الجزائر العاصمة- إلى حيث تأسس المنتدى الدولي للدول المصدرة للغاز بالعاصمة الإيرانية طهران عام 2001 م، تنقلت فرقة التلفزيون الجزائري لتقف على تجربة هذا البلد في الإعتماد على الغاز الطبيعي كوقود أزرق للسيارات، وهو أحد المحاور الأساسية في جدول أعمال قمة الغاز بالجزائر.
وأشار موفد التلفزيون الجزائري، سفيان مقنين، إلى العدد الهائل من المركبات التي تسير في شوارع العاصمة الإيرانية طهران بشكل يومي طيلة ساعات النهار وما يصحب ذلك من تلوث خانق، مما دفع بالحكومة الإيرانية إلى تشجيع سائقي هذه المركبات، خصوصا أصحاب العربات الكبيرة وسيارات الأجرة، إلى استخدام الغاز الطبيعي وقودا بدلا من المازوت ذي المحتوى الكبريتي العالي، حيث أن استخدام الغاز الطبيعي يساهم في خفض الإنبعاثات الملوثة للهواء بشكل ملحوظ، كما أن قوامه الغازي يمنع تسربه مما يقلل من التأثيرات الضارة بالتربة أو المياه الجوفية.
ولتحقيق هذا الغرض، أضاف المتحدث، أنشأت الجمهورية الإسلامية الإيرانية محطات كاملة توزع الغاز الطبيعي في ظل إقبال كبير على تحويل السيارات إلى مستهلكة للغاز.
وفي هذا السياق، ثمّن أحد سائقي الأجرة الإيرانيين هذه الخطوة، حيث أحصى مزايا إستخدام الغاز الطبيعي من ثمنه الزهيد وتوفره بكميات معتبرة، إذ تملك إيران ثاني أكبر إحتياطي غاز في العالم، فضلا عن كونه صديق للبيئة وآمن في الإستخدام لأنه أخف وزنا من الهواء، وبالتالي فإنه يتلاشى في الغلاف الجوي بسرعة في حال حدوث تسرب. كما أن استخدام الغاز الطبيعي كوقود للسيارات آمن على المحركات، بل ويزيد من العمر الإجمالي للمركبة ويرفع كفاءة توزيع واستهلاك الوقود، ويجعل المحركات تعمل بسلاسة وهدوء أكبر.
وفي لقاء مع المدير العام للشركة الوطنية الإيرانية للغاز، أكد الدكتور مجيد شقيني على تشجيع الدولة المواطنين لإستهلاك هذه الطاقة النظيفة، حيث وضعت الحكومة الإيرانية خُططا تدعم سائقي المركبات بمختلف أحجامها وتساعدهم على تحويل سياراتهم إلى مستهلكة للغاز، وتهدف هذه البرامج إلى الحد من التلوث البيئي، لافتا إلى أن منظومة استخدام الغاز الطبيعي كوقود للسيارات توسعت بشكل غير مسبوق في ضوء الدعم الحكومي الكبير خلال الفترة الماضية، والذى تمت ترجمته إلى برامج ناجحة نفذها قطاع البترول على مدار السنوات السابقة لزيادة معدلات تحويل السيارات للعمل بالغاز وتحقيق الإنتشار لمحطات تموينها على مستوى الجمهورية، حيث بلغ اليوم عدد المركبات التي تعمل بالغاز الطبيعي أربعة ملايين وحدة.
كما وجدد المدير العام دعوته إلى القطاع الخاص حتى يقدم يد العون من خلال تزويد المركبات بخزانات وقود الغاز الطبيعي.
د. هناء سعادة