الدوري التركي … بوابة اللاعبين الجزائريين للتألق

دخل الدوري التركي الممتاز لكرة القدم مرحلة جديدة من المنافسة الأوروبية والعالمية، بعد أن وجد العديد من اللاعبين ، ملاذًا آمناً له في بلاد الأناضول.

وأصبحت “السوبرليغ” تغري كبار نجوم الساحرة المستديرة، لما تحتله من منافسة قوية ومميزات مالية بعيداً عن الضرائب الباهظة في أوروبا

ومع اشتداد المنافسة بين الأندية الشهيرة في تركيا غالاتا سراي وفنرباتشي وأنطاليا سبور وباقي الأندية، يبدو أن الصراع انتقل لضم لاعبين كبار لهم تاريخ حافل في النجومية والأداء الممتع، مما انعكس إيجاباً على كرة القدم وسوق اللاعبين وتنافس الأندية في ضم أبرع النجوم لتحقيق البطولات، عدا عن قيمة الضرائب المخفضة التي تعتبر ميزة يحاول اللاعبون الاستفادة منها مقارنة بالضرائب في باقي الدوريات الأوروبية.

ولعب العديد من اللاعبين الجزائريين في الدوري التركي على مدار السنوات الأخيرة، فمنهم من نجح وتألق ولمع اسمه في سماء الكرة التركية، والأخر انطفئ نجمه وانتهت تجربته الإحترافية هناك

فبعد ركود استمر لسنوات بسبب تراجع مستوى الفرق الوطنية، عادت البطولة الجزائرية عادت لتوّها إلى تصدير اللاعبين نحو الأندية الأوروبية لكن الدفع الكبير الذي منحه نادي أتليتيك بارادو للتكوين بفضل أكاديميته التي فتحت الباب للعديد من اللاعبين الموهوبين في تحقيق حلمهم في الإحتراف في أوروبا.

وتعد البطولة التركية حاليا من بين البطولات الاكثر إستقطابا للاعبين الجزائريين في ة ،حيث، وصل عددهم الى 12 لاعبا والحصيلة مرشحة للإرتفاع

وفي هذا الملف سنستعرض أهم محطات بعض اللاعبين الجزائريين الذين مروا على الدوري التركي و لا يزالون يينشطون هناك.

“السوبرليغ” الأكثر استقطاباً للجزائريين بعد البطولة الفرنسية

يشهد الدوري التركي الممتاز “السوبرليغ”، الموسم المقبل تواجدا كبيرا للاعبين الجزائريين في المنافسة القطرية، بعد أن استقطبت الأندية عديد اللاعبين، ولا يزال الباب مفتوحا لضم لاعبين جدد، خصوصا بعد تألقهم هذا الموسم مع أنديتهم ومع المنتخب الوطني للمحليين بقيادة مجيد بوقرة.

وشهد سوق الانتقالات الصيفية تعاقد أنطاليا سبور مع حسام الدين غشة قادما من وفاق سطيف، بينما اقترب الفهود من التوقيع مع جزائري آخر، هو عدلان قديورة

فبانتقال لاعب وفاق سطيف، حسام الدين غشّة، نحو نادي أنطاليا سبور التركي بات اللاعب رقم 12، الذي انتقل للاحتراف في الدوري التركي الممتاز مباشرة من الدوري الجزائري، دون المرور عبر محطة أوروبية أخرى، ليكون بذلك “السوبر ليغ” الدوري الأكثر استقطابا للاعبي الدوري المحلي في الجزائر، وذلك بعد الدوري الفرنسي الذي يحتل المركز الأول.

الحصيلة مرشحة للإرتفاع

وربما لن يكون غشّة اللاعب الوحيد من الدوري الجزائري الذي سينتقل إلى الدوري التركي خلال الميركاتو الصيفي الحالي، حيث يوجد زملاؤه في وفاق سطيف، يوسف لعوافي وأحمد قندوسي وعبد الرحيم دغموم، ضمن لائحة مختصرة لبعض اللاعبين الذين تنوي أندية تركية التعاقد معهم، خاصة بعد أن

رفع الدولي الجزائري، رشيد غزال، أسهم اللاعبين الجزائريين بعد تجربته الاستثنائية مع نادي بشكتاش الموسم المنصرم.

“غزال” يعيد البسمة لـ “بيشكتاش” بعد سنوات من الغياب عن منصات التتويج

صنع الدولي الجزائري رشيد غزال الحدث في الدوري التركي الموسم الماضي بعدما قاده للتويج بالبطولة والكأس

غزال بصم على أفضل أداء له منذ مدة، فقد استعاد بريقه مع “بشكتاش” بل أصبح ركيزة أساسية في الفريق من أول موسم له في تركيا.

