مربط إليغانس: نموذج حيّ للنهضة الفلاحية الجزائرية والتميز في الفروسية بسيدي راشد ولاية تيبازة

أحمد عاشور

تقع مزرعة مربط إليغانس في بلدية سيدي راشد في ولاية تيبازة، وتمثل رمزًا للتجديد الفلاحي ومتعة الفروسية. منذ بداياتها المتواضعة كانت عبارة عن مرجة قاحلة، غير أن هذه المنطقة الممتدة على مساحة 25 هكتارًا سرعان ما شهدت تحولًا ملحوظًا، حيث ازدهرت لتصبح مركزا فلاحياً مزدهرًا وأرضًا خصبة لتربية الخيول. ومن خلال تقنيات الزراعة المبتكرة والتفاني المستمر، لم تقم شركة مربط إليغانس بتنشيط الأرض فحسب، بل أصبحت أيضًا منارة للتقدم تساهم في إبراز تاريخ المنطقة.

ويستعرض المستثمر فراج نور الدين صاحب المزرعة رحلة مربط إليغانس، لافتاً إلى أن الأرض في عام 2019 كانت عبارة عن مرجة قاحلة، ومع ذلك، ومن خلال الجهود الحثيثة وإنفاق أموال طائلة، تم استصلاحها وتحويلها إلى تربة خصبة. ومن خلال الاستفادة من التقنيات الزراعية الحديثة، بما في ذلك أساليب الزراعة الدقيقة، تفتخر المزرعة الآن بمجموعة متنوعة من المحاصيل، بما في ذلك الأشجار المثمرة التي دخلت مرحلة الإنتاج على غرار الخوخ والمشمش والبرقوق والنكتارين بالإضافة إلى تخصيص مساحة لإنتاج الفراولة كمحاولة، على مساحة خضراء تبلغ 25 هكتارًا.

بالإضافة إلى براعتها الزراعية، تعد مزرعة مربط إليغانس بمثابة مركز حيوي لأنشطة الفروسية خاصة عقب تخصيصها لمساحة هكتار ونصف لنشاط تربية الخيول، مما يساهم بشكل كبير في التنوع الاقتصادي المرتبط بالأرض الفلاحية في منطقة سيدي راشد، حيث يرحب القائمون على المزرعة بالزوار الراغبين في استكشافها ومشاهدة جمال خيولها وسط روعة محيط من الأشجار المثمرة.

ويشتمل عالم تربية الخيول في مربط إليغانس على 50 رأساً من الأحصنة التي تنتمي إلى سلالات عدّة من بينها العربي الأصيل والبربري إضافة إلى الأحصنة المخصصة لمجالات التشريفات الرئاسية والقفز على الحواجز والزراعة والحرث، وأخرى تمتاز بقدرتها على التحمل، إلى جانب تلك المشهورة بخصائصها وأغراضها المميزة، على غرار الخيول الرشيقة الفرنسية والأوروبية.

وفي هذا السياق، أكّد محمد الأمين لحول لـ “دزاير توب” بقوله: «لقد حققت المزرعة إنجازات مهمة في تربية الخيول الرياضية الفرنسية، التي كان يتم استيرادها سابقًا ولكنها الآن تنتج محليًا. وتشارك هذه الخيول في المسابقات الوطنية والدولية لاستعراض براعتها.

وقد اتسمت رحلة تطوير مزرعة مربط إليغانس بالتحديات والانتصارات، ومن الجدير بالذكر أن المزرعة حققت إنجازات مهمة في تربية الخيول الرياضية الفرنسية محليًا، مما يسهل مشاركتها في المسابقات الوطنية والدولية. علاوة على ذلك، تم بذل الجهود لإحياء السلالات المحلية مثل الحصان البربري، مما يزيد من إثراء الخيول في المزرعة والمساهمة في النهوض بنشاط الفروسية في الجزائر.

وإضافة إلى ذلك، تم بذل الجهود لإحياء السلالات المحلية مثل الحصان البربري، مما يثري أعداد الخيول في المزرعة. وبعد أن تم التغاضي عنها في الجزائر، برزت تربية الخيول عالية الجودة كنقطة محورية للطموح. ومن خلال الجهود المتفانية، تمتد الرؤية إلى ما هو أبعد من مجرد امتلاكها إلى السعي لتحقيق التميز في جميع تخصصات الفروسية. وتعكس استثمارات مربط إليغانس في خيول السباق وخيول التحمل، فضلاً عن المرافق مثل الساحة الرملية الجديدة، الالتزام بتعزيز ثقافة الفروسية المزدهرة القادرة على المنافسة على الساحة العالمية.

وتماشيًا مع التزامها بالارتقاء برياضة الفروسية، تنظم مربط إليغانس بطولات فروسية وطنية ودولية، وتجذب المشاركين من جميع أنحاء المنطقة. وفي هذا الشأن قامت الشركة بإطلاق خطط لتوسيع مرافق المزرعة لاستيعاب الأحداث الدولية واسعة النطاق، حيث تمثل الاستضافة الناجحة الأخيرة للبطولة الوطنية إنجازًا كبيرًا لرياضات الفروسية الجزائرية.

