عادت قضية اللاعبين الأجـــــانب في البطولة المحترفة الأولى لتطفو إلى السطح مجدّدا بسبب المشاكل التي أضحت تواجهها الأندية الجزائرية جراء شكــــــاوى الأفارقة للاتحادية الدولية لكرة القدم “الفيفا”، والتي ورطّت الفرق الوطنية وكبّدت خزائنها خسائر مالية باهضة رغم الأزمة التي تعيشها الكــــرة المحلية منذ موسمين بسبب جائحة “كورونا”. وتورّطت العديد من الأندية هذا الموسم في مشاكل قضائية مع لاعبين أفارقة دون المستوى على غرار ناديي وفاق سطيف ومولودية الجزائر اللذان تعرّضا لتهديدات الاتحادية الدولية لكرة القدم، لتثبت بذلك الفرق الوطنية مجدّدا فشلها الذريع في الاستثمار في اللاعبين الأجانب فبدل استقدامهم لتحويلهم نحو البطولات الأوروبية والاستفادة منهم ماليا، أصبحت عاجزة حتى عن التخلص منهم بطريقة وديّة ، لتضطر في الأخير لتعويضهم ماديا إلى غاية نهاية عقودهم.
المالي توري يجمّد ميــــركاتو الوفاق ونحو حرمانه من المشاركة قاريا
ويعتبر وفاق سطيف آخر المتضررين من قضية اللاعبين الأجانب وذلك بسبب اللاعب المالي ماليك توري، الذي لجأ لمحكمة التحكيم الرياضية الدولية بلوزان السويسوية،للحصول على مستحقاته المالية العالقة، والمقدرة إجمالا بقيمة مليارين و875 مليون سنتيم.وحسب قرار «الفيفا»، فإن الوفاق سيكون محروما من الإستقدامات الصيفية المقبلة،والمشاركة في المنافسة الإفريقية،في حال عدم تسوية قبل تاريخ العاشر من شهر أوت المقبل، وبالتالي فإن إدارة الرئيس عبد الحكيم سرار، ستجد نفسها مضطرة إلى ضخ هذا المبلغ في حساب اللاعب، خاصة وأن النادي ينافس حاليا على إحدى المراتب الأولى في البطولة.
الكاميروني “روني” يتحايل على “العميد”
قضية أخرى، شهدتها البطولة المحترفة الأولى هذا الموسم، تتعلق بصفقة المهاجم الكاميروني وانكواي روني مع مولودية الجزائر، التي صنعت الكثير من الجدل في الساحة الرياضية بسبب تحايل اللاعب على إدارة “العميد”، إذ قدّم المهاجم الشاب نفسه كلاعب دولي، وهو ما نفاه الأمين العام للاتحاد الكاميروني، ديدييبانلوك، رداً على الشكوى التي تلقاها من النادي الجزائري، قبل أن تضطر الإدارة السابقة للمولودية برئاسة ألماس، لفسخ العقد من جانب واحد بحجّة التحايل، غير أن ذلك لم يكن في صالح النادي العاصمي الذي ورغم الدلائل القوية على تقديم روني لأوراق مزورة بخصوص مشاركته الدولية إلا أنّه استطاع أن يكسب قضيته ضدّ العميد” مطالبا بـ 5 ملايير سنتيم كتعوض عن فسخ العقد.
الغربال يوّرط المولودية والبــــــــرج
وأثبتت مولودية الجزائر مجدّدا فشلها الذريع في التسيير بسبب قضية اللاعب السوداني محمد عبد الرحمن يوسف، الذي تعاقدت معه على شكل إعارة قادما من نادي أهلي برج بوعريرج، غير أنّه فشلت في تأهيله ضمن صفوف تشكيلة المدرب نبيل نغيز بسبب عدم بسبب عدم إلغاء إجازة الكاميروني روني وانكواي،ليتقدّم المعني بشكوى ضدّ ناديي البرج “والعميد” مطالبا بحقوقه وفق العقد المبرم بين الطرفين.
