أكّد المدرب الجزائري محمد لمين كبير، بأنّ تجربته ضمن الطاقم الفني لـ “الخضر” لن تمحى من ذاكرته، بالنظر إلى الأحداث التي عاشها مع المنتخب في تلك الفترة وأبرزها التأهل إلى مونديال 2010 بعد ملحمة تاريخية في مدينة أم درمان السودانية، ضدّ المنتخب المصري، مشيرا أنّه استفاد كثيرا من العمل إلى جانب شيخ المدربين رابح سعدان. وقال لمين كبير لدى نزوله ضيفا على حصة “دزاير سبور” على قناة “دزاير توب” الإلكتروني: “كانت أول تجربة لي مع المنتخب الوطني، وأول لقاء كان ضد السنغال أين انهزم المنتخب بهدف دون رد، ثم المباراة الثانية أمام ليبيريا فزنا بثلاثية كاملة”
وواصل كلامه “المنتخب الوطني كان يمر بفترة سيئة بسبب النتائج السلبية، وكان قبلها قد ضيع التأهل إلى كأس أمم إفريقيا مع المدرب الفرنسي جون ميشال كفالي، الظروف لم تكن جيّدة والمناصرين فقدوا الأمل، لكننا نجحنا في تحقيق الفوز على ليبيريا بثلاثية دون مقابل، هنا بدأ شغف الجماهير يعود مجددا وانتصرنا أيضا أمام السنغال، قبل أن نقع في المجموعات مع مصر، تمكنا من الفوز هنا في البليدة، هناك بدأ الجميع يحلم بالتأهل إلى المونديال لأنّ الهدف الرئيس كان هو بلوغ كأس أمم إفريقيا”.
“مباراة أم درمان كانت ملحمة تاريخية ”
وأبرز المتحدث ذاتها، بأنّ مباراة أم درمان أمام المنتخب المصري في المباراة الفاصلة كانت تاريخية بالنسبة لجميع الجزائريين، وأشار: “أتذكر يوما قبل المباراة ونحن متواجدين في مطعم ألقى المدرب رابح سعدان كلمة على اللاعبين وكان عليه ضغط كبير بسبب مباراة أم درمان، هنا تقدم عنتر يحي وقال لشيخ المدربين بأنّ مهامك انتهت الآن أنت والطاقم الفني الآن جاء دور اللاعبين ، وبالفعل تمكن من تسجيل الهدف الوحيد في المباراة”، وتابع كانت لدينا مجموعة جيدة، رغم النقائص التي كان يعاني منها المنتخب إلا أنّ الغرينتا كانت تعوض ذلك النقص، وفي مشاركتنا في كأس العالم قدمنا مباريات مقبولة لكن النتيجة الأولى أمام سلوفينا والخطأ الذي ارتكبه شاوشي ضيعنا الفرصة”.
