تعرُّض فينيسيوس جونيور لعبارات عنصرية في مراكش يثير تساؤلات حول مقدرة المغرب على التحكم في تنظيم مباريات مونديال 2030

أحمد عاشور

تعرض نجم ريال مدريد البرازيلي، فينيسيوس جونيور، أثناء جولته بالمغرب إلى عبارات عنصرية من طرف بعض الجماهير.

وخلال مباراة مصغرة مع الأطفال، التُقط مقطع فيديو، نادى فيه أحد الموجودين، ويبدو أنه طفل مغربي، على فينيسيوس بألفاظ “القرد” و”الأسود” في عدة مناسبات، بحسب صحيفة “موندو ديبورتيفو” الإسبانية، التي أضافت بقولها: “حادثة عنصرية غير سارة لفينيسيوس الذي سافر إلى المغرب كسفير للنوايا الحسنة لتعليم الجميع، لكنه تعليم يفتقده بلا شك أولئك الذين أطلقوا تلك الصيحات العنصرية ضده”.

يا له من توصيف كارثي كان بمثابة حُكم أطلقته صحيفة رياضية عالمية مرموقة على منظومة اجتماعية مغربية، أخفقت في أن تنشئ بيئة يمكن أن يفرق فيها الأطفال والمراهقون بين تصرفاتهم الحميمية وبين سلوكاتهم أمام ضيوف من عيار كبير، خاصة وأن المناسبة من المفترض أنها تخدم وطنا ينتمون إليه، فهل لدى أطفال المغرب مشكلة مع هذا الوطن؟

فينيسيوس جونيور الذي زجّ به رئيس الحكومة الإسبانية في معترك حملة ترويجية لكأس العالم 2030، الهدف منها”تزويق و تشبيح” المغرب الأقصى وإظهاره على أنه وجهة نجوم كرة القدم، انتهى به المطاف إلى أن يصبح هدفا لمراهقين مغاربة أمطروه بوابل من العبارات العنصرية.

نظام المخزن أقحم منظمة اليونيسكو التي روجت لرحلة فينيسيوس في المغرب عبر توظيف علاقاته برئيسة هذه المنظمة، أودري أزولاي، ابنة مستشار الملك الصهيوني أندريه أزولاي، في مشكلة أخلاقية كانت في غنى عنها، فهل ستثير هذه الحادثة الضجيج حول علاقات رئيسة اليونيسكو بالمخزن وتوظيفه لها في زيارة نجم كرة قدم إلى أطفال المغرب الذين كانوا في حاجة إلى دعم آخر من هذه المنظمة.

خطة سانشيز ومحمد السادس سقطت في الماء وتعرضت إلى فشل ذريع، خاصة بعد أن تمّ تداول الفيديو الذي يظهر  فينيسيوس خلال مشاركته في مقابلة مع أطفال إحدى المدارس في مراكش، وقيام بعض الجماهير بإطلاق عبارات عنصرية في حقه، على نطاق واسع في وسائل التواصل الاجتماعي عبر العالم وعلى منصات وسائل إعلام عالمية كبيرة.

وهكذا وبدلا من أن يأخذ العالم عن المغرب انطباعا إيجابيا حول “قدرة” مزعومة على تنظيم جيد ومحكم لمنافسات كأس العالم 2030 التي ستقام لأول مرة في تاريخ المونديال في ثلاث دول هي إسبانيا والبرتغال والمغرب، ستترسخ أكثر في أذهان الجمهور الرياضي عبر العالم، نظرة سلبية عن المنظومة السياسية التي تحكم المغرب، إنها لا تستطيع حتى أن تضبط زيارة نجم كرة عالمي وتمنع شلة من المراهقين المشاغبين على التعرض له بكلام عنصري، خلال مباراة مصغرة في ملعب جدّ صغير، فكيف لها أن تنظم وتدير أبرز حدث كروي في العالم يحضره جمهور غفير من جميع أصقاع المعمورة وتلتفت إلى جزئياته وتفاصيله كاميرات وسائل الإعلام العالمي.

شارك المقال على :