أهدافنا بين الحتمية والإستكانة / بقلم هاجر ميموني

أهدافنا بين الحتمية والإستكانة / بقلم هاجر ميموني

ما من إنسان سّوي وكامل العقل، لا تستقيم حياته وترتقي إلى الأحسن ما لم تكن له أهداف يسعى لتحقيقها طيلة ما قُدّر له أن يعيشه من عمر، ويلعب التّباين العقلي والفكري ونمط السّلوك دورا أساسيّا في بعث التّفكير في الأهداف وتحديد نوعيّتها، وتكون المقدّرات الفكرية والمعرفية والعلمية المحور الذّي تدور عليه كامل العمليّة، بدءا من التّفكير في الهدف ثمّ تسطيره إلى تحقيقه، حسبما تقتضيه حالة كلّ هدف، بما هو مألوف التّفكير فيه ولا يقتضيه مقتضى المنع والتّحريم، كالمشروعية الدّينية والقانونية، مع توافر اليقين بمستوى نسبة عالية للتّجسيد، مع القدرة الجسدية والمادّية، فعل الوقت، الأدوات، عدم الإستحالة، ولا يكون صعبا في معظم الأحيان تسطير الأهداف، لكن؛ تحقيق ما تمّ تسطيره من هدف هو المشكلة الحقيقة، لأنّ عملية تحقيق ما خطّط له الإنسان من هدف مرتبط ولصيق بمجموعة كبيرة من الأحداث.

العقل أساس كل شيء

وكما سلف ذكره على رأس الكلام عن الإنسان السّويّ كامل العقل، فإنّ الهدف ينشأ فكرة أوّلا في عقل الإنسان، ثمّ يتدرّج التّفكير فيه للتّسطير ثمّ التّفكير في الإنجاز و التّجسيد، ولمّا كان الأمر يسير على هذا النّحو، فإنّه لا ينهض أو ينموا التّفكير فيما هو هدف بدون عقل سويّ وعلى قدر من ــ السّلامة العقلية ــ والسّلامة العقلية هنا لا تعني البتّة مستويات عليا من رجاحة الفكر أو قدر من العلم، وإنما تعني خلو العقل من الإعاقة التّي تجعله تحت سطوتها وتُصيّرُ العقل محدودا أو منعدما أو متهورا أو لا مباليا أو عدوانيا أو مختلا، ولا نتحدّث عن فقدان العقل الذي يُعرف بحالة الجنون متعدّد الأوصاف، والذّي يُخرج صاحبه عن كامل مقدّرات الإدراك والوعي. ويصبح شريدا يعيش عالمه بغير هدف، وقد كان صائبا لمَا ذهب إليه أرسطو في تحليل الكيفيّة التّي يفكّر بها العقل البشري “وكان أرسطو قد ذهب إلى أنّ العقل البشريَّ يفكِّر وفق مقولاتٍ منطقيةٍ عشرٍ، هي: الجوهر، والكم، والمضاف، والكيف، والأين، ومتى، والوضع والمِلْك، وأن يَنِفَعِلَ، وأن يَفِعَل” 1، وما أرى أنه قد حدث أو أنه حدث التّفكير بمثل هذا وفي مثل هذا بعقل مفقود.

الأهداف العامّة من الخاصّة

الأهداف؛ هي جمع لكلمة هدف، وهي كلمة تتكوّن من ثلاثة أحرف سهلة النّطق وسهلة الكتابة لمن يكتبون ويقرؤون، وأوّل ما يتوارد للذّهن عند سماع كلمة هدف، هو كرة القدم؛ التّي تستهوي نفوس النّاس لمتابعتها، والهدف في كرة القدم هو تلك الكرة الدّائرية المصنوعة من جلد، ومنفوخ فيها هواء بقدر حجمها وبمقياس يجعلها صالحة للّعب، ولعبتها في جميع فترات المقابلة تكون بتقاذفها بأرجل اللاّعبين، وقليلا ما يستعان في عملية لعبها بالأيدي، ولعبها يكون كما ذكرنا بتقاذفها أرجل حسب مهارات مروغاتية وفي أخرى تحريكها وتمريرها طولا وعرضا