ونوّه أيضا إلى الدور الكبير التي لعبته الجماهير في تقديم الدعم المعنوي لرفقاء صايفي في لقاء “الفراعنة” بعدما تنقلوا بقوة إلى مدينة أم درمان لدعم “الخضر”: “حينما شاهدنا الجماهير لم نكن نتخيل أننا في السودان، كنا نشاهد في التلفاز فقط، وبعدها بدأت الجماهير تتوافد على الفندق الذي كنا نقيم فيه بالأعلام الجزائرية، كنا نعتقد أننا في العاصمة الجزائرية، بالنسبة لي تلك المباراة كانت مفيدة جدا واستفدت كثيرا من هذه التجربة”
غادرت مولودية وهران منذ جوان الماضي وما يشاع لا أساس له من الصحة”
وردّ المدرب الجزائري محمد لمين كبير على الإشاعات التي تم تداولها مؤخرا بخصوص إقالته من منصبه في مولودية وهران عقب الإقصاء المخيب من كأس الجزائر أمام اتحاد الحراش مشيرا أنّ غادر “الحمراوة” منذ شهر جوان الماضي، قائلا في هذا الصدد: “في شهر جوان الماضي خضت آخر مباراة لي مع مولودية وهران أمام مولودية البيض، والتقيت بعدها مع المسيرين في اجتماع إداري، وبعد نهاية العقد الذي يربطني بالفريق غادرت المولودية ولم أعد أبدا”، وتابع “بالنسبة لي قضيت سنة لا تنسى في مولودية وهران، وبفضل تظافر جهود الجميع، استطعنا الإبقاء على الفريق في الرابطة المحترفة الأولى،والآن ليست لدي أي علاقة بمولودية وهران”، وعن المشاكل التي واجهها خلال عمله بالنادي الوهراني قال لمين كبير “المشاكل التي تواجه الكرة الجزائرية موجود في كل الفرق وليس مولودية وهران فقد، ليس لدينا احتراف حقيقي، المشكل هو الانقطاع على مستوى الطواقم الإدارية، كل 6 أشهر رئيس جديد وإدارة جديدة، وهذا أمر يتم مع نهاية الموسم، حتى يكون بإمكان الإداريين الجدد تحضير الفريق من جميع النواحي”
“بوزيدي رحمة الله عليه كان وراء إنقاذ الحمراوة من السقوط”
وعرّج المدرب الجزائري، على علاقته مع المدرب يوسف بوزيدي رحمة الله عليه بالقول :”عشت مع يوسف بوزيدي رحمة الله 6 أشهر، كنا نسافر مع بعض، وكانت هناك بعض الأمور التقنية التي لم نكن نتفق فيها، لكنه إنسان يقوم بعمله على أكمل وجه، الموسم الماضي في مولودية وهران، كان كلمة السر في نجاة الفريق من السقوط، بدوره الكبير وبخبرته استطاع إعادة الفريق إلى السكة الصحيحة”، وتابع “90 دقيقة ولا يتوقف عن الصراخ، حتى ولو يفوز الفريق تجده غاضب من الأخطاء ويفكر في المواجهة القادمة”
“حظوظ شباب بلوزداد كبيرة في الكأس بعد تجاوزي المولودية”
وعاد لمين كبير الذي سبق له العمل في العديد من الأندية الجزائرية، على غرار اتحاد العاصمة أولمبي الشلف وشباب قسنطينة، للحديث عن مباراة الداربي بين شباب بلوزداد ومولودية الجزائر في الدور الـ 16 لكأس الجزائر، والتي حسمها رفقاء محيوص بهدف دون مقابل ليتأهلوا إلى الدور ثمن النهائي، وأبرز “مقابلة الداربي كانت مختلفة عن النهائي، شباب بلوزداد وبعد النهائي الذي خسروه كانوا أكثر رغبة في الفوز وكان لديهم حماس فوق اللازم” ، مضيفا “شاهدنا مباراة مغلقة من الجانبين، وكل طرف كان يسعى عن الضربة القاضية، حتى أن مولودية الجزائر لعبت بـ 3 مسترجعين”، وتابع ضيف “دزاير توب” “الكأس هي من تختار الفريق الفائز وشباب بلوزداد الآن، لديه حظوظ كبيرة في التتويج، ولو أنّه الجميع يعلم بأنّ كل المباريات صعبة في الكأس”، وزاد “اللقاء كان ثأري بالنسبة للاعبي شباب بلوزداد وكانوا محفزين أكثر من المولودية، خاصة وأنّه كانوا يريدون استعادة ثقة الأنصار بعد النتائج السلبية وخسارة كأس السوبر”
“لمسة راموفيتش بدأت تظهر مع شباب بلوزداد ”
وأثنى ذات المتحدث على لسمة المدرب الجديد لنادي شباب بلوزداد، الصربي الألماني سيد راموفيتش، قائلا : “لمسة المدرب راموفيتش بدأت تظهر للعيان، وقد نجح في مهمته في المبارتين الأخيرتين، كما أنني شاهدت أمورا أخرى تؤكّد نجاح هذا المدرب وهو تعامل اللاعبين معه حيث سارعوا لمعانقته وتحس بأنّهم مرتاحين بالعمل معه، حيث تمكن من إزاحة الضغط الذي كان عليهم بتحقيق الفوز في اللقاء، وأيضا مباراة السوبر التي خسرها الفريق بركلات الترجيح، كان الفريق منهزما بثنائية دون مقابل واستطاع العودة في النتيجة وكان بإمكانه تسجيل أهداف أخرى”.