في حين ثمّنت جماهير “بشكتاش” صفقة لجزائري معتبرين إياها أحد أفضل الصفقات التي قام بها الفريق في العشرية الأخيرة.

كما كرّم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لاعبي فريق بشكتاش الفائز بالثنائية المحلية في تركيا للموسم الحالي 2020-2021 في القصر الرئاسي.

وعجّت الصحف التركية الصادرة اليوم بصور رئيس الدولة مع نجم الموسم في دوري السوبر ليغ، الجزائري رشيد غزال الذي حصد جائزة أفضل لاعب في المسابقة بتكريم خاص من أردوغان.

فيغولي ساهم في تتويج غالاتا سراي بالبطولة خلال موسمي 2018 و 2019

توج الدولي الجزائري سفيان فيغولي مع فريق غالاتا سراي مرتين بلقب الدوري التركي ،حيث، ساهم بشكل كبير في التتويجين اللذان فاز بها غالاتا سراي موسمي 2018 و 2019 ، كما إختير فيغولي أفضل لاعب في بطولة الدوري التركي لموسم 2018 2019، التي منحها موقع “ترانسفار ماركت”

العالمي، كما أن اللاعب البالغ من العمر 29 عامًا قد توج بجائزة أفضل لاعب رياضي في غالاتا سراي خلال الحفل الذي أقامه النادي التركي ، قبل أن ينال جائزة أفضل لاعب في الدوري التركي في شهر ماي من عام 2019.

ورغم ما قدمه لاعب فالنسيا السابق، بات على مقربة من التخلص من الأزمات التي يعاني منها في الدوري التركي خلال الفترة الأخيرة، بعد تلقيه عرضا للانتقال إلى الدوري اليوناني من بوابة نادي أولمبياكوس.

ودخل فيغولي في سلسلة من الأزمات خلال الفترة الأخيرة مع النادي التركي، بسبب التأخر في دفع مستحقاته المالية بداعي الراتب الكبير الذي يحصل عليه، والذي تبلغ قيمته نحو 3.8 مليون يورو سنويا.

كما اصطدم اللاعب الجزائري مع أحد الإعلاميين الأتراك، واتهمه بالعنصرية ضد العرب، وذلك بسبب الانتقادات المتكررة التي يوجهها إليه في جميع المشكلات التي يعاني منها نادي غالاتا سراي خلال الفترة الأخيرة.

“ديلور” و”وناس” طرح إسميهما في “فينرباتشي” و “بيشكتاش”

وطرح اسم الدولي الجزائري أندي ديلور مهاجم مونبيلييه في الدوري التركي، الذي أصبح قبلة لنجوم منتخب “محاربي الصحراء” بعد التألق اللافت لرشيد غزال مع نادي بشكتاش.

وذكر موقع “فوتو سبور” التركي في وقت مضى إن وكيل اللاعب الجزائري دخل في مفاوضات مع إدارة نادي فينرباتشي التركي، المهتمة بخدمات أحد أفضل مهاجمي الدوري الفرنسي خلال الموسمين الفارطين.

من جهته، أبدى فريق بشكتاش في وقت سابق بالحصول على خدمات النجم الجزائري، ويستعد لتقديم عرض لإدارة نابولي للحصول عليه بنظام الإعارة لموسم واحد على الأقل، رغم الصعوبات المالية التي يعاني منها النادي التركي، والحدود التي وضعها الاتحاد التركي لسقف إنفاقه في الميركاتو الصيفي القادم.

****

التسعينيات حقبة استقطاب “السوبر ليغ” للجزائريين

وبدأت قصة احتراف اللاعبين الجزائريين في الدوري التركي سنوات التسعينيات، وتحديدا بعد تتويج منتخب الجزائر بكأس أمم إفريقيا 1990، واكتساب لاعبي الدوري الجزائري لسمعة كبيرة، فخلال ذلك العقد انتقل تسعة لاعبين نحو “السوبر ليغ”، في صورة جمال عماني وخليفة بلهوشات وشريف الوزاني ونور الدين نقازي وكمال قادري وخالد لونيسي وطارق لعزيزي وحميد مراكشي وفيصل باجي.

جمال عماني أول لاعب يتجه من البطولة الجزائرية إلى تركيا

وكان الدولي السابق جمال عماني هو أول لاعب يتجه من البطولة الجزائرية إلى تركيا إذ لعب لفريق أيدن سبور 5 سنوات (1990/1995) وهو نفس النادي الذي ضم بعد ذلك خمسة لاعبين جزائريين وهم الحارس كمال قادري خليفة بلهوشات وخالد لونيسي والشريف الطاهر الوزاني إضافة إلى نور الدين نقازي.