شيبوب و”السياسي”.. قضية أخرى في الأفق
لم يكن انضمام المهاجم السوداني لصفوف شباب قسنطينة، خلال الصيف الماضي موفقا بعدما عجزاللاعب عن تقديم الإضافة المرجوة منه وأثبت محدودية مستواه الأمر الذي جعل الأنصار يطالبون بالاستغناء عنه، ولجأت إدارة “السياسي” لتقديم شكوى لدى لجنة المنازعات التابعة للرابطة المحترفة لكرة القدم، وذلك بسبب تأخر اللاعب في العودة إلى الجزائر بعد مشاركته الدولية مع منتخب السوداني، غير أن الإتحادية السودانية، تدخلت وأرسلت اعتذارا لـ “الفاف” تعلمهم بفشل شيبوب في الدخول إلى الجزائر بسبب غلق المجال الجوي بسبب الإجراءات المشددة للتصدي لفيروس كورونا، قبل أن تفاجئ إدارة شباب قسنطينة في اليومين الماضيين بمراسلة اللاعب السوداني مطالبا بمستحقاته المالية، أو اللجوء إلى “الفيفا” وهو ما ينذر بقضية أخرى قد تكبّد الأندية الجزائرية خسائر مالية كبيرة.
/////////////////
رؤساء ضحايا لفيديـــــوهات مفبركة بتواطـــــــــؤ من وكــــلاء اللاعبين
وتطرح المعايير التي يعتمد على رؤساء الأنديةوالمناجرة في استقدام اللاعبين الأفارقة للبطولة الوطنية، الكثير من علامات الاستفهام في ظل فشلهم الذريع في إثبات إمكانياتهم والظفر بعقود احترافية في إحدى البطولات الأوروبية من بوابة الأندية الجزائرية.ورغم أن البطولة الجزائرية، عرفت مرور أفضل اللاعبين الأفارقة وبالأخص منذ بداية الألفية، أين برز عدة لاعبين أثبتوا مستوياتهم الفنية ومهاراتهم الكروية، على غرار مهاجم شبيبة القبائل السابق دابو، ومهاجمي اتحاد العاصمة النيجيري مايكل إينيرامو والمالي ديالو، ولاعبي وفاق سطيف أديكووسيريدي ولاعب مولودية وهران بينيا ولاعب مولودية الجزائر دياكيتي، والذين تألقوا في الجزائر قبل أن يحترفوا في أوروبا، إلا أن السنوات الماضية شهدت عجزا كبيرا عن تصدير اللاعبين نحو إحدى البطولات الأوروبية. ولم تقتصر المفارقة على مستويات اللاعبين فقط، بل تعدتها إلى المشاكل التي تسببوا فيها لأنديتهم، فضلا عن المشاكل التي وقعت لهم في الجزائر، حيث عانى الكثير منهم من المشاكل المادية ووصل بهم الحد إلى عدم إيجاد مكان للمبيت أو مصاريف الأكل، بسبب مشاكل فرقهم، خاصة في ظل “بزنسة” بعض الرؤساءمن خلال استقدام لاعبين محدودي المستوى بأموال خيالية، دون أي نتيجة على أرضية الميدان، في وقت كان بعضهم ضحية مقالب ثبتت بانتحال بعض الأفارقة بصفة اللاعبين الدوليين وحتى اللاعبين، قبل أن يفشلوا في التجارب وفي بعض الأحيان حتى بعد أن يمضوا عقودهم. ويتحمّل رؤساء الأندية المحترفة المسؤولية بالدرجة الأولى، بسبب المشاكل التي تعاني منها الفرق مع اللاعبين الأجانب، وذلك بسبب الطريقة التي يتعاملون بها مع الصفقات الإفريقية، وذلك من خلال انتداب اللاعبين عن طريق “الفيديو” بالتواطؤ مع وكلاء اللاعبين الذين يستثمرون في مثل هته الصفقات، على غرار ما حدث مع نادي شباب بلوزداد الذي تعرّضت إدارته للكثير من الانتقادات بسبب الثنائي كوكبوومايكينغومبواللذان أكّدا محدودية مستواهما في ظرف وجيز.
