أعرب، سفير الجمهورية الاسلامية الإيرانية بالجزائر محمد رضا بابائي، في كلمة له بمناسبة الذكرى الـ 46 لانتصار الثورة الاسلامية الايرانية عن خالص شكره وامتنانه للحضور على تلبيتهم الدعوة لحضور مراسم هذا الاحتفال.
وقال بابائي: ” قد اجتمعنا هذه الليلة للاحتفال بالذكرى الـ 46 لانتصار الثورة الإسلامية في إيران وستينية العلاقات الثنائية بين إيران والجزائر”.
وأضاف سفير الجمهورية الاسلامية الايرانية بالجزائر بالقول: “انتصرت الثورة الإسلامية الإيرانية بشعار الاستقلال والحرية والجمهورية الإسلامية، وأطاحت بنظام الشاه الاستبدادي البائد والتابع للخارج، وتم تأسيس نظام الجمهورية الإسلامية بإجراء استفتاء عام وبتصويت أغلبية الشعب، مما أدى إلى تقديم نموذج جديد للحكم مستوحى من التعاليم الإسلامية وأساليب الحكم المعاصرة”.
وأردف السفير قائلا: “لقد واجهت الثورة الشعبية الإيرانية تحديات وممارسات عدائية منذ الأشهر الأولى لانتصارها من قبل نظام الهيمنة وأتباعه في الداخل والخارج، منها العدوان العسكري الأجنبي وإثارة الفتن والصراع الداخلي والأعمال الإرهابية والضغوط والعقوبات الخارجية القاسية”.
وأضاف بابائي: “رغم ذلك، فإن الجمهورية الإسلامية الايرانية، بفضل صمود شعبها المستميت، حوَّلت التهديدات الناجمة عن العقوبات إلى فرصة للتقدم والازدهار في جميع المجالات”.
واسترسل ذات المتحدث، قائلاً: “اليوم، تعد إيران واحدة من الدول الرائدة في العالم في إنتاج العلوم وتكنولوجيا النانو والخلايا الجذعية وإنتاج النظائر الطبية لعلاج السرطان والأمراض العصبية، واستغلال الطاقة النووية السلمية، وعلوم الفضاء”.
وتابع سفير الجمهورية الاسلامية الايرانية بالجزائر: “هناك حوالي 10000 مؤسسة ناشئة في إيران، مما أدى إلى تحسين ترتيب إيران العالمي في العديد من مجالات العلوم والتكنولوجيا من حيث نشر المقالات العلمية”.
وكشف بابائي أيضاً: “كما وفي السنوات الأخيرة تمكن العلماء الإيرانيون الشباب من وضع ما لا يقل عن 10 أقمار صناعية محلية الصنع في المدار حول الأرض. هذه الأقمار الصناعية ليست مجرد إنجازات تكنولوجية بل إنها رمز لالتزامنا بالتقدم العلمي وروح التعاون الدولي في مجال استكشاف الفضاء”.
وفي سياق ذي صلة، أكد ذات المتحدث، أنه على مدى العقود الأربعة الماضية، شهد مؤشر التنمية البشرية في إيران تطوراً مطّرداً، حيث ازدهرت البُنى التحتيّة الرئيسية في مجالات متعددة ومن بينها الطرق والنقل والصحة والتعليم والاتصالات، خاصة في المناطق الريفية.
وشدد بابائي على أن إقامة علاقات متوازنة وبناءة مع جميع الدول، ولعب دور نشط في إرساء السلام والاستقرار وضمان الأمن الجماعي، ومحاربة الإرهاب والمشاركة في حل الأزمات الإقليمية وإرساء العدالة والمساواة في النظام الدولي ومواجهة ومكافحة العقوبات الأحادية للولايات المتحدة ضد الدول، هي من بين الاستراتيجيات الرئيسية للسياسة الخارجية الإيرانية.
وأورد سفير الجمهورية الاسلامية الايرانية بالجزائر، قائلاً: “تواصل الجمهورية الإسلامية الايرانية اعتماد سياسة خارجية نشطة وفعالة تقوم على الحوار والتعاون من أجل تأمين المصالح الوطنية وإحلال السلام والاستقرار في المنطقة والعالم، حيث وسعت نطاق تفاعلاتها المتعددة الأطراف مع المنظمات الدولية والإقليمية مثل بريكس وشنغهاي”.
وقال أيضا: “إن التزامنا بأمن جميع بلدان المنطقة لا يتزعزع لأننا نبحث عن منطقة قوية وآمنة ومتطورة للجميع”، وتابع: ” توطيد العلاقات مع الدول الأفريقية والاسلامية هو من أولويات العلاقات الخارجية للجمهورية الإسلامية”.
وفي هذا السياق، أكد سفير الجمهورية الاسلامية الايرانية، أن الجزائر تشكل إحدى أولويات بلاده في شمال أفريقيا، مؤكداً في الوقت ذاته أن الحكمة والعقلانية تُشكلان أهم المبادئ التوجيهية لبلاده في مواجهة التحديات الإقليمية والعالمية.
وفی هذا الإطار، أوضح بابايي: ” لن نتأخر ولن نتسرع في القيام بواجباتنا”، مضيفاً: ” ستواصل الجمهورية الإسلامية الإيرانية الوفاء بمسؤوليتها التاريخية في حماية أمنها القومي ودعم قضية تحرير فلسطين ودعم شعوب العالم المضطهدة والمستضعفة وستستمر بصمود على هذا النهج الصائب والطريق المستقيم.
وفيما يتعلق بالشأن الفلسطيني، قال المتحدث: “إننا نؤيد مقاومة الشعب الفلسطيني للتخلص من الاحتلال ومواجهة الاعتداءات الهمجية واللاإنسانية للصهاينة المحتلين، ونقدر ونُعظم مقاومة وصمود الشعب الفلسطيني وخاصة سكان غزة، ضد أكبر نظام إرهابي في العالم والجيش بالوكالة للولايات المتحدة في المنطقة.
ونهنئ انتصار المقاومة في فلسطين ولبنان في فرض إرادتها وعدم الاستسلام للعدو الصهيوني رغم الخسائر والضحايا الجمة. كما قال الله عز وجل في كتابه: ” إن تنصروا الله ينصركم و يُثبت اقدامكم “.
كما أكد: “نحن نؤمن بأن الظلم والاحتلال لن يدوما، وأن انتصار ومجد الشعوب المسلمة والحرة على الظالمين والمحتلين سيتحقق”.
وفي نفس السياق، تابع السفير بالقول: “يتمثل المشروع السياسي الإيراني لحل قضية احتلال فلسطين في تطبيق ممارسة حق تقرير المصير من خلال إجراء استفتاء شعبي بين السكان الأصليين لفلسطين، سواء أ كانوا مسلمين أو مسيحيين أو يهود، وأود هنا أن أعرب عن امتناني للمواقف الأصيلة والإجراءات الشجاعة للحكومة الجزائرية في المحافل الإقليمية والدولية، وخاصة الأمم المتحدة، دعماً لحق فلسطين المشروع”.
وبخصوص بث الفيلم الوثائقي، الذي سيعرض لمحة موجزة عن العلاقات الثنائية بين إيران والجزائر على مدى السنوات الستين الماضية، قال المسؤول: “إنني أكتفي بهذا القدر وأؤکد أن العلاقات الجزائرية الإيرانية متجذرة تاريخياً، متينة حاضرا وواعدة مستقبلا، وأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تُولي أهمية خاصة لتطوير العلاقات الشاملة وتعاونها على كافة الأصعدة مع الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية”.