أين الضمير؟ … بقلم الإعلامية التونسية فريهان طايع

الضمير في هذا العصر أصابه مرض خطير، أدى به إلى الشلل وأصابه العمى، فلم يعد يبصر عند الكثيرين.

و السؤال الذي يطرح نفسه، ما هو الضمير بالنسبة لهذا العالم الذي غابت فيه شمس الحق، وحل محلها الظلام السائد ؟

و هذا الظلام لم يكتف بهذا الحد بل زاد سوادا، هذا حال الكثيرين اليوم، أصبح الضمير كلمة من زمان أفلاطون ، أصبحت كلمة لا تليق بموضة هذا العالم فالأزياء قد تغيرت لتتطابق مع المستجدات هكذا هو الضمير أيضا غيروه شيئا فشيئا بكلمة لا بأس بعض التغيير إلى أن أعدموه تماما عن هذا الوجود.

فقد غابت في مجتمعاتنا القيم والمبادئ، وأصبح القانون المهيمن هو قانون المصالح والقاعدة هي تصالح أنت والمصالح، حيث اندرث الإنسانية و حل محلها الخبث الشيطاني.

الكثيرون اليوم أصبحوا يلهثون وراء سراب المصالح ،حيث غاب العدل وضاعت الكفاءات في وسط هذا العدد من الاستغلال والمحسوبية والرشوة وأصبح الغش والفساد أساس المعاملات بين الناس.

الغش في كل شيء حتى في المشاعر الإنسانية، حتى في الكلام، كل شيء أصبح مبنيا على الغش ، الغش في إخفاء الحقائق والتمويه والتزييف.

الضمير غاب و انعدم و الكثيرون لطخوا أيديهم بالدماء من أجل ماذا ؟

متى سوف تنهضون يا عالم من هذا السبات العميق والوهم الذي تعيشونه ؟

الدنيا ليست ملككم ،لستم أسيادا على هذا الكون ،فلو كان الملك دائم لدام لغيركم، عندما فقدتم ضميركم ماذا تبقى؟

ليتكم تدركون ماذا يعني الضمير هو من أرقى أنواع الألماس لأنه يرتقي بالشخص إلى مرتبة أعلى من الإنسانية إلى العالم الملائكي النقي و الصافي، لكن الكثيرون للأسف كانوا ضعفاء و استسلموا وباعوا هذا الألماس بالسراب ،فكذبوا و خدعوا و أضاعوا الحقوق وابتكروا الخزعبلات و لعبوا بمصير الناس و تسببوا في قتل العديد وأفضع ما ارتكبوه هو سرقة أحلام الناس.

أليست كل هذه الجرائم سببها غياب الضمير و الرحمة ؟

كل شيء في الدنيا يمكن أن يتغير إلا الضمير لأنه من أرقى سمات الإنسانية ، لأنه هو الذي يجعل الإنسان يحاسب نفسه و يتراجع، لكنهم أعدموه وأخرسوا صوته من عالمهم وجسدوا صورة الشياطين التي تجيد كل أنواع المكر بدون محاسبة.