وإلى الأمام بغير مراوغة وقليلا ما تمرّر للوراء، ويستمر لعبها بهذه الطّريقة إلى أن تخلق الفرصة المباغتة لإدخالها في شباك مرمى محروس من طرف حارس مرمى، ومدافع عنه بمجموعة من اللاّعبين، الوقت الأكثر من تدريباتهم كان على الدّفاع على مرماهم، وتلك الكرة التّي تدخل شباك المرمى لا تدخل بسهولة، بل تأتي نتيجة مجهودات فردية وجماعية يبذلها اللاّعبون، وليس في كلّ هجمة أو قذفة تدخل الكرة المرمى. وقد لا يسجّل أيّ هدف طيلة فترات وقت المباراة، رغم بذل جهد كبير من لاعبي الفرقين المتبارين، وهكذا دواليك تلعب كرة القدم، والفائز هو من يسجّل أكبر أهداف على الفريق الخصم بإدخال الكرة في مرمى الخصم، هذه الأهداف يكون لها الأثر فيما سطره الفريق في مشواره الكروي من أهداف ولا تكون كما هو الهدف الذّي يحسب بدخول الكرة شباك المرمى، كالحصول على البطولة بتبوّء المرتبة الأولى فيها أو الحصول على الكأس.

وتستعمل أيضا كلمة الأهداف كثيرا عند صياغة المناهج التّربوية والتّعليمية، وما أدراك ما التّربية والتّعليم، وليس من الغرابة أو الصّدفة حين صيغ مصطلح » التّربية والتّعليم « فالتّربية والتّعليم هما أساس كلّ شيء في حياة الإنسان المنتمي لمجتمعه، فالتّربية؛ في حياة الإنسان هي القاعدة التّي ينطلق منها في بناء تفكير سليم يؤهّله لأحسن الاختيار عندما يختار أهدافه، ويأتي التّعليم ليعمّق فيه أسس التّربية والعلم، والتّعلّم يبدأ في حياة الفرد المتمدرس في السّادسة من العمر، ويكاد لا ينتهي إلاّ عند المهمل أو المتعثّر أو الرّاغب في عدم التّعلم، وطالما أن المحبّ للتّربية والتّعليم والعلم لا ينهي التّعلم ولا يغلق مداركه في أيّة مرحلة من عمره، فإن التّعلم يبقى مستمرّا في حياة الإنسان، ولما كانت التّربية والتّعليم أساس كلّ شيء في حياة الفرد المنتمي إلى مجتمعه، فالأهداف المراد بلوغها من التّربية والتّعليم يتمّ إعدادها في منهاج التّربية وفق دراسات وتخطيط، وقد يعاد صياغة تلك المناهج بما هو متلائم مع ما نتج عن تنفيذها، والغرض من مناهج التربية هي، الرّفع من المهارات الفردية للمتمدرسين والتّي تعود على كلّ واحد منهم بالمنفعة الشّخصية والتّي ستوظّف لصالحهم ولصالح غيرهم.

كما تستعمل كلمة الأهداف، في الشّأن الاقتصادي، وتتداول بكثرة عند الحديث عن الاقتصاد والتّنمية، وتسطير الأهداف في هذا الصّدد وفي هذه الميادين يأتي بالتّخطيط الجيّد المستند على مقاييس علميّة وموضوعية، اعتمادا على تراكم الخبرات السّابقة في كلّ ميدان، بتوظيفها بشكل ممتاز بما يسهّل عند مباشرة عمليّة الإنجاز لبلوغ مستويات النّمو المخطّط لها والمراد بلوغها.

وعلى اعتبار المجتمع يتشكّل من أفراد النّاس، فإنّ هذا الفرد الذّي يتشكّل منه المجتمع، هو الفاعل الأساسي في كلّ تطور لمجتمعه، ذلك أن أهداف الشّخص الشّخصية التّي وضعها وسعى لتحقيها، وكذا أهداف كلّ فرد من أفراد مجتمعه، مجتمعة، تكوِّن في أغلبها أهداف المجتمع وكما يبنى عليها التّخطيط لتسطير أهداف المجتمع الأخرى. والغرض من مناهج التّخطيط الاقتصادي والسّعي لتحقيق ما هدف إليه هو، تلبية حاجيات أفراد المجتمع بما يعود على كلّ فرد من فائدة والرّفع من مستويات الرّفاه لأفراد المجتمع.

