القـــــــرية السياحيــة “السات”.. جـــــوهرة البحـــــــر المتــــــوسط

أيوب بن مومن

نجحت الجزائر في كسب رهان تنظيم الألعاب العربية التي انطلقت من 05 جويلية وتختتم بعد غد السبت، لتؤكّد بذلك قدرتها على تنظيم أكبر التظاهرات الرياضية في العالم، وذلك بعد النجاح الباهر لكل المنافسات التي احتضنتها في الفترة الماضية، بداية بألعاب البحر الأبيض المتوسط والتي حظيت بثناء كبير من قبل كل المشاركين، سواء الرسميين أو الرياضيين، إلى جانب كأس الأمم الإفريقية للمحليين مطلع العام الحالي، وبعدها كأس إفريقيا لفئة أقل من 17 سنة، ولم تختلف البطولة العربية كثيرا عن التظاهرات الرياضية المنظمة في الفترة الماضية، سواء من حيث جودة التنظيم أو الظروف والإمكانيات التي سخّرتها السلطات العليا في البلاد لإنجاح هذا المحفل الرياضي الذي جمع الأشقاء.

وضربت الجزائر عدّة عصافير بحجر واحد من خلال لم الشمل العربي مجددا بعد 12 سنة كاملة من الغياب، وإبهار جميع الوفود المشاركة في الطبعة 15 بالتنظيم المحكم والمرافق رياضية عالمية والإقامة المريحة التي خصصت للبعثات العربية من أجل وضعهم في أحسن الظروف. وكانت القرية السياحية “السات” بولاية تيبازة واحدة من أبرز المرافق التي وضعتها الدولة الجزائرية تحت تصرف الرياضيين العرب المشاركين في الطبعة الحالية، حيث تمّ إجراء منافستي الدراجات الهوائية وتنس الطاولة بتيبازة، وسط إشادة كبيرة واستحسان من قبل الوفود الرياضية بخصوص المناظر الجميلة التي تتميز بها الولاية، إلى جانب الخدمات المقدمة من قبل مسؤولي المركب السياحي “السات”، والذي يصف بالبعض بأنّه جوهرة ولاية تيبازة والبحر الأبيض المتوسط، بالنظر إلى المقاييس العالمية التي تمّ تشييده بها.

محتويات
نجحت الجزائر في كسب رهان تنظيم الألعاب العربية التي انطلقت من 05 جويلية وتختتم بعد غد السبت، لتؤكّد بذلك قدرتها على تنظيم أكبر التظاهرات الرياضية في العالم، وذلك بعد النجاح الباهر لكل المنافسات التي احتضنتها في الفترة الماضية، بداية بألعاب البحر الأبيض المتوسط والتي حظيت بثناء كبير من قبل كل المشاركين، سواء الرسميين أو الرياضيين، إلى جانب كأس الأمم الإفريقية للمحليين مطلع العام الحالي، وبعدها كأس إفريقيا لفئة أقل من 17 سنة، ولم تختلف البطولة العربية كثيرا عن التظاهرات الرياضية المنظمة في الفترة الماضية، سواء من حيث جودة التنظيم أو الظروف والإمكانيات التي سخّرتها السلطات العليا في البلاد لإنجاح هذا المحفل الرياضي الذي جمع الأشقاء.عبيد بوبكر المدير العــــــــام للمركبات السياحية بتيبازة: “عملنا على تطوير الخدمات في مركب السات وهدفنا راحة العائلات والأطفال”“هذا هو سرّ النجاح ومستعد لتقديم خبرتي للشباب”محمد بن شاعة مدير القرية السياحية السات:”الوفود العربية انبهرت بجمال تيبازة وحملت صورة إيجابية عن الجزائر”

القرية السياحية التي تمّ إعادة افتتاحها صيف 2021، خصصت لاستضافة الوفود العربية المشاركة، على غرار المملكة العربية السعودية، سوريا، الأردن، البحرين، المغرب وتونس، الرياضيون العرب وجدوا كل ظروف الراحة والتحضير داخل القرية السياحية، انطلاقا من المعاملة الطيبة لعمال “السات” وصولا لتوفير وجبات مختلفة تليق بالحدث.

كما انبهر العرب بالظروف الأمنية الموجودة في الجزائر، وشاهدوا بأم أعينهم أن كلمة بلاد الأمن والأمان حقيقة وليست خيال، وأن وطن الشهداء خصص تنظيما للمحفل العربي وصف بالفريد من نوعه.

