ليس من ضمنها المغرب.. دول عربية تعلن “الرفض القاطع” لتصريحات نتنياهو حول تهجير سكان غزة وإقامة دولة فلسطينية على الأراضي السعودية

أكدت السعودية ودول عربية عدة الأحد “الرفض القاطع” لتصريحات رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو بشأن تهجير الشعب الفلسطيني وإقامة دولة له في المملكة الخليجية.

في حين لم يصدر أي تعليق لنظام المخزن حول تصريحات نتيناهو، وكذلك تصريحات لمحللين صهاينة من كون المغرب هو أحد البلدان التي يفكر الكيان الصهيوني جديا في أنها ستوافق على استقبال سكان غزة عندما يتم تهجيرهم من القطاع.

وينسجم هذا الصمت المخزني المطبق مع سلوكه خلال الحرب الصهيونية على قطاع غزة والضفة الغربية، حيث أنه وفي وقتٍ كانت تباد فيه غزة وتسعى دول ومنظمات إلى دفع الاحتلال الصهيوني لوقف عدوانه على الأشقاء، من خلال ممارسة كل أشكال الضغط، أعلن النظام المغربي من خلال تمثيليته لدى الكيان الصهيوني عن فتح أبوابه للصهاينة، بالرغم من الأصوات الحرة المغربية التي كانت، ولا تزال إلى الآن، تدعو إلى قطع العلاقات مع الكيان المحتل ووقف التطبيع.

واعتبر الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط الأحد تصريحات نتنياهو عن إقامة دولة فلسطينية في السعودية “انفصالا تاما عن الواقع”، مشيرا إلى أنها “أوهام لا وجود لها الا بأذهان من ينطقون بها”، في موقف تبنته مصر والإمارات وقطر.

وحتى نشر هدا التقرير لم يصدر أي موقف رسمي عن المغرب الذي تربطه علاقات قوية مع السعودية، تجاه هده التصريحات، ويعتبر المغرب من بين الدول التي طبعت علاقاتها مع الكيان الصهيوني وحافظت على علاقاتها معه طيلة حرب الإبادة التي مازالت مستمرة في غزة، وذلك بالرغم من خروج عشرات المظاهرات الشعبية الحاشدة أسبوعيا، طيلة 15 شهرا الماضية، في جل مناطق المغرب للمطالبة بوقف التطبيع،

وجاءت هذه التصريحات التي اعتبرها الإعلام العبري مجرد “مزحة” بعد يومين من اقتراح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إعادة تطوير قطاع غزة ونقل أكثر من مليوني فلسطيني يعيشون فيه إلى دول أخرى، في مقدمتها مصر والأردن.

وقالت وزارة الخارجية السعودية في بيان “تؤكد المملكة رفضها القاطع لمثل هذه التصريحات التي تستهدف صرف النظر عن الجرائم المتتالية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي تجاه الأشقاء الفلسطينيين في غزة، بما في ذلك ما يتعرضون له من تطهير عرقي”.

وأضافت أن “هذه العقلية المتطرفة المحتلة لا تستوعب ما تعنيه الأرض الفلسطينية لشعب فلسطين الشقيق وارتباطه الوجداني والتاريخي والقانوني بهذه الأرض، ولا تنظر إلى أن الشعب الفلسطيني يستحق الحياة أساسا”.

وأكدت أنّ “الشعب الفلسطيني الشقيق صاحب حق في أرضه، وليسوا دخلاء عليها أو مهاجرين إليها يمكن طردهم متى شاء الاحتلال الإسرائيلي الغاشم”.

وتابعت “تؤكد المملكة أن حق الشعب الفلسطيني الشقيق سيبقى راسخا، ولن يستطيع أحد سلبه منه مهما طال الزمن”، مشيرة إلى أنّ “السلام الدائم لن يتحقق إلا (…) بالقبول بمبدأ التعايش السلمي من خلال حل الدولتين”.

وكان نتنياهو أثار الكثير من الجدل الخميس بتصريحه عن إقامة “دولة فلسطينية في السعودية”، خلال مقابلة مع القناة 14 الإسرائيلية.

لكن الأمر برمته بدا ناتجا من زلة لسان من محاوره الصحافي اليميني يعقوب باردوغو في سياق سؤاله عن رفض السعودية التطبيع بدون إقامة “دولة فلسطينية”.

فقاطعه نتنياهو مستفسرا “دولة فلسطينية”، قبل أن يتابع “إلا إذا كنت تريد أن تكون الدولة الفلسطينية في المملكة العربية السعودية. لديهم (السعوديون) الكثير من الأراضي، لديهم الكثير من الأراضي”.

تصريحات نتنياهو أثارت تنديدا عربيا واسعا

ودانت مصر السبت بـ”بأشد العبارات التصريحات غير المسؤولة والمرفوضة جملة وتفصيلاً” لرئيس وزراء الكيان العبري.

وأكدت أنها “ترفض بشكل كامل هذه التصريحات المتهورة والتي تمس بأمن المملكة وسيادتها”، مؤكدة أنّ “أمن المملكة العربية السعودية الشقيقة واحترام سيادتها هو خط أحمر لن تسمح مصر بالمساس به، ويعد استقرارها وأمنها القومي من صميم أمن واستقرار مصر والدول العربية ولا تهاون فيه”.

بدورها، أعلنت قطر “تضامنها التام” مع السعودية إثر التصريحات الإسرائيلية، فيما أعلنت البحرين “الوقوف إلى جانب أمن واستقرار وسيادة” السعودية.

وندد الأردن بـ”الدعوات العدوانية لإقامة (دولة فلسطينية) على أراضي المملكة العربية السعودية، باعتبارها دعوات تحريضية مدانة”.

وأكد الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية سفيان القضاة “رفض الأردن المطلق لهذه التصريحات الاستفزازية والتي تعكس فكرا إقصائيا تحريضيا معاديا للسلام وتدفع نحو مزيد من التصعيد في المنطقة”.

وبالنسبة إلى الفلسطينيين، فإن أي محاولات لإجبارهم على الخروج من غزة من شأنها أن تعيد ذكريات “النكبة” لدى تأسيس دولة إسرائيل في عام 1948.