طالبت حركة المقاطعة “بي دي إس المغرب” السلطات بفتح تحقيق رسمي ومُستقل في محتوى الحاوية التي وضعتها سفينة”Maersk Detroit” بميناء طنجة المتوسط، والتي يرتقب أن تتم إعادة شحنها على متن سفينة “Nexoe Maersk” في اتجاه الكيان الصهيوني.
ودعت الحركة في بيان لها السلطات المغربية إلى الكشف عن مسارات هذه الحاوية ووجهتها النهائية، والتأكد من محتوى الحاويات التي تحمل نفس الرمز البريدي لقاعدة نيفاتيم الجوية، والتصرف وفقا لما تمليه المسؤولية القانونية والأخلاقية.
وطالبت “بي يدي إس” السلطات باتخاذ الموقف الصحيح إزاء سفينة “Nexoe Maersk” حين عودتها ومنعها من الرسو في ميناء طنجة المتوسط لتتسلم الحاوية المذكورة وتنقلها إلى أيادي الكيان الصهيوني.
وعبرت حركة المقاطعة عن تحيتها العالية لعمال الموانئ في طنجة الذين تمكنوا من تعطيل الجدول المعتاد للعمل على السفينة المحمّلة بمعدات عسكرية لصالح الاحتلال، رغم التضييق الكبير الذي تمارسه إدارة الميناء على أي نشاط نقابي، مع تجديد تضامنها اللامشروط مع عمال الموانئ في طنجة والدار البيضاء الذين رفضوا أن يكونوا طرفًا في جرائم الاحتلال.
كما استنكرت التضييق الواسع الذي تعرضت له التحركات الشعبية السلمية ضد “سفن الإبادة”، وما تعرض له المتظاهرون من انتهاك لحقهم في التجمع والتعبير.
وقالت الحركة “عبر ميناء طنجة المتوسط، تسمح السلطات المغربية بتسهيل إيصال شحنة كبيرة من أجهزة تحليل الأسطح (Surface Analysts)، وهي الأجهزة الأساسية في عملية صيانة طائرات F-35 القتالية، والضرورية للحفاظ على قدرتها القتالية والتدميرية. وهذه الطائرات يستخدمها جيش الاحتلال الإسرائيلي بشكل مباشر في المجازر في حق الشعب الفلسطيني في غزة والعدوان على لبنان وسوريا ضمن جرائم حرب موثّقة”.
وأضافت “انطلقت سفينة Maersk Detroit من ميناء هيوستن في 5 أبريل، حاملةً الحاوية رقم CAAU2253429، القادمة من مصنع لوكهيد مارتن (Lockheed Martin) والمتوجهة إلى ميناء حيفا المحتلة، ومنه برًا إلى قاعدة “نيفاتيم” العسكرية، حيث يوجد الأسطول الجوي لجيش الاحتلال الصهيوني، فضلًا عن مقر صيانة طائرات F-35 الحربيّة الذي تديره شركة لوكهيد مارتن..
ووصلت السفينة إلى ميناء طنجة المتوسّط في 21 أبريل الجاري في تمام الساعة 05:17 صباحًا، وغادرته بتاريخ 22 أبريل على الساعة 14:49 بعد الظهر. وتُظهر مواقع التتبع الرسمية أن الحاوية فُرّغت على الرصيف 2 الذي تديره ميرسك بعدما قضت السفينة وقتًا أطول من المتوقع في الرصيف بفضل موقف العمال الشجاع”.
وزاد البيان “يظهر كذلك تأخرٌ في موعد الشحن على متن سفينة “Nexoe Maersk” نتيجة تأخر هذه الأخيرة على مشارف ميناء الدار البيضاء لـ40 ساعة عن وقتها المقرر، إذ كان من المقرر رسوها في 18 أبريل، لكنها لم تتمكن من ذلك إلا حوالي الساعة الخامسة والنصف من فجر يوم الأحد 20 أبريل، وسارعت إلى مغادرة ميناء الدار البيضاء متجهة إلى ميناء الخزيرات على الساعة التاسعة من مساء اليوم نفسه عوض منتصف الليل كما كان مقررًا. ويتوقع وصولها إلى ميناء طنجة المتوسط في 23 أبريل على الساعة الخامسة مساءً لتحمل الحاوية إلى وجهتها النهائية، ما لم تتحمّل السلطات مسؤوليتها وتتدخل بدلًا من الاستمرار في التنصّل”.
واعتبرت “بي دي إس” أن ردّ سلطات ميناء طنجة المتوسط، الذي يدّعي “الجهل بمحتوى الحاويات” ويختزل دور الميناء في كونه “نقطة عبور”، هو تملص صارخ من المسؤولية؛ فرسو هذه السفن في الموانئ المغربية ليس مجرد تفصيل لوجستي عابر، بل هو تواطؤ مباشر في جرائم الإبادة المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني. وأيّ تبرير لعبور الشحنات العسكرية تحت غطاء “إعادة الشحن الدولي” لا يُعفي من المسؤولية الأخلاقية والجنائية، بل يُدخل المعنيّين في قائمة المتواطئين وفقًا للقانون الدولي.
وحملت حركة المقاطعة شركة ميرسك وكل من سَهَّل ويستمر في تسهيل مرور هذه الشحنات المسؤولية القانونية والأخلاقية عن دعم جرائم الإبادة، مؤكدة أن جميع محاولات الشركة للتملص من مسؤوليتها تنطوي على التضليل.