المنهاج الدراسي… بقلم هاجر ميموني

من أهم المواضيع التي تهم التربية : “المنهاج الدراسي” وهو الركيزة الأساسية للتربية، استخدم و يستخدم كأداة مجتمعية دولية لتحقيق الأهداف و المساعي لأبناء المجتمع ، و كذا تحقيق الخطط التنموية الشاملة على المدى الطويل و القصير.

المنهج أو المنهاج curriculum يرجح من بين تعريفاتها أنها لفظة ذات أصل إغريقي تعني سباق الخيل و الطريقة التي يسلكها الفرد “نهج” و قد وظفه اليونان في التربية مرتبطا بالفنون السبعة: النحو، البلاغة، المنطق، الحساب ،الهندسة ،الفلك و الموسيقى.

أما مفهوم المنهج الدراسي تقليديا فهو مجموعة المواد و المقررات الدراسية التي يدرسها المتعلم من المدرس الخاص بالمادة أو المقرر الدراسي ، وهو عبارة عن مجموعة من المعلومات و الحقائق و المفاهيم والأفكار التي تكون على شكل مواد دراسية. و تركز المادة الدراسية على النواحي العقلية و مسألة إتقان المادة الدراسية دون التنويع في طرق التدريس و وسائله التعليمية و أساليب التقويم ناهيك عن عدم مراعاة الفروقات الفردية والقدرات الذهنية و العقلية بين المتعلمين ،ويكون المعلم ملقنا فيه ومسيطرا.

أما المفهوم الحديث للمنهج الدراسي فقد تركز برسمه لأهداف تربوية تراعى فيها الأهداف الشاملة و المناسبة لنواح مختلفة من شخصية المتعلم مناسبة لمستواه ، فالمنهج الحديث موجود في نشاطات و إبداعات المتعلمين و خبراتهم لا في الكتب، ويترجم الأهداف إلى مواقف .

و يتكون المنهاج من عدة مكونات أساسية متداخلة و مترابطة مع بعضها البعض ،يؤثر كل منها في الآخر و محصلتها في الختام هي إحداث تغيير في سلوك المتعلم و أول مكون له هو “الأهداف” أو المرامي أو الغايات ،فكما لكل إنسان هدف يسعى لتحقيقه وكلما كان هذا الهدف واضحا كلما سهل عليه تحقيقه ،كذلك في مجال التربية والتعليم فإن الأهداف هي التغيرات التي نريد أن يحدثها المنهاج في سلوك المتعلم و شخصيته نتيجة لمروره بخبرات تعليمية محددة و تفاعله معها و إن تحديد الأهداف والغايات يساعد على تنسيق الجهود و توجيهها لاختيار المحتوى و الطريقة و الوسيلة و التقويم ، و يشترط في المناهج أن تكون متماشية مع فلسفة المجتمع و ثقافته و حاجاته و واقعية بالدرجة الأولى و تنقسم إلى أهداف بعيدة المدى و أهداف مرحلية و أهداف جزئية.

أما المكون الثاني فهو المحتوى وما يشمله من قيم و مبادئ ونظريات و معارف و يشترط ارتباطه بالأهداف ارتباطا مباشرا وثيقا ،صادقا من الناحية العلمية مراعيا لميول و حاجة و ثقافة المتعلم.

ثم نعرج إلى طرائق التدريس أو الأسلوب المخطط الذي يستعمله المعلم لمساعدة المتعلمين على اكتساب الخبرات ، وتختلف طرق التدريس حسب اختلاف طبيعة الموضوع، ومن الأسس العامة التي تجعل الطريقة ناجحة هو مراعاتها لسن المتعلمين و قدراتهم و ميولاتهم وتثير تفكيرهم و تطلعاتهم، مع مراعاة التسلسل المنطقي في عرض المحتوى بالتوافق مع نظريات و أساليب التعلم باحترام الحجم الزمني للحصص.

ثم نتطرق إلى مكون آخر وهو الوسائل التعليمية وهي الأجهزة والمواد التي تستعمل في مجال الاتصال التعليمي قصد توضيح فكرة أو توسيع مفهوم أو شرح موضوع و يعد الكتاب المدرسي أهمها ، وكلما تنوعت الوسائل تنوعت أساليب تعزيز التعلم و تزيد من قدرة المتعلم في دقة الملاحظة و تكوين اتجاهات إيجابية نحو المادة…

إضافة إلى الأنشطة التربوية الصفية و اللاصفية و التي يمكن تعريفها على أنها البرامج التي تقوم بها المدرسة سواء تم تنفيذها داخل المدرسة أو خارجها ،ما يهم هو أن هدفها إثراء المقرر الدراسي و تنمية قدرات و معارف و اتجاهات المتعلمين ،كما أن مشاركتهم في هاته الأنشطة تزيد من قدرتهم على الإنجاز و التفاعل .

وأخيرا التقويم ، وهو أشمل من التقييم و يعتمد على التشخيص و قياس نتائج البيانات وبعد ظهور النتائج يتم تقويمها، و نحن كمعلمين نقيم النتائج ولا نقوم الكفاءات ،ومن أدواته الإختبارات بأنواعها و الواجبات اليومية و المقابلة و أدوات الملاحظة و غيرها… و يجدر بنا الذكر أن التقويم الجيد يبنى بعيدا عن الارتجالية و العشوائية و أن يكون تعاونيا عمليا .