برنامج الشاب الإماراتي “غيث” يفضح لا إنسانية نظام المخزن وإصراره على إبقاء منكوبي زلزال الحوز تحت الخيام خلال شهر رمضان أيضا!!

أحمد عاشور

في الشق الاجتماعي من تعاون محور التطبيع الممتد بين أبو ظبي والرباط، اختارت الإمارات أن تدفع بمواطنها الشاب “غيث”، صاحب البرنامج الشهير “قلبي اطمأن” المعروف بأعماله “الإنسانية”، ليجري إحدى حلقات الموسم الجديد من برنامجه، الذي يظهر أن الهدف المعلن منه “مساعدة” ضحايا زلزال الحوز، غير أنّ العمل الإعلامي ساهم في إبراز الصورة المخفية للكارثة التي تسبب فيها نظام المخزن بعد الزلزال.

الإعلام المغربي هو الآخر وقع في فخ “العمل الإعلامي الإنساني” الإماراتي دون أن يشعر فراح ينشر باحتفاء كبير مقتطفات من منشورات الشاب الإماراتي غيث عبر صفحاته على وسائل التواصل الاجتماعي، إضافة إلى الفيديو الذي تم بثه على منصة يوتيوب.

وخلال الحلقة الحادية عشر من الموسم السابع لبرنامج “قلبي اطمأن”، استعرض غيث تحديات الحياة التي تواجهها الأسر المغربية التي تضررت جراء الزلزال في قرية إمكدال المغربية، وشهد غيث حياتهم في الخيام التي من المفترض أنها نُصبت كملجأ مؤقت لهم، غير أنهم لا يزالون يقضون سادس شهر لهم تحتها ويعانون من برد الطقس وحرارته على حدّ سواء، إضافة إلى معاناة معيشية مستمرة داخلها.

والتقط غيث صورًا لحياة منكوبي زلزال الحوز اليومية الشاقة، متعمقًا في أهمية الرأفة والعطاء خلال الأزمات، كما تبادل معهم الدروس المستفادة من القرآن الكريم بشأن فضيلة الإحسان ومحبة الخير، وتشارك مع الأسر أملهم ودعواتهم لحياة أفضل في منازلهم التي ما زالوا ينتظرون من المخزن أن يفي بوعوده التي طال تحقيقها ويسلمهم مفاتيحها.

ونشر “غيث”، عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي “انستغرام”، فيديو من إقليم الحوز، بالضبط بجماعة إمكدال، وأرفقه بتعليق جاء فيه: “قرية إمكدال في المغرب واحدة من 2000 قرية تأثروا بالزلزال الذي هز قلوبنا جميعاً، قصص وحكايات سنراها ونسمعها بلسان أهل القرية تصف شعورهم في تلك اللحظة”.

وظهر سكان القرية، الذين تضرروا من زلزال الحوز، من خلال الجزء الأول، من الحلقة، وهم يحكون قصصهم، ويصفون شعورهم في تلك اللحظة، وظهرت مع “البرنامج الإعلامي الإنساني” معاناتهم التي أصر نظام المخزن على أن تطول أكثر من اللازم إلى أن تبلغ شهر رمضان بعد أن مرت عبر فصل من الشتاء القارص، قضوها وهم محرومون من الطعام والدفء تحت خيام كادت الرياح أن تقتلعها من فوقهم.

كما قام “غيث”، خلال هذا الجزء، بإعلان مساعدته لأهل قرية أمكدال، خاصة التكفل بأيتام القرية.إلى جانب إمام المسجد الذي تم اهداءه عمرة من طرف البرنامج، مع بناء منزل له، لم تكلّف سلطات المخزن نفسها عناء الاهتمام بحالته الاجتماعية القاهرة والمشابهة لحالات مئات من أمثاله الذين تخلت عنهم، فهل سيحلّ المنزل الذي سيبنيه غيث لإمام قرية واحدة مشكلة جميع المنكوبين في كل القرى، والذين لا يزالون إلى الآن وبعد مرور ستة أشهر على الزلزال تحت الخيام، ومن يتكفّل بأيتام باقي قرى الزلزال، بل من يتكفل بجميع المنكوبين بعد أن رفع المخزن يديه عنهم؟

شارك المقال على :