صحة ورياضة : كيفية تعديل الكولسترول بالرياضة

صحة ورياضة :  كيفية تعديل الكولسترول بالرياضة

ارتفاع الكولسترول فى الدم من الحالات الطبية الشائعة التي يمكن أن تعرضك لخطر أكبر من الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، مثل تصلب الشرايين وآلام الصدر والنوبات القلبية والسكتة الدماغية، وأحد أفضل طرق علاج ارتفاع كولسترول الدم هو ممارسة الرياضة، حيث أن الرياضة تزيد من الكولسترول الجيد وتقلل الدهون الثلاثية.

والكولسترول هو نوع من الدهون يحدث بشكل طبيعي في الجسم، يتم إنتاجه بواسطة الكبد ويستخدمه الجسم لتصنيع الهرمونات والصفراء اللازمة للحفاظ على صحتنا.

تنشأ مشكلة الكولسترول عندما يكون لديك الكثير منه في دمك، حيث يمكن أن يلتصق بجدران الشرايين ويسبب تضييقها أو انسدادها.

ينتقل الكوليسترول في الدم عن طريق نوعين من البروتينات: البروتين الدهني عالي الكثافة، وهذا يسمى الكوليسترول الجيد والبروتين الدهني منخفض الكثافة، وهو الكوليسترول السيء الذي يزيد خطر الإصابة بأمراض القلب.

يعد ممارسة التمارين الرياضية من أفضل الطرق لإدارة ارتفاع الكوليسترول في الدم، وقد ثبت أنه يزيد من الكوليسترول الجيد ويخفض الدهون الثلاثية، لذا من المهم أن تحافظ على نشاطك البدنى.

ويوصي مجلس تعزيز الصحة البريطانى، بما لا يقل عن 150 دقيقة من ممارسة التمارين المعتدلة في الأسبوع، لكن في بعض الأحيان، قد تكون هناك حاجة إلى 300 دقيقة على الأقل من التمارين أسبوعيًا لترى تغييرات مفيدة في مستويات الوزن والكوليسترول.

كلما طالت فترة ممارسة الشخص للرياضة وكلما زادت شدتها، زاد التأثير المحتمل على خفض مستويات الكوليسترول في الدم.

النشاط الجسماني يوازن مستوى الدهون في الدم لدى المرضى الذين يعانون من اضطراب الدهنيات في الدم, لكن التحسن يرتبط بكمية النشاط الجسماني أكثر من ارتباطه بدرجة التمارين الرياضية التي يتم تنفيذها، هذا ما يكشفه بحث جديد نشر في العدد الأخير من.

شارك في البحث 111 رجلا وامرأة يعانون من الوزن الزائد ومن اضطراب الدهون في الدم من الدرجة الخفيفة حتى المتوسطة، تم تقسيم المشتركين إلى مجموعة مرجعية/ مجموعة مراقبة من دون نشاط جسماني (6 أشهر)، وإلى ثلاث مجموعات تدريب (8 أشهر): نشاط جسماني بكمية كبيرة وبدرجة كبيرة, نشاط جسماني بكمية قليلة وبدرجة

مرتفعة، ونشاط جسماني بكمية قليلة وبدرجة متوسطة، وقد طلب من كل المشتركين ان يحاولوا المحافظة على وزن جسمهم الابتدائي.

تبين أنه لدى 84 من المشتركين الذين أتموا البرنامج الثابت، كان تأثير النشاط الجسماني هو الأفضل بالنسبة إلى غالبية المتغيرات المحددة لمستوى الدهنيات، ما عدا مستوى الكولسترول العام، ومستوى الكولسترول من نوع LDL. وكانت النتائج أبرز لدى المشاركين في المجموعة التي قامت بنشاط جسماني بكمية كبيرة وبدرجة مرتفعة.

المشاركون في مجموعة التدريب بكمية كبيرة وبدرجة كبيرة أظهروا تحسنا ملحوظا في 10 من بين المتغيرات الـ 11 المحددة لمستوى البروتينات الشحمية، مقابل المشاركين في مجموعة التدريب بكمية صغيرة ومستوى مرتفع. وبشكل مشابه، أظهر المشاركون في مجموعة التدريب بكمية قليلة ودرجة كبيرة تحسنا ملحوظا في 11 من المتغيرات الـ 11 المحددة لمستوى البروتينات الشحمية، مقابل المجموعية المرجعية.