امتزاج البحر بالمساحة الخضراء جعل الرياضيين العرب يعيشون جوا خاصا خلال إقامتهم بالقرية السياحية، في صورة تعكس مدى جمال الجزائر الطبيعي، والثورة التي تقوم به السلطات العليا من أجل النهوض بالقطاع السياحي وفقا لتعليمات وتوصيات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون.

أصبحت القرية السياحية المعروفة بمركب “السات”،القبلة الأولى للزوار خلال فترة الصيف في العامين الماضيين، من أجل الاستمتاع بالبحر والمناظر الخلابة التي تمتاز بها ولاية تيبازة، وكذا الاستفادة من خدمات راقية يقدمها المركب للعائلات الجزائرية.

فعلي مشارف الطريق الوطني القديم رقم 11 الرابط بين العاصمة وولاية تيبازة وبالمدخل الشرقي لها، يظهر مركب “السات” العمومي الذي يلي شاطئ “الكوالي”، ذاك المركب الذي أنشئ في عهد الراحل الرئيس هواري بومدين، وظلّ مفخرة للجزائريين لعقد من الزمن قبل أن ينطفئ بريقه، ثم يعود في عهد الرئيس تبون بحلة جديدة لاستقبال الزوار بعد غلق دام سنوات، بمظهر أنيق ومدخل غير ذلك المعتاد.. أبواب فاخرة وزركشات وألوان تسر الناظرين بعد ما طلقت طابعها القديم الباهت، حتى أنّ الأسوار الخارجية المحاطة به عرفت تغييرا جذريا يعطي الراحة والاطمئنان للزائر ويبعث فيه حب التطلع بعيدا عن مشاهد الأعمدة الحديدية الصدئة القديمة التي تعطي انطباعا بأن الموقع مهجور.

البحث عن متعة الاصطياف متوفرة هي الأخرى بمركب “السات” فإلى جانب المساحات الخضراء والغابات المتربعة على أرجاء المرفق، يضم كذلك شاطئا مجهزا بمختلف المتطلبات من “ترونزات” إلى الكراسي العادية والمظلات وحتى النظام موجود هو الآخر بالشاطئ الرملي المتواجد على طول الطريق الذي تقصده العائلات من كل حدب وصوب، أمّا الوجهات البحرية الأخرى فهي متنوعة ما بين الصخرية التي تتواجد بظهر “البانغالوهات” وأخرى تعانق المساحة المخضرة في بداية مدخل الموقع وكأنها لوحة زيتية من الخيال.

عبيد بوبكر المدير العــــــــام للمركبات السياحية بتيبازة: “عملنا على تطوير الخدمات في مركب السات وهدفنا راحة العائلات والأطفال”

لا يختلف اثنان على أن المركب “السات” يعد مكسبا كبيرا للجزائر عامة وأبناء ولاية تيبازة على وجه الخصوص، والوصول لمثل هذه الدرجة من الإبهار لم يكن من فراغ، بل بفضل جهود مجموعة من العمال يتقدمهم المدير العام عبيد بوبكر الذي لم يتوان في تقديم كل ما يستطيع من أجل تحويل هذا المركب الذي كان في السنوات الماضية مهجورا، قبل أن يصبح جوهرة حقيقية يستقطب الزوار وينافس مختلف المركبات سواء في المغرب العربي أو البحر الأبيض المتوسط.

وقال المدير العام للمركبات السياحية بتيبازة، في تصريحات خاصة لـقناة “دزاير توب” الإلكترونية، أنّ الألعاب العربية كانت فرصة حقيقية لنقل صورة الجزائر للرياضيين العرب، مضيفا: “ولاية تيبازة تحتضن الألعاب العربية من خلال رياضتي الدراجات الهوائية، وتنس الطاولة، الوفود العربية المشاركة في هذين التخصصين، تقيم بالمركب السياحي السات، على غرار كل من المغرب، تونس، الإمارات البحرين، العراق، السودان، والسعودية”، مشيرا أنّ مؤسسته عملت جاهدة على وضع الرياضيين في أحسن الظروف وتوفير لهم سبل الراحة طيلة إقامتهم بالجزائر.

وكشف محدثنا أنّ إدارته بذلت كل ما في وسعها لتطوير الخدمات في المركب وأبرز :”لمدة عام كامل ونحن نعمل على تطوير هذا المركب من خلال التشاور مع الإطارات، والنتيجة أمامكم العام الماضي لم تكن هناك الألعاب المخصصة للأطفال كما أضفنا المسابح الذين يخصصون في النهار للسباحة وفي الليل لبرمجة السهرات الليلة للعائلات”، وواصل: “كما أضفنا أماكن VIP على مستوى الشاطئ، ووفرنا جميع الخدمات التجارية حتى يكون الزبون في راحة تامة، ويجد كل شيء، بالإضافة إلى نوعية الأكل التي حسناها كثيرا من خلال التنويع في الوجبات، الزوار سيجدون أمورا عديدة مختلفة هذا العام مقارنة بالعام الماضي”.

