حنان مهدي
يعد السرطان من أبرز التحديات الصحية على مستوى العالم، حيث يتسبب في وفاة ملايين الأشخاص سنويا ويشكل عبئا ضاغطا على النظام الصحي.
وفي الجزائر يشهد المرض انتشارا متسارعا بين مختلف الفئات العمرية، ومع تعدد الأسباب والعوامل المساهمة في تفشيه، تصبح عملية الوقاية والعلاج أكثر تعقيدا، لذلك نستعرض لكم إحصائيات دقيقة حول أكثر أنواع السرطانات انتشارا في الجزائر، ونتناول سبل الحماية والوقاية منه.
وأوضح الدكتور محمد بوطرح لدزاير توب بأنه لا توجد أسباب مباشرة للإصابة بالسرطان إلا أن هناك عواملا تزيد من إحتمالية الإصابة به، وأهم هذه العوامل هي التدخين بنوعيه الإيجابي والسلبي، إذ يعد من أبرز العوامل المسببة للإصابة بالسرطان، حيث أثبتت الدراسات أن 85% من حالات سرطان الرئة ترتبط بالتدخين.
وأشار في ذات السياق إلى وجود عوامل أخرى تزيد من احتمالية الإصابة، أبرزها العوامل الوراثية إذ أن الطفرات الجينية مثل BRCA1 وBRCA2 تزيد خطر الإصابة بسرطان الثدي، كما أن النظام الغذائي غير الصحي الغني بالدهون المشبعة والمواد المصنعة والكربوهيدرات، ونقص النشاط البدني، يؤديان إلى زيادة الوزن مما يرفع خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، إضافة إلى ذلك ربط بعض أنواع السرطان بعدوى فيروسية أو بكتيرية مثل فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) المسبب لسرطان عنق الرحم، والتهاب الكبد الفيروسي المؤدي لسرطان الكبد، موضحا أن التعرض للإشعاع والمواد الكيميائية السامة يساهم أيضا في تلف الخلايا وزيادة احتمالية الإصابة بالسرطان.
وفي سؤال عن أثر التقدم في العمر واحتمالية تسبب ذلك في الإصابة بالسرطان، أجاب الدكتور بوطرح: “التقدم في العمر يزيد من نسبة التعرض للعوامل المسرطنة مثل العوامل البيئية والتدخين حيث أن أكثر من 70% من حالات السرطان تم تشخيصها لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 50 و 70 سنة”، مضيفا في ذات السياق: “هناك سرطانات ترتبط بفئات عمرية محددة مثل سرطان البروستات لدى الرجال فوق 50 عاما، وسرطان المبيض لدى النساء بين 50 و60 عاما”.
وبخصوص أكثر أنواع السرطان انتشارا في الجزائر، كشف الدكتور محمد بوطرح بأن سرطان الثدي هو الأكثر شيوعا لدى النساء، حيث يتم تسجيل ما يزيد عن 14 ألف حالة سنويا، أما لدى الرجال، فتتصدر سرطانات القولون والمستقيم والرئة القائمة من حيث مدى الانتشار.
وشدد المتحدث على أهمية الكشف المبكر في الوقاية من السرطان قائلا: “الكشف المبكر يعتبر خطوة حاسمة في الوقاية من السرطان حيث تكون الأورام أصغر حجما وأقل انتشارا إلى الأنسجة الأخرى، وبالتالي زيادة فعالية ونجاعة العلاج الجراحي أو الكيميائي وهو ما من شأنه التقليل من الوفيات المرتبطة بالسرطان”.
وللوقاية من السرطان نصح ذات المصدر بضرورة إجراء فحوصات دورية نوعية، قائلا: “الفحوصات الدورية تساهم في اكتشاف الأورام مبكرا مما يجعل العلاج أكثر فعالية، وهي تشمل الفحص الفحص السنوي بالأشعة السينية (الماموغرافي) للنساء فوق 40 سنة للوقاية من سرطان الثدي؛ والتنظير القولوني للكشف عن الأورام أو التغيرات غير الطبيعية لدى الأشخاص فوق 50 سنة أو الذين لديهم تاريخ عائلي مع السرطان، وكذلك فحص المستضد البروستاتي النوعي PSA لدى الرجال الذين تزيد أعمارهم عن 50 سنة”.
وفيما يتعلق بأساليب الوقاية والحماية أوضح الدكتور محمد بوطرح أن السرطان من الأمراض التي يمكن الوقاية منها، موصيا باتباع نظام غذائي صحي غني بالألياف والخضروات والفواكه، مع التقليل من الدهون المشبعة واللحوم المعالجة.
وفي الأخير دعا محمد بوطرح إلى ضرورة ممارسة النشاط البدني، والإقلاع عن التدخين أو شرب الكحول بشكل تام، وكذلك إلى إجراء الفحوصات الدورية للكشف المبكر، مفيدا أن الوعي بالعوامل الوراثية والتشخيص يلعبان دورا مهما في الوقاية منه.