرؤساء وغيرها التي تمكنها من ضمان مصالحها الاستراتيجية”
وتابع:” أعتقد أن مسألة التدخل الفرنسي في النيجر يبدو جليا حتى أن موقف الايكواس مؤخرا هو موقف ايكواسي بثوب فرنسي لأنه لولا الضوء الأخضر للمصالح الفرنسية لما كان هذا التدخل العسكري و لو طالبوا بالعودة إلى الشرعية الدستورية ووضح حد لاستمرار الحكم العسكري بالدولة، بالإضافة إلى تفويض الأمر للشعب النيجيري لكي يحدد النظام الذي سيحكمة او شخص القيادة السياسية التي تدافع عن مصالحه الاستراتيجية”.
كما أكد قداش في هذا الصدد، أن فرنسا ستبذل قصارى جهدها من خلال استعمال مختلف الآليات والمصالح الإفريقية لمحاولة تقويض هذا التحول السياسي الذي يحدث في النيجر والذي يرفض بالأساس وجود المصالح والجماعات الفرنسية خاصة وأن محمد بازوم متهم بأنه بيدق من بوادق فرنسا في البلاد وعليه فإن فرنسا ستواصل التحضيرات والألبات و ستقود كل ما من شأنه أن يحقق لها مصالحها.
وتابع: “نحن نلاحظ الأن في مثلث ميركا الذي يجمع النيجر و مالي و بوركينافاسو ومنطقة تيلابيري التي سقط بها جنود نيجيريون أمس والتي يتحرك بها الجماعات الإرهابية، و هو الأمر الذي يطرح علامة الاستفهام من فتح المجال الجوي؟ من حرك هذه الجماعات؟ …وبالتالي فإن القوى المتصارعة والتي لديها مصالح تستعمل قواها على الأرض لمحاولة تغليب كفة طرف على طرف آخر”.