بعد الخرجة الأخيرة لصعلوكته.. المخزن تلميذ غبيّ لا يفهم حتى بتكرار الدروس ولا حلّ لمشكلته إلا بطرده نهائيا من المدرسة

لا يكلّ المخزن ولا يملّ من ترديد القصص السخيفة والحكايات المضحكة التي تعكس غباءه وبلادته، إنه بالفعل تلميذ غبي ولن يفهم حتى بإعادة الدروس، فغباؤه لا حدود له ولا حلّ له إلا بطرده من المدرسة.

مديرة الوثائق الملكية في المغرب، بهيجة سيمو، عادت من جديد، وبالتزامن مع التقارب الحاصل هذه الأيام بين الرباط وباريس، إلى إثارة مشكلة الحدود مع الجزائر، من خلال حديثها عمّا أسمته بـ “أحقية” السيادة المغربية في ما يسمى بـ “الصحراء الشرقية”، والمقصود بها مناطق تندوف وأدرار وبشار الجزائرية، الغنية بالمعادن.

تصريحات هذه الصعلوكة المخزنية تأتي أيضا أياماً من احتضان الجزائر  لتمثيلية جمهورية الريف على أرضها، ومن هنا يمكن معرفة سبب هذا كلّ هذا السُّعار الذي جعلها تقيئ كلامها الحاقد ضدّ الجزائر.

المغرب المفلس دبلوماسيا يظن أن الابتزاز كاف لفرض منطقه الأعوج على دولة بحجم فرنسا، إذ أنه ولغباء نظامه المخزني، على لسان تلك الصعلوكة، يعتبرها هي التي “اقتطعت”  “الصحراء الشرقية” من أراضيه وأدرجتها ضمن التراب الجزائري خلال فترة الاستعمار، هكذا بهذه البساطة والسذاجة المخزنية المضحكة، وكأن ولايات بشار وتندوف وأدرار لم ينتفض من أجل تحريرها مجاهدون جزائريون أبطال وُلدوا عاشوا في تلك المناطق وترعرعوا بها وتشرّبوا الوطنية الجزائرية على تلك الأراضي، حتى سالت دماؤهم زاكية فوق ترابها وتقطعت أشلاؤهم على قمم جبالها الشامخات، من أجل أن تحيا الجزائر واحدة موحدة من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها ومن أرضها وبحرها إلى سمائها.

هذا التلميذ الكسول يظنّ أنه وبمجرّد طرح موضوع “الصحراء الشرقية” من خلال تصريحات مديرة الوثائق الملكية، فإنّ ذلك  يعدّ بمثابة ورقة ضغط على فرنسا، في وقت يرى أنّ علاقات  “الإليزيه” لم تعد على ما يرام مع قصر “المرادية”؛ وكلّ هذا التحامل على الجزائر من خلال إثارة مسخرة “الصحراء الشرقية” الهدف منه البحث عن طريقة ولو كانت غبية من أجل “انتزاع” اعتراف صريح من لدن باريس بسيادة المغرب على الصحراء الغربية.

هذه المؤرخة المغربية تحدثت خلال محاضرتها المليئة بالقيء في كل شيء، حتى في الطبخ والرقص، إلا في التاريخ، وهذا واضح جدا من كلامها السخيف والمضحك، إذ زعمت أنها تتوفر على وثائق تؤكد أن المغرب لم يتوان قط في الدفاع عن حدوده الشرقية التي امتلكها منذ القرن 17 إلى غاية وصول الاستعمار الفرنسي في 1912. وزادت في الفجور حينما قالت: “منذ حصول المغرب على الاستقلال سنة 1956، وفي أبريل من السنة نفسها وكذلك سنة 1957، حاولت فرنسا الدخول في مباحثات مع المغرب لحل مشكلة حدود الصحراء الشرقية، عبر سفير باريس آنذاك في الرباط، ألكسندر بارودي، الذي أصر على لقاء الحكومة المغربية، واقترح عليها حلاً للمشكلة. وأشار إلى أن من بين القضايا التي يتعين حلها منطقة تندوف. ”

وحتى تضفي على حكايتها السخيفة بعض المؤثرات الدرامية الرخيصة راحت هذه السفيهة تكمل قيئها على جمهورها: “فرنسا كانت تنوي إعادة تندوف إلى المملكة المغربية، غير أن العاهل الراحل محمد الخامس رفض هذا الاقتراح من منطلق أن القرار سيكون بمثابة طعنة في ظهر المقاتلين الجزائريين، ومن ثم فضّل ملك المغرب انتظار استقلال الجزائر لحل مشكلة الحدود هذه مع “الأشقاء الجزائريين”. وببعض التوابل أكملت بهيجة سيمو طبختها الكريهة: “إن هذا الموقف يعكس المبادئ النبيلة القائمة على احترام حسن الجوار والأخوة في الإسلام وصلة الدم بين القبائل المغربية والجزائرية”.

ما أيسر على صعلوكة تتدثر في ثياب “مؤرخة” أن تحول التاريخ إلى مجرّد خرافة أو أسطورة من تلك الأساطير التي يسهل على المقتنعين بها أن يصدقوا أنّ الرياح والشمس والأمطار والحرب والرخاء والقحط لها آلهة تتحكم في حركتها ونشوئها وسكونها، بمجرد نزوة عابرة أو مزاج متقلب يصدر عن تلك الآلهة الخرافية التي تسكن فقط في عقول الأغبياء.

التاريخ لا تصنعه أصنام الغباء التي لا تتحرك حتى من أجل إنقاذ نفسها حينما تهاجمها معاول الحقيقة الساطعة، نعم من الممكن للتاريخ أن يتحول إلى معجزة بإرادة الشعوب التي تتحرر من قيد الاستعمار، لترسم حدود دولها المستقلة بدماء أبطالها وتضع معالمها بأشلاء شهدائها، وهذا بالضبط ما حدث مع الجزائر ، ليبقى السؤال الذي من المفروض أن تجيب عليه “مؤرخة المخزن”: هل فعل الشعب المغربي ما فعله الشعب الجزائري مع الاستعمار؟