///////////////////////
11 لاعبا أجنبيا في البطولة المحترفة هذا المــــــوسم
وكغيره من المواسم السابقة، وكحال فترات التحويلات الفائتة، تسابقت الأندية الجزائرية على جلب اللاعبين الأجانب، لتدعيم تشكيلاتهم أملا في تقديم الإضافة اللازمة، فقد وصل عددهم في البطولة الوطنية في موسم 2021/2022، 11 لاعبا أجنبيا مقسمين على 9 أندية، وكما هو معلوم، فإن للأندية الحق في جلب لاعبين اثنين والحصول على إجازتين فقط في الموسم الواحد، حيث يمتلك كلا من مولودية الجزائر وجاره اتحاد الجزائر عنصرين أجنبيين وهما الإيفواري إيسلا داودي والغاني جوزيف إيسو، وحامد بيليمالبوركينابي والغاني كواميأوبوكو على التوالي، فيما انتدب أولمبي الشلف اللاعب المالي ديمبليماسير وأهلي البرج السوداني محمد عبد الرحمن “الغربال”، شباب قسنطينة السوداني شرف الدين شيبوب، شباب بلوزدادالبنينيمارسلانكوكبو، وفاق سطيفالغاني دانيال لوموتي، وشبيبة القبائل الليبي محمد الطوبال.
//////////////////////////
على عكس مصر تونس والمغرب
البطولة الجزائرية عاجزة عن تصدير لاعبيهـــــــا الأجانب نحو أوروبا!
و رغم بلوغ الاحتراف في الدوري الجزائري عامه العاشر، إلا أن الجدل لا يزال قائما بخصوص القيمة الفنية التي بإمكان اللاعب الأجنبي، وتحديدا الإفريقي تقديمها لكرتنا وأنديتنا أن على المستوى المحلي أو الإفريقي، وما هو المقابل الذي تجنيه الأندية الوطنية من عملية انتداب لاعبين من وراء الحدود بالعملة الصعبة رغم الأزمة المالية الخانقة التي تعرفها جل الأندية المحترفة بسبب تداعيات أزمة فيروس “كورونا” ما جعل بعض المتتبعين لا يتوانون في المطالبة بصد الأبواب والوقوف دون إتمام عملية استقدام الأجانب، التي يصفونها بالعبء على خزائن الأندية، بدليل أن جل “الأفارقة” الذين مروا على بطولتنا جروا الأندية إلى أورقة المحاكم ودولوا قضاياهم بطرح ملفاتهم على طاولة الفيفا التي كثيرا ما تقف في صف اللاعبين وتجبر الأندية على صرف مبالغ طائلة مقابل خدمات لم تستفد منها.ويثير موضوع وجود اللاعبين الأجانب في الجزائر إشكالية مردودهم المتواضع، خاصة وأن جل اللاعبين الأفارقة غالبا ما يتم تسريحهم بعد موسم واحد، كما أن أغلبهم مغمورون في بلدانهم، وبالتالي يبقى البحث عن المال هو سبب التحاقهم بالبطولة الوطنية، دون الأخذ بعين الاعتبار الإضافة التي يقدمونها. وتعاني الأندية في الجزائر من مشكلة اللاعبين الأفارقة، على عكس بعض الدوريات مثل تونس والمغرب ومصر، التي تنجح في التعاقد مع لاعبين أجانب بأسعار زهيدة ومهارات عالية، إلى جانب الاستفادة منهم في البطولات المحلية والإفريقية، قبل أن تقوم ببيعهم وحصد المزيد من الأموال، وهي الأمور التي لا نراها على مستوى أنديتنا الوطنية، التي تكتفي بجلب أسماء مغمورة لا تنجح في التعمير طويلا بالجزائر. ولم يعد اللاعب الإفريقي الذي يتم جلبه من طرف الأندية الجزائرية يقدم الإضافة اللازمة، التي كان يقدمها اللاعبون القدامى، الذين أعطوا الكثير للبطولة الجزائرية، في شاكلة كل من ديالووسيريديوإيبوسي ودابووإينيرامو، وغيرهم من الأسماء، التي قدمت أوراق اعتمادها بقوة في بطولتنا، ما جعلها تظفر بعقود احترافية في الخارج. ولم تعد هذه الإيجابيات موجودة خلال السنوات الأخيرة، على اعتبار أن جميع اللاعبين الأفارقة محدودي المستوى، ولم يقدموا أي إضافة نوعية للبطولة الوطنية.
إعداد: رفيق. خ