للمدرسة دور فعال في بناء الفرد و تطوير مهاراته و بناء شخصيته ، مما ينعكس إيجابا على المجتمع، و إن التعليم يعد اليوم من أهم العوامل التي تؤدي إلى إحداث حراك في المجتمع و المدرسة هي المؤسسة الاجتماعية التي أوكلت إليها هاته المهمة بعد وظيفة التنشئة الاجتماعية وهي أهم مؤسسة للتنمية الاجتماعية المتخصصة ، التي تكمل المؤسسة الأولى وهي (الأسرة).
يرى جون ديوي أن المدرسة وقبل كل شيء ،مؤسسة اجتماعية أوجدها المجتمع لإنجاز أعمال خاصة ، وهي الحفاظ على الحياة الاجتماعية و تحسينها .
والمدرسة تمارس وظائف متعددة تتباين بتباين المجتمعات وتباين المراحل التاريخية المختلفة، و يمكننا هنا تمييز أربع وظائف تعكس أهمية المدرسة: أولا، تقوم بوظيفة التنشئة الاجتماعية وهي إعداد الأجيال روحيا و سلوكيا و بدنيا و أخلاقيا ، بغية إكساب الأفراد عضوية جماعية و الاندماج في الحياة و تحقيق المواطنة الصالحة المرغوب فيها، فهي تنمي الإطار الثقافي المشترك ونقل قيم المجتمع وعاداته و أفكاره من جيل لجيل و الحفاظ على التراث وانتقاء أجود مافيه مما يتناسب و التلميذ سنا و فكرا و تقبلا، مع تطهيره من الخرافات ، وتقوم هذه الوظيفة كذلك على تقديم الرعاية النفسية و الاجتماعية لكل تلميذ و تعليمه طرق حل مشاكله بنفسه من دون أن يلجأ لغيره للسمو به إلى الاعتماد على نفسه و التعود على ذلك بكل ثقة وتوافق نفسي اجتماعي، دون أن ننسى مراعاة قدراته و تعليمه لضبط سلوكه و تحقيق أهدافه بطريقة ملائمة للمعايير الاجتماعية ، بالتالي ومع الوقت يكتسب المتعلم العادات الصحيحة السليمة ليطرق بعدها باب التوجيه، وهنا يتم توجيهه و إرشاده لاختيار مجاله التعليمي و التخصصي و ما يترتب عليه من تحديد مهنته التي سيزاولها مستقبلا.
تشجيعا و تحفيزا له يتم منحه امتيازات على السلوك الاجتماعي الجيد .
لا يمكننا أن نهمل الوظيفة الثقافية للمدرسة فهي من أهم الوظائف التي تتولاها وهي تسعى لتحقيق التواصل والتجانس الثقافيين في إطار المجتمع الواسع، وصعوبتها و تعيقدها يكمنان حينما تزداد حدة التناقضات الثقافية والاجتماعية داخل المجتمع الواحد.. أما بالنسبة لوظيفة المدرسة الاقتصادية فتجعلها بالدرجة الأولى مؤسسة إنتاجية تطرح نتاجا وفيرا من الشهادات و المؤهلات المساهمة في زيادة الدخل القومي و تحقيق النمو الاقتصادي.
وأخيرا الوظيفة السياسية التي تتحول من خلالها المدرسة إلى أداة في يد الدولة لتحقيق أغراض و استراتيجيات وسياسة الدولة ،وطبعا فإن كل مجتمع يرسم السياسة التي يرتضيها لنفسه تحقيقا لغاياته.
هاجر ميموني