أكد الخبير الإقتصادي محمد حميدوش، في تصريح لموقع دزاير توب، أن زيارة رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، إلى ولاية بشار تحمل أبعادًا استراتيجية وتنموية عميقة.
وعن هذه الأبعاد، يؤكد حميدوش أنها تجسدت من خلال إطلاق مشاريع كبرى تهدف إلى تحويل الجنوب الغربي للجزائر إلى قطب صناعي ومنجمي متكامل.
ومن هذه المشاريع، ذكر محدثنا مشروع خط السكة الحديدية بشار – تندوف – غارا جبيلات التي أشرف الرئيس تبون على وضع حجرها الأساس، هذا الأخير الذي يمتد على مسافة 950 كلم، ويربط بين بشار وتندوف وغارا جبيلات.
وفي سياق الحديث عن هذا المشروع، شدد حميدوش على أنه يعد محورًا حيويًا في الخط المنجمي الغربي، ويهدف إلى نقل خام الحديد من منجم غارا جبيلات، الذي يُعد من أكبر المناجم في العالم، إلى مناطق التصنيع والموانئ الوطنية ، كما من المتوقع أن يُسهم في نقل أكثر من 140 ألف طن يوميًا من خام الحديد، مما يعزز من قدرات الجزائر التصديرية ويقلل من الاعتماد على واردات الحديد.
كما تطرق الخبير الإقتصادي محمد حميدوش، إلى تدشين مصنع المعالجة الأولية لخام الحديد الذي دشنه الرئيس تبون، باعتباره مشروع مصنع للمعالجة الأولية لخام الحديد المستخرج من منجم غارا جبيلات، والذي أكد أنه يعتبر جزءًا من استراتيجية الدولة لتثمين الموارد الطبيعية وتطوير الصناعات التحويلية، مما يُسهم في خلق قيمة مضافة للاقتصاد الوطني.
وبالحديث عن الانطلاق الفوري في إنجاز مركب الصلب ببشار – يضيف حميدوش – بأن الرئيس تبون أكد على ضرورة الانطلاق الفوري في إنجاز مركب الصلب ببشار الذي سيُستخدم في إنتاج قضبان السكك الحديدية والهياكل المعدنيةؤ حيث من المقرر أن يكون هذا المركب جاهزًا في سبتمبر 2026، مما يُعزز من قدرات الجزائر في مجال الصناعات الثقيلة ويُوفر مناصب شغل جديدة.
كما أكد ذات المتحدث بأن هذه المشاريع ستسهم في تحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية شاملة للمنطقة ، ويأتي ذلك من خلال خلق فرص عمل مباشرة وغير مباشرة، وتطوير البنية التحتية، وتحسين الخدمات الأساسية للسكان، فضلاً عن تعزيز مكانة الجزائر كفاعل اقتصادي إقليمي، خاصة في مجال تصدير الحديد والصلب.
وفي حديثه عن الأبعاد الجيوسياسية لهذه المشاريع، أوضح حميدوش أنها تُعتبر جزءًا من رؤية استراتيجية لتعزيز التكامل الاقتصادي بين ولايات الجنوب الغربي، وفتح آفاق التعاون مع دول الجوار الإفريقي، مما يُعزز من الدور الجيوسياسي للجزائر في المنطقة.
وختاماً، قال ضيف دزاير توب، أن زيارة الرئيس تبون إلى بشار والتدشين المتزامن لهذه المشاريع الكبرى تجسد التزام الدولة بتطوير المناطق الحدودية، وتحقيق التنمية المستدامة، وتعزيز الاقتصاد الوطني بعيدًا عن الاعتماد على المحروقات.