أطلت قناة عمو يزيد للأطفال، يوم أمس، بشاشة سوداء على جمهورها الواسع المقدر بملايين الأطفال والعائلات، وهو ما أثار ضجة كبيرة في الصفحة الرسمية للقناة اذ توجهوا إليها للمطالبة باصلاح الخلل التقني إلا أنهم تفاجأوا في الأخير بتوقف البث لأسباب مادية خانقة، وهو ما أدخلهم في حالة من الصدمة والحزن.
ولم تعلن إدارة القناة بشكل رسمي خبر إغلاق القناة نهائيا، ولكنها توقفت عن البث بسبب ضائقة مالية خانقة تمر بها على مدار 3 سنوات كاملة، هذا الذي صدم الجماهير التي عبرت عن تضامنها مع القناة وطالبت بعودتها نظرا لتعلق الأطفال بها، بينما اكتفى القائمون عليها بالرد عليهم: “ألف شكر لكم ربي يقدرنا.. دعواتكم لنا بالتوفيق”.
ويعتبر غلق القناة، في حالة ما ثبت هذا الأمر، خسارة فادحة للمشهد الإعلامي الجزائري خصوصا مجال إعلام الطفل الذي يجب أن يحظى باهتمام أكبر، خاصة وأن جرأة عمو يزيد كانت كبيرة إذ عزز المشهد بإصدارت أدبية قيمة كمجلة عمو يزيد التي أسسها رغم كل العراقيل والصعوبات وكذلك سلسلة حكايات عمو يزيد في هدف منه للتشجيع على القراءة.
وبالنظر لما حدث فإن ذلك يطرح تساؤلات عديدة عن مدى معاناة القنوات التربوية الجزائرية الموجهة للأطفال من نقص الدعم المالي والمرافقة خاصة قناة عمو يزيد التي ركزت في برامجها على زرع القيم الوطنية وتكوين النشء، وتقديم الدروس التعليمية لمختلف الأطوار والبرامج الدينية وغيرها، وأيضا عن مدى معاناة القائمين على هذا المشروع النبيل الذين قدموا تضحيات مادية جسيمة لأجل تأسيسه رغم كل الصعوبات، ولكن الواضح أن الصمود بات صعبا للاستمرار في ظل هذه الظروف القاسية.
وتجدر الإشارة إلى أن مسار القناة منذ اطلاقها بتاريخ 16 أفريل 2022 ثري بأكثر من 200 أغنية للطفل بعد ما كانت الساحة فارغة تماما من الانتاج، وقد شكل عمو يزيد طفرة في حفلات الطفولة وجولاته المجانية عبر كامل ربوع الوطن باقبال خرافي عليها نظرا لشعبيته وشهرته الواسعة. كما أن الفنان المحترم عمو يزيد خدم الوطن والطفولة على مدار سنوات طويلة إذ كان يجوب الوطن بحفلات مجانية هادفة بغية اسعاد العائلات والأطفال بينما في السابق كان يتم جلب فرق أجنبية ثمن التذكرة الواحدة فيها لا يقل عن 2000 دج.
حنان مهدي