اللسان العربي لإفريقيا

اللسان العربي لإفريقيا

تتبعا للأحداث الأخيرة التي شهدتها عواصم إفريقيا التي كان وراءها جيل صاعد الذي تيقن بأن فرنسا كانت سببا للتخلف، ومدركا أن فقره كان بنهب للثروات وحروبه كانت مصطنعة لخدمة أجندة غربية.

 

وما ورثته إفريقيا هي لغة المستعمر ” الفرنسية ” التي زادته وحدة وعزلة عن العالم هذه حقيقة تعيشها الآن، إن لم تكن اللغة الرسمية كانت الثانية وإن لم تكن في الحالتين الأوليين كانت لغة إدارية لتشكل عائقا للشعب عن فهمها.

 

هذه اللغة التي تحتل المرتبة الخامسة في ترتيب لغات العالم بعد الصينية و الانجليزية و الاسبانية والعربية لم تر نورها إلا في إفريقيا بيد منظمتها الفرونكوفونية التي تشهد مؤخرا انحصارا وتراجعا بعد قطع للعلاقات لبلدان الساحل مثل مالي وبوركينا فاسو والنيجر و تشاد و السنغال الذين ساندوا ميلادها في السبعينات من القرن العشرين.

 

وخير دليل تصنيف الأمم المتحدة لسبعة دول إفريقية ناطقة بالفرنسية ضمن البلدان العشرة الأسوأ تصنيفا في معدلات التنمية على مثال دولة النيجر و الكونغو الديمقراطية، لتشكل هاجسا للأفارقة وبه يتجدد التاريخ مرة ثانية ويؤكد أن هذه الدولة ماضيها وحاضرها نفس الشيء لإفريقيا.

مع الذكر أن الطبيعة لا تأبى الفراغ لذا حان الأوان لنمد جسور اللغة العربية بإنشاء مؤسسة اللغة والتواصل لأطفال إفريقيا، خاصة في دول الساحل لما تجمعه معنا مصير مشترك و للحق الجوار ما يجب أن ننفع به لتكون مؤسسة اللغة العربية و التواصل تعمل على شعار” العربية لإفريقيا” تمد بـــ:

– تعزيز الهوية الثقافية: دعم الشعوب الإفريقية المسلمة في الحفاظ على هويتها

– دعم التنمية: التواصل اللغوي يسهم في تعزيز العلاقات التجارية والسياسية بين الدول العربية والإفريقية

– زيادة الفرص المتساوية للجميع لتعلم اللغة العربية

– دعم البحث العلمي :تشجيع البحث الأكاديمي حول اللغة العربية في السياق الإفريقي.

– تعزيز التعاون الدولي : الشراكة بين دول عربية وإسلامية والإتحاد الإفريقي

– إنشاء مراكز تعليمية بالعدد الكافي لأطفال إفريقيا.

– العمل من أجل جيل المستقبل على التفوق في جميع المجالات وخلع ما زرعته تخلف و محاربة الفكر الفرونكوفوني و أبعاده.

 

إن استبدال اللسان الفرنسي بالعربي يمثل خطوة جوهرية في مد جسور التنمية الإفريقية والخروج من الفكر المستعر التي جنت منه إفريقيا الحس العنصري والخراب.

 

وما نفكر به في ظل الانفتاح العالمي في أحقية الطفل الإفريقي في التعلم والتواصل العربي الإسلامي المنفتح على العالم يمكنه بالتمسك بهويته وثقافته وفي بناء مستقبله.

 

بقلم :ب عبد الحكيم