منذ أن نشرت وكالة الأنباء الجزائرية قبل أيام برقية تحت عنوان: ” عبد المجيد تبون، رئيس جامع للشمل”، والذي أكدت فيه أن الرئيس تبون يعتزم إطلاق مبادرة صلح بهدف “لم الشمل”، مع نشطاء جزائريين معارضين من “أجل فتح صفحة جديدة معهم”، والإرهابي الفار إلى الخارج، محمد العربي زيتوت، لا يهدأ له بال كونه قد تأكد له وبشكل قطعي، أنه غير معني بهذه المبادرة، حيث أكدت البرقية أن يد رئيس الجمهورية ممدودة للجميع ما عدا دعاة الفتنة ممن أداروا ظهرهم لوطنهم أو من تجاوزوا الخطوط الحمراء.
زيتوت استبق، من خلال خرجة جديدة على اليوتيوب، على عادته، صاحب مبادرة “لمّ الشمل”، التي لا يعرف عن مضمونها أحد، وراح يُظهر على هاتفه ما أسماه “تصريح شرفي”، يبدو من شكله أنه مفبرك وملفق، زاعما أن السلطة “عرضتها للتوقيع على قدماء الفيس”، حتى يلتزموا، وفقا لتوقيعهم، “بعودتهم إلى الجزائر في إطار المبادرة، بممارسة كل نشاطاتهم الإعلامية والسياسية والإشادة بكل مشروع يخدم وحدة البلاد ويصون سيادتها.”
وبعد أن ادعى أن “قدماء الفيس” رفضوا التوقيع على هذه الوثيقة، بدأ زيتوت، في محاولة يائسة منه لمناكفة مبادرة الرئيس والاستخفاف بجديتها، إقناع أتباعه بكونها “مشابهة لمبادرات سابقة، على غرار قانون الرحمة، والوئام المدني والمصالحة الوطنية”، وذلك بهدف التقليل من شأنها، ظاهريا، والحرص على أن يُفهم متابعيه أنها “غير ذات جدوى”، لكن نبرة كلامه وادعاءه الملفق لوجود هذه الوثيقة وبأن هناك من اشترطوا على السلطة العودة إلى الجزائر دون توقيعها، أثبتت أنه يأمل في أن تشمله مبادرة لمّ الشمل، إلى الحد الذي لفظ معه عبارة “احنا خاوة خاوة إذا لبيتم مطالبنا واستمعتم لنا”.
زيتوت الذي اختلق مزاعم “التصريح الشرفي” ظهر وكأنه صدقه، يكذب ويصدق أكاذيبه، فراح يحذر “معارضي النظام”، بعدم تصديق السلطة وأوصاهم بالامتناع عن العودة إلى البلاد حتى ولو شعروا بالحاجة إلى زيارتها والوحشة لفراقهم لها وبعدهم عنها، وأضفى على دعوته هذه جوا دراميا يحيل على مشاهد المسلسلات العاطفية الحزينة، جعل من خرجته مجرد بروباغندا سخيفة وتافهة لا يصدقها حتى هو.
وحتى يبدو كلامه وجيها لمستمعيه ومشاهديه راح زيتوت يهين أمير الجيش الإسلامي للإنقاذ التائب، مدني مزراق، واصفا ما قام به على أنه “تنازل عديم الفائدة للنظام الجزائري”، كما توجّه إلى القيادي في الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحلة، علي بن حجر، حيث أخذ عليه “تراجعه عن الأهداف الرئيسية” وخاصة الحراك الشعبي، والتي لا يدركها زيتوت أصلا، كونها غير موجودة سوى في رأسه المصابة باضطرابات عقلية، تدفعه دائما وأبدا لأن يدعو إلى بث الفتنة ونشر البلبلة والتآمر على تخريب وطن ضحى من أجله الشهداء بالغالي والنفيس.