المغرب: في الذكرى 13 لحركة 20 فبراير.. حقوقيون وناشطون مغاربة يناقشون مستقبل الحركات الاحتجاجية

أكّدت رئيسة فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان الرباط سلا القنيطرة، نجية لبريم، إن سلطة المخزن وضعت مختلف أنواع الحدود الممكنة، مع الحركات الاحتجاجية بالمغرب، واعتبرت أن كل الأطراف المشاركة فيها “مجرد رعايا”، كما أنها أضعفت الأحزاب وقيمتها السياسية.

وفي حديثها عن موقع النساء في الحركات الإحتجاجية، أوضحت سوجار، أن الاحتجاجات أصبحت مبررا للدولة لمواجهة الحقوقيات والمناضلات بسلاح جديد، يقوم على التشهير والاضطهاد، وهي الحملات التي ارتفعت بشكل كبير وازدادت شراسته منذ العام 2011، مشيرة إلى أنه بالإضافة إلى تعنيف الأمن، ظهر التشهير إعلاميا والجر إلى القضاء والزج في السجون.

واعتبرت الفاعلة الحقوقية، أن تنامي الاحتجاجات خلال 13 سنة الأخيرة، جاء ردا على معضلة الحركة السياسية المتحكم فيها، والأحزاب التي وضع لها سقف للتحديات، ما ترك حسبها، فاعلا سياسيا واحدا بالمغرب هو الملك، بالإضافة إلى منع التدخل في قطاعات سيادية كالسياسة الخارجية للدولة والحقل الديني.

وفي نقطة أخرى، قالت سوجار، إن القضاء لا ينصف المواطن أمام الإدارة والدولة ويصطف إلى جانب الإدارة على حساب المواطن الذي تخونه مؤسسة العدالة حين يحتاجها.

وأضافت المتحدثة، أنه من أسباب تنامي الاحتجاجات، إنعدام النقاش العمومي بين الفاعلين السياسيين بكل أطيافهم، وإنعدام النقاش المبني على الأفكار والتصوارت والأجوبة على المعضلات الموجودة حاليا.

وفي تطرقها لتعامل السلطات مع الحركات الاحتجاجية، وخاصة النساء المشاركات فيها، أكدت سوجار، أن المدافعات على حقوق الإنسان بالإضافة إلى الإعتقال، تعرضن للتشهير والضرب في عروضهن، والهجوم على حياتهن الخاصة، مشيرة إلى أن الحركة الحقوقية بالمغرب لا تتحدث عن الهجمات العديدة التي تتعرض لها المدافعات على حقوق الإنسان.

وخلصت سوجار، إلى أن قوة الاحتجاجات وشدة التضحيات تعطي أملا في التغيير القريب والذي سيتحقق بالوحدة ضد عدو الديمقراطية، بنقاش عمومي حول الأفكار والتصوارت والقيم.

حراك التعليم امتداد موضوعي للحركات الاحتجاجية 

اعتبر الكاتب الوطني للجامعة الوطنية للتعليم التوجه الديمقراطي بالمغرب، عبد الله غميمط، أن حراك التعليم ما هو إلا امتداد موضوعي للحركات الاحتجاجية التي عرفها المغرب، نظرا لاستمرار الأزمة البنيوية على مستويات عديدة على رأسها قطاع التعليم.

وأفاد غميمط، أن شرارة حراك التعليم، انطلقت مع اللقاءات التي دامت سنتين، حول النظام الأساسي، خلال ولاية سعيد أمزازي، والتي لم تسفر عن خروج أي نظام أساسي وإنما اتفاق 2019 الذي لم يرضي أطراف عديدة، والذي لم ينفذ وتسبب في تراكم الملفات، وكان سببا مباشرا في تشكل عدد من التنسيقات.

وأكد الكاتب الوطني للجامعة الوطنية للتعليم التوجه الديمقراطي، أنه لولا الوحدة النضالية لرجال ونساء التعليم، بكافة فئاتهم، لما تحقق أي من المطالب وما كان ليصرف “درهم زيادة لرجال التعليم”.

ودعا غميمط، إلى تقوية النقابات، وتجاوز أزمة العمل النقابي، من خلال الانخراط الجماهيري وعدم ترك الفرصة للدولة لتدمير والهجوم على مكتسبات الطبقة العاملة.

وخلص غميمط، إلى أن حراك التعليم كان درسا لجميع الفاعلين السياسيين والنقابيين والحقوقيين، ويجب الإستفادة منه ومننتائجه، من خلال “لم الشمل” والنقاش بين كل التنسيقيات والنقابات والوقوف على أخطاءنا بشكل جماعي والاعتذار عند الخطأ… من أجل مواجهة أكبر معارك التعليم والتي تكمن في خوصصة المدرسة العمومية.