المدرب البوسني استبعد أسماء ثقيلة….قائمة بيتكوفيتش : أولى خطـوات تشبيب “الخضر”

أيوب بن مومن

كشف الناخب الوطني الجديد فلاديمير بيتكوفيتش، عن قائمة ضمت 31 لاعبا معنيا بالتربص الذي ينطلق غدا الإثنين وإلى غاية 26 من الشهر الحالي، تحضيرا لدورة الجزائر الدولية الودية “سلسلة الفيفا 2024″، أين يواجه “الخضر” منتخبي بوليفيا وجنوب إفريقيا، وبمشاركة أندورا أيضا، حيث حملت القائمة مفاجآت مدوية، لاسيما فيما يتعلق باستبعاد لاعبين بارزين وكذا الاعتماد على عناصر شابة ستحمل ألوان المنتخب الأول للمرة الأولى، بينما سجل آخرون عودتهم بعض غياب طويل.

مفاجآت مدوية في القائمة

وسادت حالة من الترقب بشأن أول قائمة يضعها البوسني بيتكوفيتش بعد توليه العارضة الفنية للمنتخب الجزائري خلفا لجمال بلماضي، لاسيما بعد التسريبات التي سبقت الإعلان عنها مساء أول أمس، فقد فاجأ الطاقم الفني الجديد بوضع قائمة انقسم الشارع الرياضي والمختصين حولها بين مؤيد ومعارض لها وحتى متحفظ بشأن بعض الأسماء، غير أنها بشكل عام لم تخل من مفاجآت تُظهر إستراتيجية المدرب بيتكوفيتش الخاصة بالمرحلة المقبلة.

الناخب الجديد كشف نواياه مبكرا لتشبيب المنتخب

وفي أول الملاحظات حول القائمة التي أعلنها بيتكوفيتش، هو اعتماده بشكل واضح على عنصر الشباب وخطوة تؤكد فلسفته في هذا الخصوص، فقد وجه الدعوة لخمسة لاعبين جدد، أربعة منهم لا يتجاوز سنهم 24 عاما، ويتعلق الأمر أنيس حاج موسى (22 عاما) مهاجم نادي فيتيس أرنهايم الهولندي، ومنصف بقرار (23 عاما) مهاجم نادي نيويورك سيتي الأمريكي، وأحمد قندوسي (24 عاما) لاعب خط وسط نادي سيراميكا كليوباترا المصري، ورفيق غيتان (24 عاما) جناح نادي إستوريل البرتغالي، بالإضافة إلى محمد مداني مدافع شباب قسنطينة صاحب 31 عاما، فضلا على تواجد لاعبين آخرين كبدر الدين بوعناني (19 عاما) وريان آيت نوري (22 عاما) وكذلك جوان حجام (20 عاما)، ليصبح معدل عمر تشكيلة “الخضر” في أول قائمة يختارها المدرب بيتكوفيتش 26.35 عاما.

التخلي عن أبرز كوادر عهد بلماضي

في المقابل، قرر فلاديمير بيتكوفيتش إبعاد لاعبين كانوا عناصر أساسية في تشكيلة “الخضر” خلال السنوات الماضية، على غرار الحارس رايس وهاب مبولحي وسفيان فيغولي وإسلام سليماني ويوسف بلايلي، وحتى القائد رياض محرز الذي كان طالب المدرب البوسني بإعفائه من حضور هذا الموعد، في انتظار اتخاذ قرار نهائي حيال مستقبله الدولي، وهي أسماء ثقيلة برزت في عهد الناخب الوطني السابق جمال بلماضي، حيث اعتمد عليهم في الماضي القريب وذلك بكأس أمم إفريقيا الأخيرة بكوت ديفوار، وعموما فقد تخلى المدرب الجديد عن 8 لاعبين خاضوا “الكان”، فالإضافة إلى الخماسي المذكور، نجد غياب ياسر لعروسي وآدم وناس وأحمد توبة.

سليماني اللغز ومحرز طالب الإعفاء

في ذات السياق، كان غياب إسلام سليماني مهاجم ميشلين البلجيكي أكثر مفاجأة، وذلك بعدما كانت تقارير قد أكدت بأن لاعب لـ”الخضر” لا ينوي الاعتزال دوليا ويسعى من أجل مواصلة مغامرته مع “الخضر” على الأقل حتى كأس إفريقيا 2025، خاصة والفترة الماضية شهدت تألقه مع المنتخب الوطني وعزز أرقامه كأفضل هداف تاريخي للمنتخب الوطني، غير أن بيتكوفيتش كان له رأيا آخر وقرر استبعاده، بينما أثر جدلا واسعا بشأن غياب القائد رياض محرز الذي طالب بإعفائه من حضور تربص مارس وأرجع ذلك لرغبته في أخذ قسط من الراحة بعيدا عن المنتخب بسبب الضغوط التي مورست عليه بعد الإخفاق في “الكان”، إلا أن التكهنات تشير إلى أنه يفكر جديا في وضع حد لمسيرته مع المنتخب وسيتكشف ذلك قريبا.

عودة منتظرة لبن زية وبراهيمي وبن رحمة

إلى ذلك، كانت عودة الثلاثي ياسين بن زية وياسين براهيمي وسعيد بن رحمة منتظر، بالنظر لتألق الثلاثي مع أنديته وكذلك التغيير الذي شهده الطاقم الفني لـ”الخضر” بعد رحيل جمال بلماضي، إذ كان هؤلاء اللاعبين من “المغضوب عليهم” لدى المدرب السابق، غير أن بن زية لاعب نادي كاراباغ الأذربيجاني من أبرز الأسماء العائدة لصفوف بعد غياب طويل دام أكثر من خمس سنوات، بينما سيحضر حيماد عبدلي متوسط ميدان أونجي الفرنسي مرة أخرى بعد استبعاده في “الكان”، على غرار بن رحمة المنتقل إلى أولمبيك ليون، أين استعاد إمكانيته، كما استدعي براهيمي هداف نادي الغرافة القطري، والذي سيعود بعد غياب دام لعامين، وسيعود أيضا كلا من أمين غويري وبشير بلومي وبدر الدين بوعناني مرة أخرى بعد غيابهم عن آخر مباريات المنتخب الجزائري.

هل هي ثورة أم مجرد استكشاف للاعبين؟

وتبقى العديد من علامات الاستفهام حول أول قائمة اتخذها بيتكوفيش لتمثيل “الخضر” في تربص الشهر الحالي، وذلك بسبب خياراته، فهل هي ثورة حقيقية أراد بها التقني البوسني وضع ما يشبه القطيعة مع عهد الناخب الوطني السابق جمال بلماضي والذهاب بأقصى سرعة إلى عملية تشبيب التشكيلة واعتبارها ضمن إستراتيجية المدرب الذي يحبذ الاعتماد على اللاعبين الشباب، أم ستكون وديتي بوليفيا وجنوب إفريقيا يومي 22 و26 مارس الجاري، كفرصة من أجل تجريب اللاعبين الجدد واستكشافهم قبل موعد جوان المقبل الذي سيشهد عودة “الخضر” للمنافسة الرسمية من خلال الجولتين الثالثة والرابعة من تصفيات كأس العالم 2026، ومواجهتي غينيا وأوغندا.

شارك المقال على :