على خلفية تصريحات سفيرها لدى الرباط مؤخراً.. البوليساريو تطالب فرنسا بإنهاء مشاركتها في العدوان على الشعب الصحراوي

أحمد عاشور

ندّدت جبهة البوليساريو هجوما بتصريحات السفير الفرنسي لدى الرباط، كريستوف لوكورتييه، حول أكذوبة “مغربية الصحراء”، والتي أكّد من خلالها أن بلاده “وقفت في صف المغرب منذ بداية نزاع الصحراء، بل وقامت بتسليحه، وتدخل الجيش الفرنسي ضد الجبهة أكثر من مرة”.

وانتقدت جبهة البوليساريو فرنسا، التي تؤكد تصريحات مسؤولييها الأخيرة أنها اقتربت من الخروج من المنطقة الرمادية وإعلان موقف صريح من “مغربية الصحراء”، واتهمتها بـ”منع استتباب السلام والاستقرار فى منطقة شمال غرب إفريقيا”، مشددة على أنّ تواطأها المكشوف مع المغرب يشكل العقبة التى تحول دون وحدة شعوب المغرب الكبير والتعاون والتكامل بين بلدانه.

وعبرت الجبهة الصحراوية ، في بيان لها، عن غضبها من تصريحات السفير الفرنسي التي أدلى بها خلال ندوة نظمتها كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية – الرباط أكدال، حول موضوع “العلاقات الفرنسية المغربية: رهانات وآفاق”. الخميس الفارط.

ووصفت البوليساريو تصريحات الدبلوماسي الفرنسي المعين في ديسمبر الماضي، بأنها “خطيرة”، وأدانتها بـ”أشد العبارات”، وأضافت أن فرنسا هي “المسؤولة عن الجرائم والانتهاكات التى ارتكبت وما زالت ترتكب ضدها، وهي المعرقل الرئيسي لمجهودات المنتظم الدولى لإنهاء صراع الصحراء”.

كما أشارت البوليساريو إلى أن فرنسا تسعى إلى ”مواصلة سياسة الهمينة”، حيث عبرت عن تطلعها “إلى أن تتجاوز هذه السياسة البالية وأن تساهم في إحلال السلام”، معتبرة أن مواصلة دعم باريس للرباط يدفع نحو “المماطلة والتعفن اللذين ستكون لهما عواقب وخيمة على جميع دول وشعوب المنطقة المغاربية وعلى المصالح الاستراتيجية الفرنسية وعلى السلم والأمن الدوليين”.

وكان السفير الفرنسي بالرباط، كريستوف لوكورتييه، قد أدلى بتصريحات استفزازية خارجة عن ما هو متعارف عليه دبلوماسيا بقوله إن “فرنسا عازمة على إعادة إحياء علاقتها مع المملكة، وذلك ظهر جليا من خلال تعبيرها عن نواياها في أكثر من مناسبة اتجاه الرباط“، معتبرا أن “المغرب وحده يجيب على الهاتف مقارنة بباقي الدول المغاربية“، وأن “الزهور التي تظهر في البداية ستتحول فيما بعد إلى فواكه”، كما يقول الشاعر الفرنسي فرانسوا دي ماليرب حين قال “والفواكه ستحقق وعد الزهور”.

واعتبر لوكورتييه، أن فرنسا تدرك أهمية ملف الصحراء بالنسبة للمغرب، والذي يعتبره الأخير “النظارة التي ينظر بها إلى علاقاته مع الشركاء، وهو ما يدفعها لترجمة أقوالها لأفعال”، مسجلا أن “باريس ومنذ سنوات قدمت موقفا متقدما، وكانت أول دولة تعلن دعمها للحكم الذاتي بالأمم المتحدة وافتتحت مدارس تابعة لها في كل من الداخلة والعيون، بل إن مؤسساتها الثقافية الرسمية تنظم جولة لها ولمدة شهر كامل بالأقاليم الجنوبية.”

وأضاف السفير الفرنسي في معرض استفزازاته:”ربما لم نعط ما يكفي من الإشارات، وكان ينبغي أن نعبّر بطريقة أكبر عن مواقفنا في الماضي”؛ لكن فرنسا اليوم “اختارت التقدم”، لأنها تعي، كما قال وزير الخارجية الفرنسي الجديد ستيفان سيجورنيه، بأن “هذا سؤال وجودي للمغرب”، مردفا: “حديث مسؤول من هذا المستوى بشكل علني، بمثل هذه المفاهيم، ليس عبثا”.

شارك المقال على :