بعث رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، اليوم الاثنين، رسالة تهنئة للشعب والجزائر بمناسبة ذكرى 1 نوفمبر 1954.
وكتب رئيس الجمهورية في رسالته “ولَئِنْ كَلَّفَتْ مُحاربة التجاوزات من الوقتِ والجُهْدِ في سبيل استعادة هيبة الدولة وفرض سلطان القانون، فإنـها لم تَحُدَّ من إرادة التغيير، ولم ولن تُؤثِّر في وتيرةِ وَضْع التعهدات التي التزمنا بـها، مَوْضِعَ التنفيذ الصارم، والتوجُّه ببلادنا نحو الإنعاشٍ الاقتصاديٍّ، والتنميةٍ الـمُستدامة، في كُلِّ ربوع الوطن، ونحو إعادةِ الجزائر إلى مكانتِـها في الـمحافل الجهوية والدولية، لتؤدي الدَّوْر الـمحوري الجديرةِ به في الـمنطقة وفي العالم “.
كما أكد الرئيس تبون بالصورة أن الشعب الجزائري خاض إبان الثورة التحريرية تضحيات تحت لِوَاءِ جبهة وجيش التحرير الكفاحَ الـمُسلَّحَ الـمرير، مُوقِنًا بالنَّصْرِ، وقال:” فبرغْمِ ما حَشَدتْه فرنسا الاستعمارية من آلةِ القمع والتنكيل، وما وصل إليه جنُونُ التمادي في نَشْرِ الدَّمار الشامل بسِيَاسَةٍ الأرْضِ الـمحروقة، أبَى ثُوَّارُ الجزائر الأحرار إلَّا أَنْ يَثْبُتُوا لأزيدَ من سَبْعِ سنواتٍ في حَرْبٍ ضَرُّوسٍ مُختلةِ الـموازين، ويُسقطوا الـمُراهناتِ على إخْمَادِ وَهَج ثورة التحرير الـمباركة، التي أَصبحتْ بِصُمُودها الـملحميٍّ، وبالثَّبَات على اِنْتزاعِ النَّصر الـمُبين .. أو نَيْلِ الشهادة، مَضربًا للأمثال في البَذْلِ والتضحية، وإعلاءِ قِيَم الحُريّةِ والكرامة.”
وتابع: “إن جزائرَ الخير والنماء التي ضَحَّى من أَجْلِ حُرِّيتـِها واستقلالها ووحدتـِها الشهداءُ والـمجاهــدون، لَيْسَت أملًا نَتَطَّلع إليه فحسْب، بل هي في هذه الـمرحلة هدَفُنا الإستراتيجي الذي نَتَجنَّدُ حوله جميعًا، في الجزائر الجديدة، بثقةٍ لا تَتَزَعْزع في قُدُرات الأمـة، وفي طاقاتـِهـا الهائلة التي عانَتْ من الشَّللِ والتعطيل بفعل التَجاوزات والانحرافات الـمُتراكمة على مدى سنوات طويلة”.
كما هنأ رئيس الجمهورية الشعب الجزائري بالمناسبة، خاصة وأنها تتزامن مع انعقاد القمة العربية، مؤكدا أن الشَّعبَ الجزائري الكريم الـمضياف، الحريص على التضامن العربي يستقبلُ بحفاوةٍ ضيوفَه مِن الـمُشاركين في القمَّة الواحدة والثلاثين لـمجلس جامعة الدول العربية، وكتب:”هنيئًا لنا الاحتفاءُ مع أشقائنا العرب في بَلَدِهِم وبين إخوانـهم بهذا اليوم الأغر ونحن نستحضر معهم مَباديء ومُثلَ رسالة نوفمبر الإنسانية النبيلة نُجدِّدَ فيه الوفاءَ للتضحيات الجسيمة التي تَحمَّلَ الشَّعبُ الجزائري مآسيـها بِشَرفٍ وكبرياء، إلى أن ارْتَفعتْ رايةُ الحرية والاستقلال في سمائنا، لِنَقِفَ تحت ألوانِـها اليوم بإجْلالٍ وخُشوع تَرحُّمًا على أرواح الشهداء الأبرار، ولِنَتوجَّهَ بالتَّحية والتقديــــر للمجاهدين الـميـــامين، مَتَّعَهُمُ اللهُ بِالصّحَّةِ وَطُولِ العُمْرِ.”