جهد تحقيق الأهداف

وعلى الرّغم من وجود التّباين الجسدي والفكري ومستويات مقدّرات المعرفة بين النّاس، وتباين في مقاييس الميول الفكري من إنسان إلى آخر، إلاّ أنه ولكلّ إنسان حيّ يرزق وسليم العقل أهدافا في حياته يسعى لتحقيقها، والأهداف الفردية لكل إنسان موجودٍ وحيٍّ يرزق، يسطّرها بنفسه، وفي الغالب الأعم لا يشاركه أيّ أحد عندما يسطّرها، ويسطّرها كما يحلو له ويراه مناسبا في خلده، وهنا يجب التّوقف عند مسلمّة من مسلّمات عمل عقل الإنسان. فنجد ما قد يكون في تقدير فرد من أفراد المجتمع، بأنّ ما يراه ويهدف إليه صحيح ومناسب، بينما يكون عند فرد آخر غير كذلك، ويحدث هذا الاختلاف لعدّة أسباب، أهمّها تباين في مقدّرات المعرفة، وكذا دوافع نفسية وجدانية تحرّك سلوك التّصرف. وفي كلتا الحالتين كلّ يعتبر نفسه صائبا، لكن؛ لا يمكن أن يجزم أيّ واحد منهما امتلاكه الحقيقة المطلقة فيما يراه واستقر عليه رأيه.

“كان الهدف الأول لأفلاطون في محاورة ـ تياتيتوس ـ هو دحض النّظريات الزّائفة. ولهذا أخذ على عاتقه مهمّة تحدّي نظرية ـ بروتاجوراس ـ التّي تقول: إن المعرفة هي الإدراك الحسّي، وأن ما يبدو لشخص ما على أنه حق فهو حق بالنّسبة له. وكان منهجه أن يستخلص ـ جدليا ـ إفادة واضحة عن نظرية المعرفة تنطوي على أنطولوجيا هيراقليطس وأبستمولوجيا بروتاجوراس، لكي يعرض نتائجها، وبين أن تصوّر ((المعرفة)) التّي نصل إليها على هذا النّحو لا يفي بشرط المعرفة الحقّة على الإطلاق، ويذهب أفلاطون إلى أن المعرفة لا بد أن تكون (أ) معصومة من الخطأ. (ب) معرفة بما هوموجود. والإدراك الحسي لا هو هذا ولا ذاك”

ويكون في معظم الحالات، أنّ الفرد في مجتمعه عندما يسطّر أهدافا ويعمل على تحقيقها، يكون في ذلك بذله الجهد الكبير من طرفه وحده، لكن؛ عملية تجسيد ما خطّط للوصول إليه، قد تستدعي تدخّلا من غيره للمساعدة. وعندما تكون الأهداف الشّخصية المسطّر تستدعي وجوبا مساعدة الغير لتحقيقها، فوجب عندها الإلمام بموضوع الهدف من جميع جوانبه، مع الأخذ بعين الإعتبار حدود قدرات هذا الغير الذّي يسهم في تجسيدها. فخذ لك مثالين:

المثال الأول: شاب، ولدوافع نفسية وجدانية أو بدونها، نشأت في داخله حبّ مهنة الطّب، وسطّر في مشواره الدّراسي لأن يصبح طبيبا، وثابر واجتهد من أجل حصوله على شهادة البكالوريا في العلوم الدّقيقة بمعدّل ممتاز يتيح له الالتحاق بكلّية الطّب، فإنّ هنا الجهد الأعظم يُبذل من طرفه لوصوله إلى هدفه. ويضاف إليه جهد أساتذته في القسم.

المثال الثاني: شاب، يحب منذ الطّفولة كرة القدم، ويحلم بأن يصير لاعبا ذا مهارات عالية فيها، ويجد نفسه لتحقيق هدفه الاستعانة بمدرّب كرة قدم، فمتى كان هذا المدرّب بمهارات تدريب عالية كان ما يحلم لأن يحققه هذا الشاب قابلا للتّحقيق، ما لم تعتري عملية التّجسيد عوارض وظروف قاهرة.

