قطع المنتخب الوطني الجزائري، شوطا كبيرا نحو التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2026، عقب فوزه العريض سهرة أول أمس، أمام موزمبيق بخماسية مقابل هدف وحيد، على ملعب حسين آيت أحمد بتيزي وزو، لحساب الجولة السادسة من التصفيات المؤهلة لـلمونديال. وانفرد “الخضر” بصدارة المجموعة السابعة برصيد 15 نقطة، بفارق 3 نقاط كاملة عن الوصيف موزمبيق، و6 نقاط عن صاحبي المركز الثالث بوتسوانا وأوغندا، ليمهّد بذلك رفقاء القائد رياض محرز طريقهم نحو العودة إلى المحفل العالمي بعد الغياب عن نسختين متتاليتين.
الاتحادية الجزائرية لعبت دورا كبيرا في النتائج الإيجابية
ولعبت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، دورا كبيرا في النتائج الباهرة التي يحققها “الخضر” منذ قدوم المدرب السويسري فلاديمير بيتكوفيتش وذلك من خلال وضع المنتخب في أفضل الظروف سواء داخل الديار أو خارجه، وآخرها خلال تربص مارس الجاري أين وضعت “الفاف” برنامجا خاصا من أجل “محاربي الصحراء” لتجاوز العوائق التي كانت في طريقهم، لاسيما خلال مباراة بوتسوانا التي جرت يوم الجمعة الماضية في ظروف أقل ما يقال عنها أنّها صعبة جدا، بسبب برمجة اللقاء على الساعة الثالثة بعد الزوال (14:00 بالتوقيت الجزائري) في درجة حرارة عالية واللاعبون صائمون، وهو ما جعل مسؤولي “الفاف” يبرمجون سفرية المنتخب قبل 4 أيام كاملة عن اللقاء، على متن رحلة خاصة نحو العاصمة البوتسوانية “غابورون” ثم التوجه بعدها نحو مدينة فرانسيستاون التي احتضنت اللقاء وذلك للتعود على الأجواء هناك، وبعدها العودة مجددا إلى الجزائر، أين سعت “الفاف” لتوفير ظروف الراحة والاسترجاع قبل مواجهة موزمبيق التي كانت بمثابة رد على المشككين في المنتخب.
صادي يفي بوعده تجاه “الخضر”
وبدوره، حرص الرجل الأول في مبنى دالي على الوقوف شخصيا مع المنتخب وتقديم الدعم المعنوي اللازم من خلال التنقل إلى بوتسوانا ليكون قريبا من الطاقم الفني واللاعبين ثم الوقوف على كل كبيرة وصغيرة فيما يخص الاستعداد لمواجهة موزمبيق سهرة أول أمس بمدينة تيزي وزو، ويمكن القول بأنّ الرئيس وليد صادي ومنذ توليه رئاسة “الفاف” في سبتمبر 2023، وضع المنتخب الجزائري نصب أعينه لإعادة بنائه مجددا والسعي لاستعادة هيبته الضائعة بعد الانتكاسات خلال نسختين متتاليتين في كأس أمم إفريقيا بكل من الكامرون وكوت ديفوار، فضلا عن الإخفاق في التأهل إلى مونديال 2022 بقطر، وما يحققه المنتخب الوطني من نتائج منذ تولي المدرب السويسري فلاديمير بيتكوفيتش العارضة الفنية شهر فيفري من العام الماضي، يؤكّد دون شك بأنّ السياسية التي انتهجتها “الفاف” كانت ناجعة إلى أبعد الحدود بعد ضمان التأهل مبكرا إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا المقبلة المقرر إجراؤها خلال الفترة الممتدة من 21 ديسمبر 2025 إلى 18 جانفي 2026، وبعدها قطع خطوة عملاقة نحو بلوغ مونديال 2026 بالولايات المتحدة الأمريكية، كندا والمكسيك وذلك قبل 4 جولات على نهاية التصفيات.
“سياسة” الفاف” أثبتت نجاعتها والعلامة الكاملة للجماهير
وإلى جانب الدعم المادي والمعنوي اللذان لا تتوانى “الفاف” في تقديمهما للمنتخب الوطني الجزائري، يحسب للرئيس وليد صادي “السياسية المنتهجة” بخصوص برمجة مباريات “الخضر” في كل ربوع الوطن، في ظل توفر منشآت رياضية بمواصفات عالمية عملت الدولة الجزائرية على تشييدها خلال الفترة الأخيرة بأوامر من الرئيس عبد المجيد تبون، ويمكن القول أنّ برمجة اللقاء بمدينة تيزي وزو كانت إيجابية إلى أبعد الحدود في ظل الرسائل التي وجهها أبناء مدينة تيزي وزو من خلال موائد الإفطار التي خصصوها لأنصار المنتخب الوطني القادمين من جميع الولايات، فضلا عن الدعم الجماهيري الخرافي والصور الرائعة التي شهدها ملعب حسين آيت أحمد بتيزي وزو، وهو ما كان دفعا كبيرا بالنسبة للاعبين الذين بصموا على سهرة رمضانية استثنائية بدك شباك موزمبيق خماسية كاملة عبّدت طريقهم نحو المونديال.