الصداقة سفينة يحركها الوفاء وتغرقها الخيانة .. بقلم الإعلامية التونسية فريهان طايع

الصداقة سفينة يحركها الوفاء وتغرقها الخيانة .. بقلم الإعلامية التونسية فريهان طايع

سؤال طرحته على نفسي واكشتفته مؤخرا .. عند صدمتي في أحد الأصدقاء، تساءلت هل أي شخص يستحق صداقتي وصدقي معه ؟ لمت نفسي عديد المرات لأنني منحت ثقتي لأحد الأصدقاء الذين لا يستحقون، ليثبت الزمن غدرهم، وقلة معروفهم وزيفهم، وأنها لم تكن يوما حقيقتهم بل كانت مجرد أقنعة، ومجرد وجه وراء الكواليس.

فالبعض، يا سادة، قد يتلاعبون بالكلمات من أجل المصالح، ولا يهم ماذا خلف لغيره من أوجاع بسبب غدره.

الصداقة شرف، وأمانة لا يستحقها أي كان، ويجب أن نتعلم التكبر على مثل هؤلاء لانهم لطخوا العالم بسواد قلوبهم و أنانيتهم وحبهم للمصالح، حتى لو كان على حساب مشاعر الآخرين فهم لا يكترثون.

عندما تفشي حواراً دار بينك وبين صديقك، أليست خيانة ؟، وعندما تتسبب في أذية شخص وثق يوما فيك، ألا يعتبر دناءة ؟، والغريب أنني كنت أثق كثيرا في أحد الاصدقاء، كنت أحترمه وأقدره، ومن ثم تنصدم في هذه البشاعة، وترغب فقط أن يعود الزمن وأن لا تنظر في وجوههم لكي لا تنصدم هذه الصدمة، وأن لا تنخدع بكلماتهم الكاذبة، وأن لا تسدي لهم أي معروف، ولا حتى أن تبارك لهم عند نجاحهم، ولا حتى أن تسأل عنهم وتطمئن عن حالهم، لأن فاقد الشيء لا يعطيه، ومن لم يتعلم احترام نفسه وكان أنانياً لا يمكن أن يشعر بقيمة الصداقة والأصدقاء، لأنهم وبكل بساطة لا يستحقون، وترغب أن تنسى كل كلماتهم لأنها كانت مزيفة وغير حقيقية، بل كانت مجرد كلمات خشبية تفتقر للمصداقية.

لكن لا أحد يأتي لعالمك صدفة، بل قد يلقنك درساً كي تنهض من هذه الطيبة الزائدة مع أشخاص قد يفعلون كل شيء ليتماشي مع مصالحهم.

أنا اعتذر لنفسي على كل لحظة كنت فيها طيبة مع أشخاص لا يستحقون طيبتي، ومع أشخاص دمروا كلمة الثقة من قاموسي، كما أعتذر لنفسي على معرفتهم، وإضاعة كل ثانية من وقتي وطاقتي في رسم صورة أبعد ما تكون عن حقيقتهم.

إنها صدمة عندما تكتشف كل هذا الغدر وأنت في عالمك مع حسن نيتك، بعيدا عن مكرهم، ودهائهم، وسواد قلوبهم، وخبثهم حتى الكلاب وفية ولو يتعلم بعض البشر منها الوفاء، ولازالوا في مسابقات من يغدر أكثر، من يخون أكثر، ومن يجيد التمثيل أكثر، ومن يجيد الكذب أكثر، ومن يتلون أكثر، متنساين أنه على نياتكم ترزقون، ويبقى دعائنا “اللهم أبعد عنا المنافقين الذين في ظهورنا شياطيناً، وفي وجوهنا أولياء الله الصالحين”.