بعكس ذلك، عندما قارنوا التحسن في مستوى البروتينات الشحمية لدى المشتركين في مجموعة التدريب بكمية صغيرة ودرجة مرتفعة, مقابل مستويات البروتينات الشحمية لدى المشتركين في مجموعة التدريب بكمية صغيرة ودرجة متوسطة, لم تكن هنالك أفضلية لأي من المجموعتين على الأخرى. بالإضافة إلى ذلك, وباستثناء المجموعة المرجعية, أظهر المشتركون في مجموعتي التدريب تحسنا ملحوظا في جميع المتغيرات الـ 11 المحددة لمستوى البروتينات الشحمية.

لخص الباحثون هذه النتائج بالقول أن لكمية النشاط الجسماني تأثيرا على مستوى البروتينات الشحمية يفوق تأثير درجة النشاط. هذه المعطيات تدحض الاستنتاج الذي توصلت إليه أبحاث سابقة اعتمدت على نشاط جسماني بكمية قليلة, لأن للنشاط الجسماني تأثيرا محدودا على مستوى الدهنيات.

يؤكد الأستاذ الدكتور مارتن هاله أن المواظبة على ممارسة الرياضة باعتدال تعمل على وقاية الجسم من أمراض القلب والأوعية الدموية، كما يشير إلى أنه من المثالي المواظبة على ممارسة إحدى رياضات قوة التحمل باعتدال بمعدل ثلاث مرات أسبوعيا على الأقل لمدة ثلاثين دقيقة في كل مرة.

ويوضح عضو الجمعية الألمانية ﻟﻤﻜﺎﻓﺤﺔ اضطرابات التمثيل الغذائي للدهون أن المواظبة على ممارسة إحدى رياضات قوة التحمل بقدر معتدل من التحميل على الجسم -يسمح للشخص بالتحدث مثلاً أثناء ممارسة التمرين- يسهم في الحفاظ على مرونة جدران الأوعية الدموية ويعمل على تحسين توزيع كل من الكوليسترول الضار والكوليسترول المفيد بالدم، وبالتالي يحد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

ويردف الطبيب بأن ارتفاع نسبة الكوليسترول بالدم وقلة ممارسة الأنشطة الحركية يندرجان ضمن أكثر عوامل الخطورة المؤدية إلى الإصابة بتصلب الشرايين، كما يعتبران من الأسباب الرئيسية للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية كالأزمات القلبية والسكتات الدماغية.

وعبر المواظبة على ممارسة الرياضة يمكن زيادة الكوليسترول الجيد بالجسم بمعدل يتراوح بين 5% و10%، شريطة أن يستمر النشاط البدني لمدة لا تقل عن عشرين دقيقة، إذ لا تنشط الإنزيمات المسؤولة عن إفراز هذا الكوليسترول بالجسم إلا بعد هذه المدة.

وللحصول على هذا التأثير، ينصح هاله بممارسة الرياضة بقدر منخفض من التحميل على الجسم وثابت في الوقت نفسه، وذلك من خلال إحدى رياضات قوة التحمل المعتدلة كركوب الدراجات أو السباحة أو الجري، ولكن مع الالتزام بعدم تحميل جهد شديد على الجسم.

أما بالنسبة للأشخاص الذين يمارسون الرياضة لفترات قصيرة أو بتحميل شديد على الجسم، فيرى هاله أنهم بذلك يؤثرون على عملية التمثيل الغذائي للسكر بجسمهم أكثر من عملية التمثيل الغذائي للدهون، ومن ثم لن يمكنهم الاستفادة من تأثير الرياضة في الحد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

أما إذا أراد الأشخاص الذين لم يمارسوا الرياضة مطلقا قبل ذلك أو ظلوا لفترة طويلة دون ممارستها، البدء في ممارستها، فيجب عليهم الخضوع لفحص لدى طبيب مختص أولا للتحقق من مدى قدرتهم على التحمل ومدى مواجهتهم لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وإلا قد تتسبب الرياضة بإلحاق الأذى بهم بدلا من إفادتهم.