“الأندية الجزائرية تتحمل مسؤولية مغادرة لاعبيها إلى الدوري الليبي”
وفي تعليقه على قضية هجرة اللاعبين الجزائريين نحو الدوري الليبي خلال فترة التحويلات الشتوية الجارية، وكان آخرها الثنائي اسماعيل بلقاسمي (اتحاد العاصمة)، طاهر بن عامر (أتلتيك بارادو)، قال لمين كبير : “سبق لي العمل في المنتخب الأول في ليبيا، وأرى أنّه بعد الحرب بدأت أندية ليبية في تطوير مستوى الدوري بالتعاقد مع لاعبين كبار ومدربين كبار، وما يقومون به من خلال التعاقد مع العديد من لاعبي شمال إفريقيا في الفترة الماضية يؤكّد طموحاتهم”، ليضيف المدرب السابق لنادي أولمبي الشلف “حاليا كل لاعب يتجاوز السن 30 فإنّ يفكّر في مصلحته، حتى أنّ الفرق الجزائرية غير المنظمة من الناحية الإدارة تتحمل المسؤولية في مغادرة هؤلاء اللاعبين”
“قرار “الفاف” بمنع برمجة المباريات في رمضان قرار صائب”
وفي سياق منفصل، أيّد المدرب لمين كبير قرار الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، بمنع برمجة مباريات الفئات الشبانية خلال شهر رمضان المبارك، وأوضح :” أنا يميع قرار الفاف بمنه برمجة مباريات الفئات الشبانية في النهار في رمضان”، وتابع “من الصعب على اللاعبين الشبان اللعب صباحا ويبقوا طوال اليوم صائمين، كما أنّهم سيجرون الامتحانات في شهر رمضان الفضيل، ومع نقص الإمكانيات التي تعاني منها الفرق فما قامت به الفاف هو الأصح”.
“المدرب الجزائري أثبت كفاءته ويستحق فرصة مع الأندية المحلية”
وفي ختام تصريحاته، دعى ضيف “دزاير توب” رؤساء الأندية في مختلف الأقسام منح الفرصة للمدربين الجزائريين، الذين يثبتون في كل مرة كفاءتهم وجدارتهم، مضيفا في ردّه على تواجده بدون فريق في الوقت الراهن :”لمين كبير هو عينة فقط في الجزائر، هناك المئات من التقنيين العاطلين عن العمل، ومن هذا المنبر أقول أن الإطار الجزائري كفء ويمتلك الكفاءة، والمعاهد تخرج إطارات كل سنة ويكلفون الدولة الجزائرية الكثير، وبالتالي يجب منحهم الفرصة، حتى ول لا يشتغلوا في المحترف الأول أو مع الأكابر فإن هناك فئات أخرى بحاجة إلى خبرتهم وإمكانياتهم”، وأنهى كلامه “بهذه المناسبة أوجه رسالة للمسؤولين على الرياضة في بلادنا، سواء الوزارة أو الرابطات أو المنتخبات والفرق، حتى يضعوا ثقتهم في المدربين الجزائريين، لأنّ الإحصائيات تؤكّد بأنّهم هم من يحققوا النتائج الإيجابية مع النخبة والفرق الجزائرية”.