بعد أن عزل نفسه واتّبع أجندات مشبوهة.. الجزائر تمضي في بناء علاقات متينة بين الدول المغاربية بعيدا عن المغرب

أعلنت رئاسة الجمهورية أن رئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، اتفق مع نظيره التونسي، قيس سعيّد، ورئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد المنفي، على عقد لقاء مغاربي ثلاثي، كل ثلاثة أشهر، على أن يكون الأول في تونس بعد شهر رمضان.

وذكر ت في بيان لها أول أمس الأحد أن الرئيس تبون وسعيّد والمنفي تدارسوا الأوضاع السائدة في المنطقة المغاربية، حيث خلص اللقاء إلى ضرورة تكثيف الجهود وتوحيدها لمواجهة التحديات الاقتصادية والأمنية بما يعود على شعوب البلدان الثلاثة بالإيجاب”.

ومن خلال هذا اللقاء الثمين، يتأكد مرة أخرى، سعي الجزائر إلى توحيد دول المغرب العربي، والعمل على مواجهة التحديات الراهنة التي تعيشها الجارة ليبيا، حيث تعاني من أزمة أمنية وسياسية خانقة منذ إسقاط نظام معمر القذافي، أدت إلى سقوط آلاف القتلى من الليبيين.

بالإضافة إلى تونس التي تعيش أزمة اقتصادية خانقة، بسبب تردّي قطاع السياحة الذي يعدّ المرود الرئيس للبلاد.

وكانت مصادر قد ذكرت لـ”العربي الجديد” أن الرئيس تبون أوفد قبل أسبوعين وزير الخارجية أحمد عطاف في جولة شملت تونس وليبيا وموريتانيا، سلّم خلالها رسائل خطية للدول الثلاث. وذكرت حينها أنها تتعلق بمقترح لخلق إطار مشترك يتيح تنسيق المواقف ومناقشة مشكلات المنطقة المغاربية.

وتؤكّد الخطوة مقدرة الجزائر على تجاوز تعنت المغرب الذي عطل مسار الاتحاد المغاربي، حيث يصر نظام المخزن على حرمان الشعب المغربي من حقه في الوحدة مع الشعوب المغاربية، من خلال اتباعه لأجندات خارجية مضرة بمصالح دول المغرب العربي.

ويرى مراقبون أن الجزائر تعتبر أكبر وأقوى دولة في المنطقة، وهي الأجدر في لمّ الشمل المغاربي وتوحيد سياساته واقتصاده بما ينفع شعوب الدول الثلاث، في انتظار انضمام موريتانيا التي تواجه هي الأخرى تحديات اقتصادية جمّة، لا يمكن تجاوزها بالشكل اللازم إلا بالاتحاد مع الدول الثلاث.

وكان الرئيس تبون، قد أعلن خلال كلمة له على هامش الاجتماع الـ 41 للجنة التوجيهية لرؤساء دول وحكومات الوكالة الإنمائية للاتحاد الإفريقي “نيباد”، أن الجزائر ستدشن خلال العام الجاري مناطق حرة مع خمس دول إفريقية لتعزيز التجارة البينية؛ بداية بموريتانيا ثم دول الساحل، مالي والنيجر، بالإضافة إلى تونس وليبيا”.

وستزيد هذه المشاريع الاقتصادية الضخمة التي بادرت بها الجزائر  في عزلة المغرب، والتي اختارها بنفسه حينما قرّر تجاوز المكانة المحورية الجيواستراتيجية التي تتميز بها الجزائر في المنطقة.