“المس” الجزائري و “الرقية” المطلوبة .. مقال إذاعة “مونت كارلو ” نموذجا… بقلم الإعلامي رفيق شلغوم

إذاعة مونت كارلو الدولية التابعة لوزارة الخارجية الفرنسية نشرت خبرا كاذيا مقصودا تسيء فيه للجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني بعدما قالت بأن عناصره شاركت في القتال رفقة جيش الأسد بسوريا و روجت لمعلومات عارية تماما عن الصحة .

 

وهنا يطرح السؤال التالي :

 

لماذا نشرت إذاعة مونت كارلو هذا الخبر الكاذب والمسيء للجزائر و لجيشها الوطني الشعبي ؟

 

و الجواب هو التالي :

 

1 ـ إذاعة مونت كارلو الدولية الفرنسية (و التي يتواجد مقرها بالعاصمة باريس) منخرطة في الاستراتيجية الجديدة للآلة الإعلامية الفرنسية والمغربية التي حدد لها هدف واضح ودقيق وهو شن حرب إعلامية على الجزائر دون توقف و بمختلف السبل .

 

وهي من بين أدوات الآلة الاعلامية التي تستعملها الدولة العميقة الفرنسية وحليفها المخزن في استهداف الجزائر .

 

2ـ إذاعة مونت كارلو الفرنسية مديرتها المغربية “سعاد الطيب” وهي من أعوان المخزن المغربي .

 

3 ـ إذاعة مونت كارلو الدولية الفرنسية رئيس تحريرها المركزي “عبد الإله صالحي” وهو أيضا مغربي من أعوان المخزن.

 

4 ـ إذاعة مونت كالو الدولية الفرنسية نفذت أجندة المخزن المغربي المتحالف تاريخيا مع اليمين المتطرف الفرنسي

 

بصمتا مديرة إذاعة مونت كارلو المغربية “سعاد الطيب” و رئيس تحريرها المغربي أيضا عبد الإله صالحي واضحتان وضوح “المصطلحات” التي استعملت في المقال المنشور.

 

ومنها تسمية عناصر جبهة البوليساريو “بالميليشية “.وهو مصطلح لم يسبق و أن أطلق من قبل على عناصر جبهة البوليساريو بوسائل الإعلام الفرنسية (بما فيها مونت كارلو) ،خاصة وأن قضية الصحراء الغربية مسجلة في الأمم المتحدة على أساس تصفية استعمار .و كذلك محاولة الربط بين إيران وحزب الله وجبهة البوليساريو. و كذلك استعمال مصطلح” استقلال” جبهة البوليساريو عن المغرب .

 

بقراءة بسيطة للمقال يتبين أن المقال المنشور خطط له في مخابر المخزن و نشر في إذاعة مونت كارلو الفرنسية ، ولا يهم من يكون “كاتبه” أو “مكان” كتابته، لأن الآلة الإعلامية في وقتنا الحالي تدرك جيدا كيف تنسج السيناريوهات.

 

ولذلك جاء في بداية المقال عبارة أختيرت بخبث : ” أشار مراسل مونت كارلو في دمشق “.

 

للأمانة ، أنا مع متابعة إذاعة مونت كارلو الفرنسية قضائيا وفوق التراب الفرنسي لأنها مست بمؤسسة الجيش الوطني الشعبي التي تعتبر أحد مقدسات الدولة الجزائرية.

 

و بالتالي لا تسامح مع هذه “الجريمة” التي كان وراءها عملاء المخزن المغربي و حلفاؤهم من اليمين المتطرف الفرنسي .

 

مشكلة اليمين الفرنسي المتطرف وحليفه المخزن أن الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني تحول لهما إلى عقدة نفسية لم يستطيعا التعافي منها، رغم مرور عشرات السنين .

 

ففي الوقت الذي يتواجد رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أول السعيد شنقريحة لمدة 7 أيام في الهند يسمع و يرى ، يفاوض و يتفاوض من أجل مصلحة بلده ، نجد الإعلام اليميني المتطرف الفرنسي مصاب” بهوس” المؤسسة العسكرية الجزائرية و رجالها من الجندي البسيط إلى أكبر قائد فيها ،حتى أصبح من يشك أن هذا الإعلام اليميني الفرنسي المتطرف وحليفه من المخزن أصيبا معا وفي وقت واحد ” بمس ” اسمه الجزائر .

 

كنت و مازلت و سأبقى مع الديبلوماسية البرغماتية المحافظة على مباديء الجزائر التاريخية ، لذلك إعتبرت بأن حوار الرئيس تبون الأخير مع جريدة لوبينيون الفرنسية من أروع الحوارات التي أجراها الرئيس تبون في الآونة الأخيرة.

 

وأعتقد أن مفعول حوار الرئيس تبون الأخير وما حمله من رسائل بالغة الذكاء والدهاء و القوة و الثبات قد أربك الحلف اليميني و المخزني وجعلهما يعيدان ترتيب أولويات معركتهما مع الجزائر.. وهي أوراق مكشوفة .

 

للعلم ، على اليمين المتطرف الفرنسي و المخزن المغربي أن يعلما أن الشفاء من “المس الجزائري ” يتطلب “رقية ” خاصة من طرف أهل الاختصاص .

و الرقية الخاصة، مكانها واحد، لكن صاحبها غير معروف .

 

الكاتب : رفيق شلغوم ، مؤسس ،ومدير صحيفة “الجزائر الآن” الالكترونية، وكاتب مقال “رأي” بعدد من الصحف العربية