وفي هذا السياق، أشار المدير إلى أن: “المزرعة تنظم بطولات فروسية وطنية ودولية، وتستقطب المشاركين من مختلف المناطق. ومؤخرًا، تم استضافة بطولة وطنية ناجحة، مما يعكس التزام المزرعة بتعزيز رياضة الفروسية. ويجري التخطيط لتوسيع مرافق المزرعة لاستيعاب الأحداث الدولية واسعة النطاق، حيث مثلت البطولة الوطنية الافتتاحية التي انعقدت هذا الشهر إنجازا كبيرا لرياضات الفروسية الجزائرية. وبحضور مشاركين من جميع أنحاء البلاد، حظي الحدث بالرضا الكامل من قبل السلطات والتجاوب الحماسي من المتفرجين.”

من جانبه، أشاد إديران محمد الأمين العام للاتحاد الوطني للفروسية؛ بالمزرعة لالتزامها بالمعايير الدولية، مما جعلها ضمن أفضل أندية الفروسية في الجزائر، مؤكداً على السمعة المتزايدة للنادي وجاذبيته داخل مجتمع الفروسية، مما يشكل سابقة إيجابية للمسابقات المستقبلية ويعزز المشاركة الأوسع في الساحتين الإقليمية والدولية.

وفي ما يتعلق برؤيتها المستقبلية، تتطلع مربط إليغانس إلى استضافة مسابقات دولية بحلول 2024-2025، مما يعزز مكانتها كحاضنة وطنية ومركز للتميز في نشاط الفروسية. بالإضافة إلى مساعيها الحثيثة في مجالات التربية والرياضة، تعمل المزرعة كمركز تعليمي، حيث تقدم دورات متخصصة وجلسات علاج بالخيول لصالح الأفراد المصابين بالتوحد، وبالتالي فإنها تعمل على تعزيز المشاركة المجتمعية والرفاهية الشاملة بوصفها مؤسسة مواطنة تأخذ على عاتقها مسؤولية اجتماعية.

كما أشار لحول بقوله: “تهدف برامجنا التدريبية، بما في ذلك التعاون مع خبراء فرنسيين، إلى رفع مهارات الفرسان الهواة والمحترفين، وتعزيز ثقافة التعلم المستمر والتطور داخل مجتمع الفروسية”.

ومع التزامها بتوفير أحدث المرافق والدعم الشامل، تهدف مربط إليغانس إلى تنمية روح الفريق بين أعضائها وتطوير أداء خيولهم. ومن خلال تجارب ركوب الخيل وبرامج التدريب المخصصة، لا يجد المشاركون الملجأ لهم من الضغوط اليومية فحسب، بل إنهم يتمكنون أيضًا من اكتساب مهارات قيمة ونظرة إيجابية للحياة.

وفي هذا السياق، يوضح مزاري يوسف، مدرب متخصص في ركوب الخيل، بأن المستقبل يحمل آفاقاً كبيرة لنادي مربط إليغانس، حيث يلبي شغف المتحمسين الذين يتوقون للمشاركة في أنشطة الفروسية. ومع الالتزام بتوفير أحدث المرافق والدعم الشامل، يهدف النادي إلى تنمية أعضائه وأداء خيولهم، كما أنّ إنشاء البساتين المثمرة والمزارع النموذجية جعل النادي وجهة لا مثيل لها لمحبي الخيل وعشاق الطبيعة على حد سواء، حيث يقدم النادي الحجوزات على مدار الأسبوع عبر منصته الرسمية، ويلبي احتياجات شرائح المجتمع المتنوعة، من خلال جلسات متخصصة مصممة للأفراد الذين تبلغ أعمارهم 14 عامًا فما فوق. ومن خلال تجربة ركوب الخيل المشوقة، لا يحصل المشاركون على الراحة من الروتين والضغوط الأسبوعية فحسب، بل يكتسبون أيضًا مهارات قيمة ونظرة إيجابية للحياة، بتوجيه من مدربين متخصصين يضمنون تجربة آمنة ومثرية.

وفي الختام، يؤكد المدير على أن دور مربط إليغانس ليس فقط كمنصة لتعلم المهارات الأساسية ولكن أيضًا كوسيلة لاكتشاف المناظر الطبيعية الجذابة المحيطة بالمزرعة. ومع تطلعاتها لتصدير الخيول إلى الخارج ورفع معايير التربية والتدريب بدعم حكومي، تدعو مربط إليغانس الجميع للانضمام إلى عالمها الساحر حيث يلتقي الجمال والأداء والأصالة، مما يعزز مستقبل الفروسية في الجزائر وخارجها.

شارك المقال على :