حذر أخصائين ومختصين في الشأن التربوي ، الأولياء بعدم الضغط على أبنائهم المقبلين على اجتياز امتحان شهادة البكالوريا، خوفا عليهم من الدخول في حالة الاكتئاب التي تؤدي في بعض الأحيان الى الانتحار،ونصح هؤلاء بمرافقة أبنائهم وعدم استعمال التهديد والتخويف حتى يتمكن أبنائهم من اجتياز الامتحان في طمأنينة.
خالد أحمد” الضغط يولد الانفجار والرسوب ليس نهاية العالم”
وفي هذا الصدد قال رئيس جمعية أولياء التلاميذ خالد أحمد، ،ان أغلب عمليات الانتحار تنتج عن خوف التلميذ من العقاب، الذي قد يطاله من أولياء همّهم الوحيد أن يحصد نتائج أفضل من أقرانه. مردفا ” أن ظاهرة انتحار التلاميذ، تفشت بكثرة في الأونة الأخيرة، نتيجة ضغوطات الأولياء على أبنائهم خاصة الأمهات، اللاتي تحرصن على نجاح أبنائهن بأي طريقة للتباهي أمام الجيران والاقارب، مؤكدا أن بعض الأولياء لا يقومون بمراقبة أبنائهم الا في الامتحانات الرسمية ، ” السنكيام، ،البيام و الباك ” وهذا أمر خاطئ، فالمراقبة تكون من السنة الأولى ابتدائي وليس فقط خلال الامتحانات الرسمية.
ويرى خالد أحمد أن أسلوب التهديد الذي يستعمله الأولياء ضد أبنائهم هو من ساهم في ارتفاع حالات الانتحار وسط التلاميذ.
بوديبة: ” الارتباك الذي يعيشه الأولياء يولد ضغوطات عند أبنائهم”
ومن جهته قال المكلف بالاعلام لدى المجلس الوطني المستقل لأسلاك التربية الكنابست مسعود بوديبة، ” للأسف أغلب الأولياء لا يفرقون بين المراقبة والتكفل ، ما يجعلهم يعيشون في ضغوطات ، التي تؤثر على نفسيتهم ، فالارتباك الذي يعيشه الأولياء يولد ضغوطات عند أبنائهم وبالتالي تؤثر على نفسيتهم حتى قبل اجتياز الامتحان.
فاسي زهراء: الرعب والخوف من الرسوب يؤدي الى الانتحار
ومن جانبها قالت الأستاذة الأخصائية النفسانية والاجتماعية “زهرة فاسي، أن هذه الظاهرة تعود الى عدة أسباب، منها ضغط الأسرة، على التلميذ حيث أصبح، نجاحه شان كل العائلة، وبالتالي يتحمل هذا التلميذ ما لاطاقة له .
وأضافت الأخصائية، ” أن حالات الانتحار أغلبها تلميذات وهذا لان المجتمع الذي نعيشه هو مجتمع ذكوري، وبالتالي التهديد الذي يطال خاصة الفتيات بتزويجهن مباشرة بعد رسوبهن الدافع الأكبر للانتحار، مشيرة الى ان الفشل في نيل شهادة البكالوريا ليس نهاية العالم ، وهناك مجالات أخرى يستطيع التلاميذ ان يقومون بها غير الدراسة الا ان أغلب الأولياء لا يدركون هذا الى بعد فوات الأوان.
وتقول فاسي زهراء، ان العائلات الجزائرية، بعيدة كل البعد عن التربويات ،حيث أنهم يريدون لأبنائهم أن ينجحوا ليس من أجل مستقبلهم بل من أجل التباهي حت ولو عن طريق الغش ، فهذا الحمل الثقيل، الذي تحمله العائلات لأبنائها، هو الذي يجعل التلاميذ يفقدون أعصابهم عند سماعهم بالنتيجة ، التي تؤدي بهم الى الانتحار.
كاميليا بلقاسم