الاحتلال المغربي يشدد الحصار على الأراضي الصحراوية ويطرد صحفيين إسبان من الإقليم

طردت سلطات الاحتلال المغربي الصحفي الاسباني آسير ألديا إسناولا و زميله الناشط و المؤثر على مواقع التواصل الاجتماعي الاسباني-السويسري راميلا دي افونتورا من الاراضي الصحراوية المحتلة, و ذلك في إطار سياسة غلق الإقليم أمام المراقبين والحقوقيين والإعلاميين الدوليين لمنع الأجانب من توثيق جرائمه الحقوقية.

و وفق ما أفادت به تقارير إعلامية اسبانية و صحراوية, فان شرطة الاحتلال المغربي قامت مساء أمس الثلاثاء بتوقيفهما بمطار محمد الخامس في مدينة الدار البيضاء, أثناء توجههما إلى مدينة الداخلة المحتلة وصادرت وثائق سفرهما دون إبداء أسباب واضحة.

وقال الناشطان في مقطع فيديو أنهما ممنوعان من السفر الى مدينة الداخلة المحتلة دون تقديم سبب مقنع وانهما حاولا الأحد الماضي السفر إلى مدينة العيون المحتلة لكن, تم رفض دخولهما أيضا دون مبرر.

وأكد الصحفي ورفيقه أن “السلطات المغربية أجبرتهما على شراء تذكرة سفر إلى مدريد كشرط وحيد لاستعادة جوازي سفرهما”.

و في تصريح لوأج, أكد الاعلامي و الحقوقي وعضو منظمة “كوديسا” الصحراوية, حسن زروالي, أن الاحتلال المغربي يفرض حصارا إعلاميا مشددا على المناطق المحتلة من الصحراء الغربية و ذلك منذ اجتياحه للإقليم بالقوة سنة 1975.

وأوضح زروالي أن وسائل الاعلام الاجنبية ممنوعة من دخول المناطق المحتلة من أجل القيام بتحقيق مستقل و توثيق ما يعانيه الصحراوين في المدن المحتلة من انتهاكات حقوقية, خاصة اعتقال و تعذيب الصحفيين و الاعلاميين و أيضا سلب الاراضي ونهب ثروات الشعب الصحراوي.

و ندد الاعلامي الصحراوي بطرد المحتل المغربي للصحفي الاسباني آسير ألديا إسناولا وزميله الناشط والمؤثر في وسائل التواصل الاجتماعي راميلا بعد محاولتهما دخول مدينتي العيون و الداخلة المحتلتين.

الاحتلال المغربي طرد 311 مراقبا و إعلاميا أجنبيا من الأراضي الصحراوية المحتلة منذ 2014

و أبرز الحقوقي الصحراوي, في هذا الإطار, ارتفاع عدد الإعلاميين الأجانب الذين يحاولون كسر الحصار عن المناطق المحتلة من الصحراء الغربية, رغم سياسة المنع و الطرد بل والمعاملة التي تحط من الكرامة الانسانية من قبل السلطات المخزنية.

و طالب المتحدث المنتظم الدولي برفع الحصار الإعلامي عن إقليم الصحراء الغربية والسماح لوسائل الاعلام الدولية بدخول الاقليم المحتل من أجل توثيق الانتهاكات الجسيمة بحق المدنيين و الحقوقيين الصحراويين العزل.

كما طالب ب”التدخل بشكل عاجل لحماية الصحفيين والإعلاميين الصحراويين بالمناطق المحتلة من الصحراء الغربية و الزام سلطات الاحتلال المغربي بالسماح للإعلاميين الصحراويين والأجانب بالعمل بكل حرية بعيدا عن قوانين المحتل المغربي”.

و شدد حسن زروالي في الاخير على أن “خلق آلية أممية لمراقبة وحماية حقوق الانسان بالصحراء الغربية بات مطلبا ملحا ليتمكن الصحراويين من التمتع بحقوقهم كاملة وحمايتهم من الانتهاكات التي يمارسها الاحتلال المغربي”.

و منذ 2014 وإلى غاية أمس الثلاثاء, طرد الاحتلال المغربي 311 مراقب وحقوقي وإعلامي أجنبي من 28 دولة, وهذا في إطار الحصار المضروب على الإقليم المحتل و حرص المخزن على منع توثيق جرائمه.

وفي بيان سابق, أدانت منظمة “كوديسا” منع الاحتلال دخول المراقبين والإعلاميين الأجانب الذي يأتي في إطار تشديد الحصار العسكري والإعلامي على الجزء المحتل من الصحراء الغربية في وجه المراقبين الأجانب والمنظمات والهيئات الدولية المهتمة بمجال حقوق الإنسان.

وبدورها, عبرت الهيئة الصحراوية لمناهضة الاحتلال المغربي “ايساكوم” عن قلقها البالغ من منع سلطات الاحتلال المغربي للمراقبين الدوليين من دخول مدن الصحراء الغربية المحتلة كونه يأتي في سياق متصل مع التنكر للقانون الدولي في هذه المنطقة من العالم والاستخفاف بالأمم المتحدة وآلياتها, مؤكدة أن دولة الاحتلال المغربي ومن خلال هذه الممارسات المستمرة تؤكد تنصلها من التزاماتها القانونية بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي وتحول دون تمكين الهيئات و المنظمات الحقوقية والمراقبين الدوليين من الوقوف على واقع حقوق الإنسان بالصحراء الغربية عن قرب.