أهدافنا والحتمية

ليس كلّ ما يتمناه المرء وسطره هدفا وسعى لتحقيقه، يتحقّق، فعلى الرّغم ممّا أخذه موضوع الحتمية من بحث فلسفي منذ نشأة الفلسفة ومواكبة البحث دورة الزّمن، فإنّه لم يستقرّ الرّأي على رأي واحد عمّا هي الحتمية، وقامت فلسفة الحتمية تبحث ونحت في بحثها بين السّببية والقدرية، وجاء في المعجم الفسلفي للدكتور مصطفى الحسيبة، تعريف فلسفة الحتمية.”فلسفة الحتمية: القضيّة الأولى التّي تنادي بها الفلسفات الحتمية هي أنّ الإرادة الحرّة ما هي إلاّ مجرّد وهم إنساني (باستثناء إذا أردنا تعريفها كما في الفلسفة الإنسجامية الأصلية) يمكن التّمييز بين موقفين أو مدرستين: مدرسة تقول أن جميع الحوادث المستقبلية محدّدة سلفا وستحدث ضرورة (وهذا ما يعرف بالقدرية Fatalism )(وهي نظرة أكثر تعلقا بالميتافيزيقيا)، والحتمية التّي ترتبط أساسا وتعتمد على أفكار المادّية والسببيّة، وهو موضوع يبحثه الفلاسفة خاصة منذ القدم” 2 ويذهب في تفسير ذلك بالقول: “الحتمية؛ فرضية فلسفية تقول: أن كلّ حدث في الكون بما في ذلك إدراك الإنسان وتصرّفاته خاضعة لتسلسل منطقي سببي محدّد سابقا ضمن سلسلة غير منقطعة من الحوادث التّي يؤدّي بعضها إلى بعض وفق قوانين محدّدة، يؤمن البعض بأنّها قوانين الطّبيعة، في حين يؤمن آخرون بأنّها قضاء الله وقدره الذّي رسمه للكون والمخلوقات… في الحتمية لا يمكن حدوث أشياء خارج منطق قوانين الطّبيعة ـ ووفق التّفسير الدّيني للحتمية وضع الله القوانين في الطّبيعة ليسير كلّ شيء وفقها ــ وبالتّالي لا مجال لحوادث عشوائية غير محدّدة سلفا، ويعترف الحتميون بأنّه ربما يصعب على الإنسان أحيانا معرفة النّتيجة مسبقا، نتيجة عدم قدرته تحديد الشّروط البدئية للتّجربة، أو عدم امتلاكه الصّياغة الدّقيقة للقانون الطّبيعي، لكن هذا القانون موجود والنّتيجة محدّدة سابقا”

وجاء في تعريف ابن سيدة الحتمية أو الحتم كما يلي: “الحتم: إيجاب القضاء. وفي التنزيل: (كان على ربِّك حتما مقضيا) الآية 71 من سورة مريم. 4

وإذا ما رجعنا إلى سابق الكلام عن الميادين الأكثر استعمالا فيها لكلمة الأهداف، وهي ميدان كرة القدم وميدان مناهج التّربية والتّعليم، والمخطّطات الاقتصادية والتّنموية، فإنّه وفي كلّ ميدان من هذه إن لم يتحقّق أو تحقّق بنتائج ضعيفة ما كان مرجوا ، فليست حتمية الإبقاء على تلك المناهج والمخططات، وكذا للمثالين السّابقين ضربهما الأوّل: مثال الشّاب الذّي أحبّ مهنة الطّب، وإن ثابر واجتهد وسهر اللّيالي، لكنّه لم يحصل لسبب ما على المعدّل الذّي يؤهله للتّسجيل في كليّة الطّب، يجد نفسه أمام حتميتين:

الأولى: تقبّل التّوجيه الذّي سيوجّه إليه لمواصلة دراسته.

الثانية: إعادة دراسة السّنة النّهاية من التّعليم الثّانوي من جديد والتّرشح لدورة الباكالوريا في السّنة المقبلة.

ومثال الشّاب، الذّي حلم لأن يصير لاعبا مشهورا في كرة القدم، ذو مهارات عالية فيها، واستعان بمدرّب كرة قدم، فمستقبله مرتبط بكفاءة مدرّبه، فإن أحسّ ولمس أن ما يهدف إليه لا يتحقّق تحت إشراف مدرّبه فهو أمام حتمية الانتقال بحلمه وهدفه لاختيار مدرب آخر.

