التمارين الرياضية تحسن من صحتنا لكن تشير الأبحاث إلى أن الأشخاص يستجيبون بشكل مختلف للتمارين المتماثلة، فحتى لو كان الجميع يقومون بنفس التمارين فإن بعض الأشخاص يصبحون أكثر خفة من غيرهم وبعضهم يفقدون وزنا أكبر أو يسيطرون بشكل أكبر على معدل السكر في دمهم.
ويعتقد معظم العلماء أن الوراثة والوجبات الغذائية والعوامل الجسدية والمزاجية لها دور كبير في حياتنا وهي تشكل كيفية تفاعل أجسامنا مع التمارين، لكن بعض العلماء يشتبهون في أهمية توقيت الوجبة حيث أن العضلات تحتاج إلى سكر أو دهون أثناء التمرين، ويمكن أن يأتي من آخر وجبة تناولتها أو من المخزون الموجود في أجسادنا.
وعند ممارسة الرياضة على معدة فارغة ، تستطيع المعدة عمل تغيرات هرمونية تساعد على حرق الدهون وتعمل على بناء عضلات ، ويمكن بعدها تناول فطور صحي غني بالبروتين لزيادة فاعلية التمارين في تكوين عضلات صحية .
ويعتبر السكري من أكثر الأمراض الخطيرة والمتزايدة ، ولكن ممارسة الرياضة قبل الفطور تساعد على الحماية من عدم تحمل الجلوكوز ومقاومة الإنسولين ، ويساعد ذلك في السيطرة على سكر الدم وخاصة لدى مرضى سكري النوع الثاني .
إن القيام بممارسة أنواع التمارين البسيطة مثل المشي ، وثب الحبل ، الركض ، السباحة واستخدام جهاز المشي من أفضل الأشياء التي يمكن القيام بها قبل الفطور لتنظيم سريان الدم والتحكم في مستوى ضغط الدم ، مما يساعد في الوقاية من الإصابة بارتفاع ضغط الدم.
يستخدم جسم الانسان الطاقة المختزنة لديه بينما يكون نائما ليلا خلال عملية الميتابوليزم ، وتساعد ممارسة التمارين الخفيفة صباحا قبل الفطور على إعادة شحن الجسم وتعزيز مستوى الطاقة مجددا ، ولا ننسى ضرورة الحصول على فطور صحي بعدها أيضا إن ممارسة الرياضة على معدة فارغة يساعد على حرق المزيد من الدهون ، لذلك تعتبر خيارا جيدا للأشخاص ايلذين يسعون لإنقاص أوزانهم سريعا ، لأنهم بحاجة إلى التخلص من السعرات الحرارية التي يتم حرقها بالمقارنة مع السعرات الحرارية المستهلكة .
بعض هذه الدهون تشكل مشاكل خاصة إذا ما تراكمت أكثر من اللازم. فهي تساهم في مقاومة الأنسلوين وارتفاع مستويات السكر في الدم وزيادة مخاطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني والحالات الأيضية الأخرى، لذلك قام الباحثون في إنجلترا وغيرها
من المؤسسات في التساؤل عما إذا كان توقيت الوجبة قد يؤثر على مقدار الدهون التي تحرقها العضلات أثناء التمارين.
وللنظر في القضية قاموا بتجنيد 30 رجلا من ذوي الوزن الزائد، اختبر الباحثون اللياقة البدنية لهم وحساسية الأنسولين وتم تقسيمهم لثلاث مجموعات، الأولى كانت كعنصر تحكم واصلوا حياتهم المعتادة، وبدأت المجموعتان بممارسة الرياضة في الصباح ثلاث مرات أسبوعيا مع تتبع لمعدل ضربات القلب وكمية الدهون والسكر التي أحرقوها.
كما تم منح مجموعة مشروب طاقة قبل ساعتين من ممارسة الرياضة، والمجموعة الأخرى تناولت مشروبا وهميا ولم تكن تعلم بذلك، وبعد التمرين تناول المشاركون الذين لم يحصلوا على شيء مشروب الطاقة والمجموعة الأخرى تناولت المشروب الوهمي.
ستمر هذا الروتين لمدة ستة أسابيع، ووجد الباحثون أن كلا المجموعتين حسنوا من لياقتهم الرياضية وضيقوا محيط الخصر، ومع ذلك فإن الدراجين الذين مارسوا الرياضة على معدة فارغة قاموا بحرق ضعف كمية الدهون من الأشخاص الذين تناولوا المشروب قبل الرياضة، وعموما تشير هذه النتائج إلى أنه من المحتمل أن تحصل على المزيد من حرق السعرات الحرارية دون الزيادة في شدتها أو مدتها عن طريق التمرين قبل وجبة الإفطار.
وإن أسباب زيادة حرق السعرات الحرارية على الأرجح لأن المجموعة التي مارست الرياضة على معدة فارغة اضطرت أجسادهم للجوء لمخازن الطاقة الداخلية للحصول على الوقود بما في ذلك الدهون المخزنة في العضلات، ومن المثير للإهتمام أن الأشخاص الصائمين لم يشعروا بأنهم استنزفوا أكثر من المجموعة الأخرى وفقا لأقوالهم بعد كل تمرين.
والمفتاح الرئيسي هو الصيام لفترة طويلة عن الطعام ومن ثم ممارسة الرياضة ولا يوجد فرق بين فترة الليل أو النهار، لذا إذا كنت ترغب في تحفيز جسمك وزيادة مستوى الحرق لديك استيقظ مبكرا وابدأ ممارسة رياضتك المفضلة لكن الدكتور يحذر إذا كان جدولك لا يسمح من ممارسة الرياضة على معدة فارغة فلا تعرقلها ويضيف بأن أي نشاط بدني هو مفيد للجسم وهو أفضل من لا شيء.
قد يكون هذا أمرا مثير للدهشة ، ولكن ممارسة الرياضة في الصباح تساعد على تعزيز القدرة على النوم ليلا، لأنها تعمل على ضبط إيقاعات الساعة البيولوجية للجسم، وتزودك بالطاقة اللازمة خلال النهار، وبالتالي تعمل على تحسين النوم ليلا .
إن ممارسة التمارين الرياضية قبل الفطور تمد الجسم بالطاقة وتحسن سريان الدم، كما أنها تخلصه من الإدمان على السكر والكافيين، وهي من أسوأ العادات الضارة بصحة القلب، وبالتالي تساعد في الحفاظ على صحة القلب.
إن البدء بممارسة التمارين الرياضية صباحا يعزز صحة العقل ويقوي الذاكرة ، كما يساعد على زيادة تدفق الدم إلى الدماغ ، مما يحمي من خطر الإصابة بالخرف، وتساعد ممارسة الرياضة صباحا على تهدئة الأعصاب وبالتالي تقلل مستوى التوتر ، وهذا التأثير يبقى حتى نهاية اليوم .
وإن ممارسة التمارين الخفيفة صباحا مثل المشي وغيرها ، يساعد في الحصول على جهاز مناعي قوي، مما يحسن كفاءة الأجسام المضادة، وزيادة القدرة على مقاومة الكثير من أنواع العدوى.