جون ديوي “المدرسة والمجتمع”… بقلم هاجر ميموني

جون ديوي “المدرسة والمجتمع”… بقلم هاجر ميموني

يقر، جون ديوي، أن مرحلة الطفولة هي أهم مرحلة يمر بها الإنسان، خصوصا السنتين الأخيرتين منها وأن الطفل يعد المحور الأساسي الذي تدور حوله العملية التعليمية التربوية ،فمن الضروري أن تُدرس ميولاته واتجاهاته المنطقة من حاجاته الأساسية التي ستحدد لفلسفة التربية لاحقا.

ولا يوجد طفل بمعزل عن المجتمع ولاطفولة بلا مجتمع، ولا ينشأ الفرد إلا داخل مجتمعه، فهذا الأخير ييسر على الفرد النمو.

والمجتمع عند ديوي عدد من الناس المرتبطين ببعضهم ، لأنهم يعملون ضمن خطوط عامة وبروح عامة ويلتقون بأهداف عامة، وقد كان طموح جون ديوي بناء مجتمع ديمقراطي بوضع توازن بين قيمة الفرد وقيمة المجتمع.

وبين الطفل والمجتمع هنالك “التربية” ، التي اعتبرها ديوي عملية دائمة ومستمرة للفرد ليساهم في بناء المجتمع، كما أنها العملية التي يستطيع بها المجتمع أن ينقل أهدافه المكتسبة من أجل الاستثمار.

والتربية في المدرسة تكمن في تقوية الملاحظة لدى الطفل وتنمية الوعي والولع نحو الصفات الخلقية في العالم الذي يعيش فيه.

ويتم ربط الطفل هنا بالمدرسة التي تعتبر بيئة ديمقراطية تسعى لإيجاد مواطن ديمقراطي، وهي صورة مصغرة للمجتمع ذات نظام محكم، تصبح حياة الطفل الغرض الوحيد المسطر فيها فهي تدربه على الحياة التعاونية لتغذية وعيه وتحضره للمشاركة في نقل الحضارة البشرية، كما أنها تبسط الحياة الاجتماعية وتعهد النشاطات التي ألفها الطفل في البيت و المجتمع فتنمي القوة الاجتماعية و بعد النظر لدى الطفل.

ويدعو جون ديوي إلى ربط المدرسة بالواقع من خلال فك الانغلاق عنها و ربطها بحياة الطفل من خلال تحديد الغايات التربوية، وفتح المجال أمام الطفل وإعطائه حرية التعبير و صنع الأشياء.

هذه الأهداف تتحقق حسب ديوي إذا تم إعداد منهاج محكم، ويكون باختيار وتدرج المواد الدراسية الذي ينبغي أن يكون بالرجوع إلى تغذية سليمة للاتجاهات السائدة ، وتحديد طريقة عمل المعلم بتقسيم المنهاج على أساس تقدير كمية المادة الدراسية، وكذلك استدعاء خيال الطفل بوصفه عاملا في التعلم والابتكار.

وقد ذهب ديوي إلى أن محتويات المنهاج ليست مهمة بقدر أهمية الطريقة التي يعالج بها المعلم هذه المحتويات، ومن ثم دعا المدرّس إلى عدم التقيد بطريقة من الطرق، بل باختيار الطريقة المناسبة التي تلائم درسه ومستوى تلاميذه وظروفهم النفسية.

وعارض بشدة أسلوب التقليد في أنشطة المدرسة وحصر دور المنهاج في التقوية والمساعدة لا في الابتكار، كما لم يحبذ المنهاج الرتيب الجامد، حيث توجد الحاجة للتركيز والتغيير من وقت لآخر، رافضا تضخيمه محذرا من التخمة المعرفية، داعيا لاستدعاء خيال الطفل بوصفه عاملا في التعلم والابتكار.