الجزائر تستدعي السفير الفرنسي للاحتجاج.. فرنسا لم تدرك بعد جدّية الرئيس تبون في التزامه بحماية أبناء الجالية الوطنية

لا تزال فرنسا ماضية في غيّها وتنفث في كلّ مرة تستفز فيها الجزائر سموم يمينها المتطرّف، الذي يبدو أنّه أدرك أخيرا أنّ آمال العودة إلى “الجزائر الفرنسية” لم يعد لها من معنى سوى في عقول أتباعه المليئة بأضغاث أحلام متعفنة تطلق رائحة كريهة تزكم الأنوف، وإلا لما كان ذهب إلى السرعة القصوى في استعدائه وعدوانه ضدها.

فرنسا ماكرون المذعن للتيار الكولونيالي الجديد الممعن في التطرف والعنصرية ضدّ كلّ ما هو جزائري، لا تزال تصرّ على انتهاج ذات الأسلوب البغيض الممتلئ حقدا على الأمة الجزائرية وقيادة الدولة الجزائرية، كما تجرأ رئيس فرنسا ماكرون قبل بضع سنين على التعريض بهما والتحامل بتعالٍ نرجسيّ على ميراث الأولى والتهجم بلا مسؤولية وقحة على سلطة الثانية.

ورغم أن الجزائر لم تفوت أيّ مناسبة اغتنمتها فرنسا لتتخذ منها فرصة لاستفزاز الجزائر، حيث قامت في كلّ مرّة بتوضيح تجاوزات فرنسا، التي يبدو أنّ ماضيها الاستعماري المخزي لا يزال يستهويها ويسوّل لساستها التعامل بفظاظة غير معقولة وسماجة غير مقبولة مع شؤون الجزائر، التي تلحّ سلطاتها عليها بعدم التدخل فيه في كلّ موعد استفزازي من مواعيد التيار اليميني العنصري الحاقد.

فرنسا المبغضة للجزائر، وفي الآونة الأخيرة بدأت تنتهج أسلوبا جديدا في تعاملها الوقح والدنيء، يقوم على استخدام سيء ورخيص لورقة الجالية الجزائرية المتواجدة بكثافة على الأراضي الفرنسية، ليس اليوم فقط، بل منذ عقود تمتد إلى الحقبة الاستعمارية، وبينما نشأت الأجيال الحالية للجالية الجزائرية في بيئة فرنسية محضة تصرّ فرنسا اليمينية على انتزاع حقوقهم المدنية فقط من أجل ابتزاز الجزائر بأبنائها الذين شاء القدر أن يلدوا ويترعرعوا في الضفة الأخرى، هناك أين ينسى الفرنسيون أنّ ما نهبوه من الجزائر لا يساوي قيد أنملة من الحقوق التي تمنّ بها على أبناء الجالية الوطنية.

فرنسا اليمين الذي يجنح دوما إلى أفعال أصحاب الشِّمال في تعامله مع الجزائريين، وبعد أن خاب سعيها في فرض أسلوب وقح على الجزائر عبر طرد مجموعة من المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي، انتقلت إلى أسلوب أكثر شمولية ليطال جميع الجزائريين المتواجدين على أراضيها.

اليوم بلغ طفح الكيل وفاضت الكأس، ولم تستطع السلطات الجزائرية الصبر أكثر على هذا التصرف الأرعن، وبعد أن سحبت سفيرها لدى باريس لمرتين، لم تعده في المرة الثانية إلى اليوم، استدعت الجزائر الفرنسي لتسمعه احتجاجها واعتراضها على تصرفات غير مسؤولة للسلطات الفرنسية مع الجزائريين في مطارات فرنسا.

الجزائر ترفض الإهانة بشكل قاطع، وأفعالها تصدق أقوالها، وقد قالها الرئيس تبون مرات عدة: “الدولة الجزائرية ملتزمة بحماية الجالية الوطنية بالخارج”، وعلى فرنسا أن تعيد حساباتها بخصوص استخدامها السيء لملف الجالية الجزائرية المهاجرة وحتى الجزائريين المسافرين عبر مطاراتها، وإذا كانت تريد لمصالحها أن تستمر فلتضع نصب عينها بشكل جدي، إرادة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون السياسية الجادة في ما يتعلق بالحفاظ على كرامة الجزائري في الخارج.