“هذا هو سرّ النجاح ومستعد لتقديم خبرتي للشباب”

وأكّد المدير العام عبيد بوبكر، أنّ السر وراء بلوغ المستوى الحالي في المركب السياحي السات وبقية المركبات الأخرى التي تزخر بها ولاية تيبازة، هو حب المهنة، مشيرا أنّه مستعد لتقديم خبرته للإطارات الشابة من أجل مواصلة العمل بنفس المستوى وتابع :”بدأت في الدراسة السياحية منذ الصغر، لأنني أحبها كثيرا كما أنني ابن المنطقة، منذ أن كنت صغيرا وأنا أحب الطبيعة، وأبذل كل ما في وسعى لتقديم خدمات تكون في المستوى، للعائلات والأطفال”، وأردف “الخبرة يجب أن تتوفر في المسؤولين لكن الشيء المهم هو أن تحب ما تقوم به، تربيت على هذا وتعلمت من أناس ساعدوني كثيرا لتسيير هذا المركب وهذه المؤسسة، وسأعمل ما في وسعي لنقل هذه الخبرة إلى العمال والإطارات في المؤسسة، الذين لولاهم لما بلغنا هذا المستوى في الخدمات”، ليختتم “المركب السياحي يضم حوالي 800 فردا في فترة الصيف، صحيح أنا القائد لكن لا شيء بدون هؤلاء العمال، وهناك إطارات شباب الذين أسعى لمنحهم الخبرة وكل ما تعلمته لتولي زمام الأمور بعدي، ومواصلة العمل الذي أقوم به”.

محمد بن شاعة مدير القرية السياحية السات:”الوفود العربية انبهرت بجمال تيبازة وحملت صورة إيجابية عن الجزائر”

أكّد محمد بن شاعة مدير القرية السياحية “السات” أنّ إدارة المركب وضعت كل الإمكانيات تحت تصرف الرياضيين العرب الذين انبهروا بجمال الولاية وظروف الإقامة المريحة، مشيرا أنّه جميع الوفود المشاركة أبدت رضاها عن الخدمات المقدمة من قبل عمال المركب، الذي كان إحدى الواجهات السياحية للجزائر من أجل الترويج لصورتها لدى العرب، وقال بن شاعة في تصريحاته للزميل عبد النور حوار بقناة “دزاير توب” الإلكترونية: “تيبازة أصبحت جوهرة البحر الأبيض المتوسط، وقبلة للزوار وخاصة العائلات”، مضيفا “كل الوفود العربية التي حلت بولاية تيبازة، والبالغ عددها 12 وفدا، انبهرت بجمال المركب السياحي، وجمال ولاية تيبازة”، وأبرز المتحدث بأنّ المصالح المسؤولة خصصت برنامجا ثقافيا ثريا من أجل التعريف بالتراث الجزائري لدى الوفود العربية، مشيرا أنّ الرياضيين لم يشتكوا من أي نقائص وخصصت لهم سهرات ومبادرات للتعريف بالثقافة الجزائرية، وعادات ولاية تيبازة على وجه الخصوص :”الكل كان يتكلم عن جمال المركب والولاية التي أصبحت جوهرة العرب، الحمدلله لم نتلق أي انتقاد أو شكوى من وجود نقائص تؤثر على المنافسة، أو تؤثر على نجاح الدورة، كل الردود كانت إيجابية، وأكّدت الصورة التي بنوها قبل قدومهم إلى الجزائر”.

وواصل مدير القرية السياحية كلامه :”سطرنا برنامجا مدروسا مع مديرية الشباب والرياضة ومديرية الثقافة بولاية تيبازة، خصصنا سهرات فنية تقليدية جزائرية بامتياز، من أجل تعريف الرياضيين العرب بالتراث الجزائري، وفي كل سهرة وكل يوم مختلف عن الآخر”. واختتم محمد بن شاعة، تصريحاته :”وفرنا لهم ظروف الراحة لأنّ الرياضيين يجب أن تكون لديهم فترة محددة ويجب أن يحصلوا على الراحة اللازمة وكل الظروف موجودة لتكون هناك منافسة شريفة”.

شارك المقال على :