وجاء تنقل عماني الى البطولة التركية ذلك بعد تألقه في نهائيات كأس أمم إفريقيا 1990 التي احتضنتها الجزائر وتوجت بلقبها، حيث تنقل الثنائي إلى تركيا وقد لعب عماني 95 لقاء وسجل 6 أهداف في الفترة بين 1990 إلى 1995 في وقت أن شريف الوزاني لعب 37 لقاء مقابل تسجيله هدفين من 1990 إلى 1992. تجدر الإشارة إلى أن عماني وشريف الوزاني لعبا في نادي “آيدين سبور”.

لعزيزي، نڤازي، باجي ولونيسي … تجربة فاشلة بكلّ المقاييس

وتواصلت هجرة اللاعبين الجزائريين نحو تركيا في فترة التسعينيات حيث كان الموعد هذه المرة مع المدافع طارق لعزيزي الذي لعب لفريق غينتشلار برليغي موسم (1998/1999) ثم تبعه إلى نفس النادي وفي نفس الموسم المهاجم المثير للجدل عبد الحميد مراكشي ولو أن الأخير لعب موسماً إضافياً عن زميله السابق لعزيزي في حين شهد الموسم نفسه تجربة قصيرة لصانع الألعاب فيصل باجي الذي لعب في بطولة الدوري التركي لفريق إيرزيروم سبور.

و لم تكن تجارب كل من نڤازي، باجي، لعزيزي، قادري، بلهوشات ولونيسي ناجحة بالصورة التي كان ينتظرها الجميع منهم خاصة وأنهم تنقلوا إلى هذا الدوري وهم في قمة عطائهم، لكن لأسباب متعلقة أكثر بعدم اندماجهم مع الأجواء هناك فإنهم لم يتألقوا وعادوا إلى الجزائر في فترة قصيرة، ولو أن لعزيزي كان في نادي “جانسلربيرليجي” الذي أمضى له 3 سنوات قبل أن يفسخ عقده بعد سنة واحدة من تواجده هناك.

“مراكشي” ضاع في الموسم الثاني له مع ” غنتشلربيرليغي”

كان يمكن أن يكون مراكشي أبرز لاعب جزائري مر عبر الدوري التركي لما تنقل سنة 1998 من ترجي مستغانم إلى غنتشلربيرليغي ، حيث تألق في الموسم الأول له معه وكان في النصف الأول هدّاف الدوري بعد أن سجل 6 أهداف وهذا قبل أن يتراجع أداؤه بعدها بشكل لافت للانتباه، وتواصل الأمر كذلك في موسمه الثاني قبل أن ينضم إلى مولودية الجزائر سنة 2000، وقد لعب مراكشي في موسمين بتركيا 26 لقاء وسجل 8 أهداف.

“بوعزة” لعب شهرا واحدا مع “سيفا سبور” وديس غادره قبل أن يلعب أي مباراة

ومن أكبر الصفقات الفاشلة للاعبين الجزائريين في تركيا نجد صفقة بوعزة الذي انضم إلى هذا الدوري صائفة 2009، حيث لعب شهرا واحدا مع “سيفا سبور” من أوت إلى سبتمبر وشارك في لقاء واحد في “أوروبا ليغ”، قبل أن يفسخ عقده ويتنقل إلى “بلا كبول” الإنجليزي، وكان مدافع وفاق سطيف إسماعين ديس قد انضم بدوره إلى هذا النادي سنة 2005 غير أنه لم يلعب أي لقاء بسبب مشاكل إدارية جعلته بعدها ينضم إلى اتحاد البليدة.

الظهور الجزائري يعود إلى تركيا بعد إنقطاع لأكثر من 10 سنوات

وبعد انقطاع لأكثر من 10 سنوات عاد الظهور الجزائري في الدوري التركي عن طريق المدافع السعيد بلكالام الذي أعاره ناديه السابق واتفورد الإنجليزي لفريق طرابزون سبور مباشرة بعد نهائيات كأس العالم 2014 في البرازيل ، قبل أن يلحق النجم إسلام سليماني بهذه القائمة موسم 2018/2019، عندما لعب بنظام الإعارة لنادي فنربخشة قادما من ليستر سيتي الإنجليزي، وعكس القائمة الأولى فإن بلكالام وسليماني خرجا من الجزائر نحو أندية أوروبية أخرى قبل الانتقال إلى الدوري التركي.