“رشاد” الإرهابية.. أداة ضمن مشروع صهيو-مخزني يسعى لتدمير الدولة الجزائرية

“رشاد” الإرهابية.. أداة ضمن مشروع صهيو-مخزني يسعى لتدمير الدولة الجزائرية

في آخر فيديو له بدا عضو حركة رشاد الإرهابية المنشق، يحيى مخيوبة، نادما على ما وصفه بـ “التضحيات غير المستحقة”، التي بذلها خلال فترة الحراك وما تلاه من أجل أعضاء في هذا التنظيم، ولعله ألمح بشكل يكاد يكون واضحا للمدعو العربي زيتوت الذي يحاول في الفترة الأخيرة شيطنة مبادرة الرئيس تبون في لمّ الشّمل، وعند هذه النقطة كان مخيوبة غير متفق تماما مع زيتوت حيث أنه بدا من كلامه منفتحا على المبادرة، لدرجة أن خطابه كان مليئا بالهدوء وتقبّل الجميع.

مخيوبة وخلال أسبوع حافل بالمداخلات عبر اليوتيوب والمناشير في فيسبوك هاجم بشراسة المدعو أمير ديزاد، دون أن يذكره بالاسم مكتفيا بوصفه بـ “البياع”، أكد أن هذا الأخير استخدم الحراك وما صاحبه من قضايا مسّت الكثير من رموزه والمتعاطفين معه، فقط من أجل تحقيق “الترند والبوز” لجمع المزيد من الأموال والإثراء عبر إكثار الكلام في تلك القضايا، وفي نفس الوقت استخدامها كمطية لركوب الموجة والظهور بمظهر “مساند القضايا العادلة” وأيضا “محامي الضعفاء والمدافع عنهم”، وهذا تماما –حسب مخيوبة” ما قامت به آسيا قشود التي أرادت أن تتحول إلى أيقونة للحراك تُكسبها ثقة الحراكيين، لتستخدمها في تحصيل الأموال من ضحاياها من المغرر بهم والحمقى والمغفلين.

ومع افتضاح أمر كل من زيتوت وأمير ديزاد وآسيا قشود، بدأ الخلاف بين أعضاء رشاد يتفاقم، وازداد بشكل خاص بعد انشقاق يحيى مخيوبة وإعلانه الحرب ضد من وصفهم بـ “الانتهازيين”، وبالأخص عندما سرّب مخيوبة معلومة مفادها أن أمير ديزاد طلب في وقت سابق من العربي زيتوت، عندما كانت علاقتهما على ما يرام، أن يرسل إليه تصريحًا أو وثيقة تثبت أنه ليس عضوًا في حركة رشاد، بما يتيح له أن يتنصّل من أيّ التزام معها بعدما تبيّن له أنّ هذا التنظيم يسير لا محالة نحو الغرق، بعد ذلك أرسل أمير ديزاد هذه الوثيقة إلى محامٍ جزائري عبر وسيط لمحاميه الفرنسي حتى يضع حدا لصلته بمنظمة رشاد الإرهابية.

وهكذا تأكد لأعضاء جماعة رشاد أن أمير ديزاد لن يضحيّ من أجلهم كما كانوا يعتقدون، واتضحّ لهم أنه يناضل فقط من أجل مصالحه الشخصية التي لن يخدم شيئا آخر سواها، وأنه مستعد لأن يتخلى عن أي شيء في سبيلها، وعند هذه النقطة تفطن القوم إلى أن أمير ديزاد شخص منحرف وسيضرّ بحركتهم عاجلا أو آجلا، ما جعلهم يفكرون بجدية في التخلص منه حيث قاموا بتشكيل فريق عمل مهمته وضع حد لنشاطه، خاصة بعدما اكتشفوا أنه ليس لديه أيّ ميل لمعتقداتهم الفكرية المرتكزة على “الإسلام السياسي”.

ومع مرور الوقت بدأ أعضاء حركة رشاد يكتشفون حقيقة أمير ديزاد، الذي اتضح لهم أنه يقود شبكة من المنحرفين في فرنسا، معظمهم من المهاجرين الجزائريين، يستخدمهم بغرض مهاجمتهم، حيث يسعى على الدوام لأن يورطهم مع العدالة الجزائرية، خاصة بعد أن فضح نفسه مع المدعو هشام عبود واكتشف الجميع أنهم عملاء للمخزن مهمتهم تنفيذ أجندة مغربية صهيونية لإثارة الفوضى والفتنة في الجزائر من أجل إضعاف لحمتها الشعبية، حتى يتسنى لهم –كما يخططون- التحكم في اتجاهها السياسي المعادي للتطبيع ومن ثمّ السيطرة عليها وفرض مشروع هيمنة أجنبية على الدولة الجزائرية.

وفي سياق آخر، يعمل زيتوت وزملاؤه في التنظيم الإرهابي، دهينة ومسلي وآخرون، في الأثناء، على جانبين مرتبطين ببعضهما، الأول يسعون من خلاله إلى تحريك الشارع وإثارته، واللعب على عواطف الناس بضرورة إحياء الحراك، بما يسمح لهم هذه المرة بقيادته من البداية، أما الجانب الثاني فيتمثل في التشكيك بجدية وصدق الرئيس تبون في مبادرته للمّ الشمل، ويعوّلون على نجاحهم في إقناع “معارضة الخارج” بهذا الأمر حتى تزداد حظوظهم في بثّ اليأس من وجود أي أفق مفتوح للتغيير الذي يأملونه، ما يمكنهم من تأجيج الشارع وتأليبه ضد السلطات السياسية والأمنية.

ومن خلال ما تقدم من معلومات وتحاليل نستطيع أن نتأكد أن حركة رشاد الإرهابية، وكل من يدور في فلكها أو تعامل معها في السابق وحاليا دخل معها في صراع، هم مجرد دمية في يد التحالف المخزني الصهيوني الذي يسعى لبث الفوضى في الجزائر، من أجل تقسيمها أو تدميرها أو فرض الهيمنة عليها.

أحمد عاشور