بعد صافرة حكم لقاء جنوب إفريقيا والمغرب برسم ثمن نهائي بطولة كأس إفريقيا للأمم 2023 بكوت ديفوار، بات عرش ملك المغرب محمد السادس في مهبّ الرّيح، فقد أنهت تلك المباراة التي ستبقى في سجل هزائم المنتخب الوطني المغربي، مفعول حقنة الكان المهدّئة إلى الأبد.
كرة القدم التي كانت وسيلة أساسية في عملية ممنهجة الغرض منها إلهاء الشعب المغربي عن رؤية واقعه المرّ لم يعد لسحرها من وجود، فقد طفت إلى سطح الأحداث اليومية بالمغرب مشاكل غلاء الأسعار وندرة السلع وانهيار القدرة الشرائية، التي أضحت تؤرّق معيشة المواطن المغربي البسيط الذي أنسته نشوة انتصارات وهمية وزائفة في لعبة الجلد المنفوخ حقيقة أوضاعه التي يتحكم نظام المخزن في تفاصيلها الدقيقة.
الشعب المغربي قرّر بعد الهزيمة المدوية التي تلقاها لاعبو منتخبه من قبل منتخب البافانا بافانا أن يملأ الشوارع مجدّدا للمطالبة بحقوقه الاجتماعية المتراكمة وتحقيق وعود حكومة المخزن الكاذبة والمؤجلة، والتي كانت كرة القدم المغربية تسمح بالصبر عليها.
نظام المخزن المنهار والمفلس لا يملك الموارد والميزانيات الكافية من أجل إسكات جحافل الشعب المغربي الهائجة والتي فطنت لمخططاته الخبيثة وحيله الماكرة في إلهائه ولفت أنظاره عن واقعه بمخدر انتهى مفعوله أخيرا، فالمخزن كان يعوّل كثيرا على الكان من أجل إطالة حالة الإلهاء التي امتدت من كأس العالم بقطر إلى غاية كأس إفريقيا للأمم بكوت ديفوار.
وأخيرا زالت عن المغاربة السّكرة وأيقظتهم الفكرة وهم الآن يفكّرون جديا بالعودة إلى الشارع بقوة، من أجل تنظيم احتجاجات حاشدة وواسعة تشمل جميع مدن المغرب، ولن تتوقف حتى تتحقق جميع مطالبه الاجتماعية والسياسية وتلك المتعلقة بإنهاء التطبيع وبلورة موقف واضح ومبدئي مع الشعب الفلسطيني، أو يكون مصير نظام المخزن الزوال.
لقد أفسد الخروج المبكر للمنتخب المغربي من الكان مخططات المخزن بالسيطرة على الشارع، والشعب المغربي الآن في حالة غليان بسبب الظروف المعيشية الصعبة ورفض المخزن إنهاء التطبيع مع الكيان الصهيوني، والانصياع إلى مطالب الشارع المغربي المنتفض والملتهب تضامنا مع غزة ورفضا للاستمرار في إقامة علاقات وطيدة ووثيقة مع من يقتل يوميا مئات الفلسطينيين الأبرياء.
الشعب المغربي لن يعود إلى البيت هذه المرّة حتّى يُسقط نظام المخزن الذي حوّل حياته إلى جحيم، هكذا قرّر أحرار المغرب وشرفاؤه، ولن تجدي من الآن فصاعدا حقن المخزن المهدئة نفعا أمام إصراره على انتزاع جميع حقوقه المهضومة.