الخبير الاقتصادي سراي: رؤية الرئيس تبون استراتيجية واستشرافية

الخبير الاقتصادي سراي: رؤية الرئيس تبون استراتيجية واستشرافية

في تعليق له عقب الاجتماع رفيع المستوى بين الرئيس عبد المجيد تبون وكبار الفاعلين الاقتصاديين في الجزائر، أعرب الخبير الدولي في الاقتصاد والتنمية، عبد المالك سراي، عن تأييده القاطع للرؤية الاقتصادية الاستراتيجية للرئيس، واصفًا إياها بأنها “عادلة وطويلة الأمد وذات رؤية ثاقبة”.

وأكد سراي أن مصداقية الرئيس تبون تنبع من عقود من التفاعل المباشر مع واقع المشهد الاقتصادي الجزائري، لا سيما في فترة كان فيها القطاع الخاص شبه معدوم. وأكد سراي أن “ميزة موقف الرئيس تبون تكمن في خبرته العريقة التي تمتد لأكثر من ثلاثين عامًا”. وأضاف: “لقد شهد ودعم الصعود المطرد للقطاع الخاص، الذي كان ضعيفًا للغاية قبل ثلاثة عقود”.

ووفقًا لسراي، فإن مستقبل الجزائر يكمن بلا شك في القطاع الخاص، حيث قارنه بقطاع عام مُثقل بالأعباء، والذي، على الرغم من استقراره في بعض المجالات، يفتقر إلى الربحية الاقتصادية بالنسب التقليدية. وقال في هذا السياق: “يستهلك القطاع العام موارد مالية ضخمة ولكنه لم يثبت جدارته من حيث العائد”. “القطاع الخاص هو مستقبلنا، خاصة الآن ونحن نشهد ظهور مدراء شباب ديناميكيين ومتعلمين تعليمًا عاليًا – خريجي جامعات ومعاهد متخصصة مرموقة”.

وأشاد سراي بشكل خاص بدعم الرئيس القوي للشركات الناشئة، التي يراها محركات أساسية للنمو وخلق فرص العمل، مشيرا بقوله: “جيل جديد يتجذر في جميع أنحاء البلاد في الصناعات الصغيرة والمتوسطة”. من الطبيعي أن يقودوا هذه الحركة، ليس فقط من خلال التدريب الأكاديمي الذي يتماشى مع اقتصاد اليوم، بل أيضًا من خلال الطموح المتأجج لدى الشباب الذين لم يعودوا يبحثون عن وظائف بل يسعون جاهدين لخلقها.

وتابع: “هذا هو التحول الجذري: من البحث عن عمل إلى خلق فرص عمل. هذا هو التحول الحقيقي في عقليتنا الوطنية، وهو تحديدًا ما سيدفع بيئتنا الصناعية وريادة الأعمال إلى الأمام.”

وأكد سراي أن هذا التحول في المواقف وتوجهات السياسات – الذي يعززه الدعم الرئاسي – سيمكن البلاد من توليد آلاف المشاريع الصغيرة الجديدة وفرص عمل كبيرة. وأقر بأن الجزائر لا تزال تعاني من معدل بطالة يتراوح بين 9% و11%، وهو رقم لا يمكن خفضه بفعالية إلا من خلال زيادة التصنيع ومشاركة القطاع الخاص.

وأكد: “للحد من البطالة، يجب علينا زيادة الإنتاج الصناعي وتعزيز الناتج المحلي الإجمالي. ولتحقيق ذلك، يجب أن يكون القطاع الخاص في صدارة الاهتمامات”.

في الختام، قدّم سراي تقييمًا حاسمًا لقيادة الرئيس تبون:

“الرئيس مُحق. رؤيته دقيقة، بعيدة النظر، واستشرافية في جوهرها. يقع على عاتقنا الآن – مواطنون، ومهنيون، وفاعلون اقتصاديون – أن نتكاتف حول هذه الرسالة ونبني معًا اقتصادًا جزائريًا أكثر إنتاجيةً وأداءً.”