عقب إتمامه تفسير القرآن الكريم… الشيخ أبو جرة سلطاني لدزاير توب: هو جهد كبير دام 12 عاما واعتمدت فيه على أزيد من 5000 مرجع

أنهى، فجر الأحد، المفكر والسياسي الجزائري الشيخ أبو جرة سلطاني، تفسير القرآن الكريم، الموسوم بـ “حركة القرآن المجيد في النفس والمجتمع والتاريخ”، المتضمن لأكثر من 17500صفحة، في 25 مجلدا، وذلك بعد 12 عاما من العمل.

 

وعن هذا العمل الذي سيتم طبعه بدار الشامية، قال المفكر والسياسي الجزائري الشيخ أبو جرة سلطاني، في تصريح لدزاير توب: “هو جهد كبير اعتمدت فيه على أزيد من 5000 مرجع من كتب التفسير والحديث والتاريخ والفكر والحضارة والموسوعات العلمية”.

 

وأكد سلطاني، أن العمل استغرق 12 عاما تفرغ له من كل الالتزامات ما عدا ما كان ضروريا، كما أشار: ” قدمت للتعريف به مقدمةً من 35 فكرة، غطت 165 صفحة، ضمنها ما هو ضروري للقارئ قبل قراءة هذه المحاولة الجديدة “.

 

وأضاف، المفكر والسياسي الجزائري: “هذا العمل هو محاولة لفهم كتاب الله بأسلوب ميسر فيه كثير من الواقعية والطرح العملي، وأن هذا العمل سميته على بركة الله “حركة القرآن المجيد في النفس والمجتمع والتاريخ”، وحاولت فهم كلام الله بين المأثور ومشكلات الإنسان بلغة عصرنا وبلسان هذا الجيل والأجيال القادمة إن شاء الله”.

 

وأورد الشيخ أبو جرة سلطاني: “اعتمدت في إنجازه على عدد ضخم من المصادر القديمة والمراجع الحديثة في مختلف التخصصات، واطلعت على ما وصلته يداي من تفاسير معتمدة وشروح السنّة والفقه والدراسات القرآنية”.

 

وقال، ضيف دزاير توب أيضاً: “قبل استكمال هذا الجهد عرضت نسخة من 1200 صفحة تضمنت تفسير الفاتحة وسورة البقرة، على أهل الاختصاص والخبرة، وعلى الراسخين في العلم في 16 دولة، وعقدت 05 جلسات مع أهل الفضل هنا في الجزائر حضرها نخبة من المهتمين بالقرآن المجيد ومن القائمين على المرجعية في وطني، كما عقدت بعدها 03 جلسات خارج الوطن مع مراكز بحث ودونت جميع الملاحظات والاقتراحات وتوكلت على الله لاستكمال محاولة الفهم، ولما أنهيت المسودة الأول وكتبتها عكفت على تدقيقها وتوثيقها وتحقيق كل كلمة فيها مما اضطرني إلى قطع صلتي بالعالم الخارجي لمدة طويلة والتفرغ لهذه المهمة النبيلة، والحمد لله الذي وفقني لإنجازها على الوجه الأكمل الذي أسأل الله أن يتقبله مني، ويكتب له القبول في الأرض وفي السماء، ليقول الناس في شخصي ما تسمح لهم به أخلاقهم، وليتناولوا عرضي وسيرتي وتاريخي بما تسول لهم به أنفسهم”.

 

وشدد محدثنا في تصريحه: “أنجزت هذا العمل ابتغاء وجه الله وليس طمعا في مدح الناس، وأظن أنه عندما يصدر في حلته المرموقة ويقرأه من تسرع في النقد والجرح، سيعلم أن الله “جل جلاله” يسر هذا القرآن للذكر وجعل لكل جيل حظه فيه من الفهم الملائم لزمانه وظروفه، ولم يأذن لرسوله “صلى الله عليه وسلم” بأن يفسره للناس كاملا لأنه لو فسره لأغلق باب الاجتهاد بدليل أن الآيات التي فسرها- وهي قليلة جدا- لم تعد قابلة للتأويل ولا حتى للمناقشة

 

واسترسل كذلك: ” القرآن نزل للبشرية كلها إلى قيام الساعة، لأنه كتاب حياة ومن عوامل حياته سعة استيعابه لقضايا الأمم في كل عصر، وأنه منذ 15 قرنا تقريبا وأهل العلم ينهلون منه لأزمنتهم وهو كالجدول العذب الرقراق لا تنقضي عجائبه ولكل زمان قضاياه في شؤون الحياة أما العقيدة فثابتة كثبوت الحلال والحرام”.

 

وكشف الشيخ سلطاني: “الجديد في هذه المحاولة أنها جاءت بلغة عصرنا وبلسان أمتنا وترافق تطلعاتها وهمومها وأزماتها وبحثها عن الخروج من ظلمات رانت عليها منذ تخلت عن أسباب عزتها، كما أن هذه المحاولة تطرح قضايا أمتنا بواقعية وتقترح حلولا ربانية من منطلقات أنه لا يمكن أن يصلح حال هذه الأمة إلا بما صلح به أولها.

 

كما كشف، أنه ذكر في المقدمة الطويلة أزيد من 40 مسألة في علوم القرآن لو صبر المتسرعون بالحكم على ما لم يقرأوا منه حرفا لعلموا أن محاكمة النوايا لله وحده، وأن عقول الصغار تهتم بالشخص، بينما العقول الكبيرة تهمها الفكرة، تهمها الحكمة والخلاص مما هو فيه، والحكمة ضالة المؤمن أين وجدها فهو أحق الناس بها، وأن في تفسيره لسورة النمل تعجب كيف تقبل سليمان “عليه السلام” نبأ جاءه به الهدهد، ولم يقل له: أنت طير صغير ما دخلك في السياسة والمُلك؟”.

 

كما عبر عن تعجبه من أمر الله الذي أيد كلاما قالته ملكة سبأ، فعندما قالت لقومها: “إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً”، عقب الله “جلّ جلاله” على حكمها على الملوك بالإثبات فقال: “وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ”، والأمثلة كثيرة في هذا السفر المبارك.

 

وختاماً، قال ضيف دزاير توب: “الحمد لله أنني عشت مع كتاب الله 12 عاما فتح الله علي ما بصرني بحقيقة النهاية فتغيرت نظرتي للحياة ولعلاقتي بالله – جل جلاله -، فلم أعد اهتم بما يقوله الناس فقد يكون في ما يقولون خير لي عند الله القائل: “عَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ”، مضيفاً ” أحمد الله الذي أمد في عمري ومتعني بالصحة ورزقني قدرة على سهر الليالي وفتح علي مغاليق كنت أجهلها فعشت في صحبة كلامه العزيز في نعمة حجبت عني كثيرا مما يحب الناس الخوض فيه”، وأن العبرة بالخواتيم، سائلاً الله حسن الخاتمة.