إن المرحلة التي وصلت إليها فلسطين توحي بمدى تفرق الأمة الإسلامية، وبشكل آخر هي دلالات ومؤشرات للخذلان لبعض الملوك والرؤساء العرب تجاه القضية الأولى، وتوضح مدى الولاء الأعمى للعم سام الذي يعطي للكيان المصطنع أريحية على التمادي وانتهاك المواثيق والعهود لخدمة مصالحه ونشاطه الاستيطاني.
ما تشهده المنطقة يشكل تهديداً مباشراً لدولتي مصر و الأردن اللتين تربطهما بالكيان اتفاقيات ومواثيق من أجل السلام التي أراها في الأساس مواثيق واتفاقيات مؤقتة قابلة للطي حسب خططهم ولرؤيتهم التوسعية في المنطقة لأجل بلوغ أهداف إقامة دولة إسرائيل الكبرى التي سوف تمحو دولا عربية من الخريطة، وما حدث مؤخرا مؤشر واضح لهشاشة الاتفاقيات لتتجدد المجاز وسفك لدماء الأطفال والنساء في القطاع غزة، حيث تستحضرني أية في القرآن الكريم لقوله تعالي “أوكلما عاهدوا عهدا نبده فريق منهم بل أكثرهم لا يؤمنون” صدق الله العظيم.
وبهذا يتجلى جليا تشكل تهديد قريب واضح للأمن القومي المصري والأردني وأن نار الحرب سوف تعصف بهم لا محالة في ضعف بصيرة العرب، حيث كان مداها في إسقاط العراق وتمزيقه وإضعافه داخليا لتنتقل النار لسوريا بحجج أو أخرى ليتخبط بخطط البناء والتعمير وإصلاح ما يمكن في غفلة لشعوبها لتمتد إلى لبنان لتصاب بالشلل الإداري والمالي، إضافة إلى تأزم نظامها الداخلي وبذلك اكتمل تطويق الجبهة الشمالية وعملوا على إسقاط نظام دولة اليمن وإضعافه من قبل تحالف الشر الإماراتي بحجة محاربة أنصار الله الحوثيين بسطوهم على الحكم بطريقة غير شرعية.
في انتظار لحظة سقوط دولة مصر من الداخل تحت مسميات أو تأثيرات الحروب الناعمة على شعبها لتكمل معالم رسم حدود دولة إسرائيل الكبرى كما أرادوه مند عقود في غفلة أصحاب الديار إذ يستوجب التحرك في ظل المستجدات والأوضاع الراهنة قبل فوات الأوان وما يحدث في قطاع غزة اختبار حقيقي لقدرتها على مواجهة المخططات التي تستهدف الوجود.
إن عدم ردود فعلية موحدة من قبل مصر والأردن تنبئ بكارثة في منطقة الشام والشرق الأوسط ومؤشرات للاستسلام والخضوع للكيان المصطنع في سابقة لم يشهدها تاريخ الأمة العربية و الإسلامية.