إذا كانت أسماء كل من سعيد الناصيري، ومحمد بعيوي، وحتى لطيفة رأفت، لصيقة بقضية ما بات يُعرف بـ”إسكوبار الصحراء” فإن هناك أسماء أخرى، كانت هي العنصر الرئيسي في هذه القضية. حيث تشير صحيفة “جون أفريك” إلى اسم عبد اللطيف وهبي، وزير العدل والأمين العام السابق لحزب الأصالة والمعاصرة المغربي، والذي رفعَ عشرات الشكاوي للقضاء ضد مدونين ونشطاء تفاديا لذكر اسمه، وشخصيات أخرى مرتبطة بهذا الملف، بطريقة أو بأخرى.
وجاء في تقرير المجلة الباريسية أن عبد اللطيف وهبي عٌيّن وزيرا للعدل في حكومة عزيز أخنوش في 8 أكتوبر 2021، وبعد 20 يوما من تنصيبه قام بسحب مشروع قانون العقوبات الذي تضمن مادة تجرم الإثراء غير المشروع، وانضم هذا المحامي إلى حزب “الأصالة والمعاصرة” في عام 2010 قبل أن يصبح أمينه العام، من فبراير 2020 إلى فبراير 2024.
وبالتالي، بالنسبة لـ”جون أفريك” فإن وهبي كان “زعيم” عبد النبي بعيوي وسعيد الناصري، وهما من الشخصيات البارزة في حزب “الأصالة والمعاصرة”، سواء من خلال ولاياتهم أو من خلال مساهماتهم المالية السخية. بالإضافة إلى كونه مستشارا لهما، لاسيما في قضية إهدار المال العام، تتعلق بعيوي.
وفي القضية التي تتعلق بـ “إسكوبار الصحراء”.. تاجر المخدرات المنحدر من دولة مالي الذي جر شخصيات مغربية مرموقة في عالم الرياضة والسياسة، إلى سجن “عكاشة” بالدار البيضاء، في ملف ثقيل بدأ قبل 13 سنة، وفجره بارون المخدرات في الأشهر القليلة الماضية، بعدما أمضى أربع سنوات من التفكير في زنزانة سجنه بالجديدة، حيث يقيم منذ سنة 2019، كان لابد من عنصر رئيسي للإشراف على “إخراج هذه الأسرار”.
وتقول صحيفة “جون أفريك” إن مغربيا، أسمه نور الدين ناجح، يعمل نقيب الشرطة الوطنية المكلفة بالتحقيق في قضية “بابلو إسكوبار الصحراء” هو من أجرى مقابلة مع “المالي” في السجن بمدينة الجديدة وحقق معه لأيام طويلة.
وتضيف الصحيفة إن نور الدين ناجح انضم إلى المديرية العامة للأمن الوطني بالمغرب سنة 2000 وتم انتدابه مباشرة إلى المكتب الوطني للشرطة القضائية حيث عمل على قضايا تتعلق بتهريب المخدرات والهجرة غير الشرعية والجرائم المالية. وفي عام 2016، أمضى هذا المحقق سنة في هولندا، وهو البلد الذي تنشط فيه مافيا “موكرو” في تجارة دولية واسعة للمخدرات، وغسيل الأموال وتصفية الحسابات بالقتل، وعمل هناك كضابط اتصال للمديرية العامة للأمن الوطني.
وقد استفاد أيضًا من التدريب الدولي المتقدم في تقنيات التحقيق في قضايا الاتجار بالمخدرات، وبحسب “جون أفريك” فإنه يوصف بأنه محقق متحمس ومتمرس ويتمتع بعقل تحليلي.
ويتولى قضية “إسكوبار الصحراء” الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء، صلاح التيزاري، وعُين في هذا المنصب في نوفمبر 2022. واشتهر هذا القاضي الوكيل السابق للملك بمراكش والعيون، بالتحقيق في قضية فساد تتعلق بمحمد مبديع، الوزير السابق ونائب رئيس بلدية الفقيه بن صلاح. وهو أيضًا الرئيس الجهوي لودادية القضاة الحسنية بالمغرب.
أما المغنية المغربية، الغنية عن التعريف، لطيفة رأفت، فقد كانت زوجة “المالي” لمدة أربعة أشهر، في عام 2013 في ذلك الوقت، تقدم الأخير، الذي قدم نفسه على أنه مستثمر ثري، لخطبتها بعد أسبوعين من لقائهما، وكان “المالي” يتواجد بانتظام في منزلها بالرباط، وينظم عدة حفلات هناك، بما في ذلك حفلة كان من الممكن أن يحصل خلالها سعيد الناصري على مبلغ كبير مقابل مساعدته في عبور 15 طنا من الشيرا. وفي إطار التحقيق القضائي، أكدت لطيفة رأفت، الروابط بين الرجلين، وأكدت أن زوجها السابق قام بتمويل حملة انتخابية لصالح الناصري في زاكورة، لكنها ظلت فوق كل شك في هذه القضية ولم تكن تعلم شيئاً عن أنشطة “المالي”.