أحلامنا وأهدافنا بين الحتمية والاستكانة:

الاستكانة هي الخضوع للشيء المستكن له، وفي مثال الشّابين السّالف ضربهما، نجد أن ما هدفا لتحقيقه، مرتبط بإرادتهما، إما تحقيقه، أو الاستكانة للوضعية التّي آلت إليها النتائج، وإمّا عدم الاستكانة إليها، وإذا راجعنا تعريف ما نحته الفلسفة في تعريف الحتمية، نجد أنها ذهبت للقدرية وقوانين الطبيعة، مع أنّ قوانين الطبيعة كلها مسيّرة من طرف خالقها الله عزّ وجلّ، لأن الغيب لا يعلم إلاّ الله عزّ وجلّ، فمهما اجتهدنا وثابرنا واحتطنا، فلا نملك سلطة الجزم على تحقيق شيء هدفنا إلى تحقيقه، وقد قال الله عزّ وجلّ في محكم تنزيله مخاطبا نبيّه ورسوله محمّد صلّى الله عليه وسلم في الآيتين 23 و24 من سورة الكهف: (وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا ــ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَن يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا )

وأهدافنا ما هي إلاّ أحلام راودتنا في يقظتنا وتعمّقت في خلدنا ونحن نكبر ثمّ سطرناها ثمّ سعينا إلى تحقيقها، وما على كل إنسان سليم العقل إلا أن يتوكّل على الله، ولا يستكن لما تدنى من نتائج أو عند أول عقبة لاقاها عندما سعى إلى تحقيق أهدافه، طالما أنّ له الخيارات، والتّوكل على الله هو خير معين، وقد حث الله عزّ وجّل في أكثر من آية من آيات كلامه الكريم وفي سياق الموضوع نذكر منها قوله في الآيات الكريمات التالية:

(قُل لَن يُصيبَنا إِلّا ما كَتَبَ اللَّـهُ لَنا هُوَ مَولانا وَعَلَى اللَّـهِ فَليَتَوَكَّلِ المُؤمِنونَ) الآية 51 من سورة التوبة.

(وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا) الآية 58 سورة الفرقان.

(وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ) الآية 217 من سورة الشعراء.

(وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ وَكَفَى بِاللَّـهِ وَكِيلًا) الآية 03 سورة الأحزاب.

(وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّـهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّـهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّـهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ) الآية 38 من سورة الزمر.

(وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّـهِ ذَلِكُمُ اللَّـهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ) الآية 10 من سورة الشورى.

(اللَّـهُ لَا إِلَـهَ إِلَّا هُوَ وَعَلَى اللَّـهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) الآية 13 من سورة التغابن.

(وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّـهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّـهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا) الآية 03 من سورة الطلاق.

(قُلْ هُوَ الرَّحْمَـنُ آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ) الآية 29 من سورة الملك.

(رَّبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَـهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا) الآية 09 من سورة المزمل.

(إِنَّمَا المُؤمِنونَ الَّذينَ إِذا ذُكِرَ اللَّـهُ وَجِلَت قُلوبُهُم وَإِذا تُلِيَت عَلَيهِم آياتُهُ زادَتهُم إيمانًا وَعَلى رَبِّهِم يَتَوَكَّلونَ) الآية 02 من سورة الأنفال.

(فَمَا أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا عِندَ اللَّـهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) الآية 36 من سورة الشورى.

وطالما أنّ كل شاب حلم وسطّر أهدافا يصبو إلى تحقيقها وكانت مشروعة، ولا تقع تحت التّحريم الدّيني أو المنع القانوني، ممكن له تحقيها، ما لم يجد نفسه أمام الحتمية النّهائية والفاصلة التّي تحول عليه بصفة قطعية ودائمة تحقيق أهدافه، كأن يصاب بحادث عرضي يفقده كلّيا القدرة الجسدية أو العقلية. ويصبح الحال في مثل هذا الحال ما قال عنه الله عزّ وجلّ: ( كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا) الآية 71 من سورة مريم. وسبحان الله لم يقل وكان على ربّك حتما، وإنما أردف الحتمية بالقضاء..

بقلم هاجر ميموني

المراجع:

1 ــ د/ مصطفى حميدة نظام الإرتباطوالربط في تركيب الجملة العربية، الشركة المصارية العالمية للنشر، الناشرون مكتب لبنان بيروت، ط 1/1996 ص 74 . 214 .

2 ، 3 د/ مصطفى الحسيبة، المعجم الفلسفي، دار أسمامة للنشر والتوزيع، عمان الأردن، ط/1/2009 ص 178، 179.

4 ـ ابن سيدة: المحكم والمحيط الأعظم، باب الحاء والتاء والميم، ص279، ج 3 ط/ 1 ، تحقيق د/ عبد الحميد هنداوي. منشورات، دار الكتب العلمية بيروت، لبنان.