أبرز رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، يوم 25 ديسمبر الفارط، أمام ممثلي الشعب في غرفتي البرلمان المجتمعتين بقصر الأمم في دورة استثنائية، المكاسب المحققة خلال السنوات الأربعة الماضية في مجالات مـختلفة، وذلك عبر مسار منطقي ومدروس بعناية فائقة.
وحسبما ورد في افتتاحية الجيش، فقد تضمّن خطاب الرئيس تبون “الإصلاحات الدستورية والسياسية الرامية إلى ترسيخ دولة القانون وتحصين مؤسسات الدولة ضد أي انحرافات، مرورا إلى الإصلاحات الاقتصادية العميقة الهادفة لتنويع الاقتصاد، وصولا إلى التكريس الفعلي للطابع الاجتماعي للدولة وتحسين مستوى معيشة المواطن”.
ولقد أكدت كل الإنجازات التي تجسدت إلى حد الآن، سواء على المستوى الدستوري أوالسياسي أوالاقتصادي أو الاجتماعي، صوابية التوجه الذي تبناه رئيس الجمهورية نهجا إصلاحيا لبناء الجزائر الجديدة، لا سيما وأن الظروف التي ميزت المشهد غداة انتخابه استدعت تكثيف العمل لتعزيز ثقة الشعب الجزائري في مؤسسات دولته، تضيف الافتتاحية.
وكان واضحا من البداية أن الإصلاحات الشاملة التي تم تنفيذها بشكل متدرج واعتماد الحوار البنّاء ثقافة لتسيير الشأن العام ستكلل بالنجاح، خاصة بعد أن تجاوزت بلادنا الأزمة الخطيرة التي مرت بها، بفضل تلاحم الشعب الجزائري مع جيشه الوطني الشعبي، في هبته المباركة مطالبا بالتغيير وإحباط مـخططات الجهات المتربصة بأمتنا.
وجاء في الافتتاحية أيضا: “إن ما تحقق في ظرف أربع سنوات على الأصعدة المذكورة، يبعث على الأمل ويدعو للاستمرار بخطى ثابتة وواثقة على النهج ذاته، بما أن كل المؤشرات والمعطيات تشير، بما لا يدع مجالا للشك، أن بلادنا تتطور بسرعة – مثلما أوضحه السيد رئيس الجمهوية – بفضل شبابها الذي تحلى بإرادة لا تُقهر وأيقن أنه في مستوى الرهانات، وقادر على رفع التحديات والمساهمة بفعالية في مسار بناء جزائر قوية ومزدهرة وشامـخة، مثلما أرادها شهداؤنا الأبرار”.
وتابعت: “على هذا النحو فإن بلادنا ستعمل جاهدة في المرحلة القادمة لتحقيق الأهداف المسطرة، والمتمثلة في بناء نهضة اقتصادية حقيقية، من خلال إعطاء دفع قوي للاقتصاد الوطني، في ظل البرامج التنموية الإستراتيجية التي تم إطلاقها، والتي ستتعزز بدخول مشروع الرقمنة حيز الخدمة نهاية السداسي الأول من سنة 2024، كما ستسعى بكل قوة لتطوير القطاع الفلاحي، بما يمكن من تحقيق الأمن الغذائي، إضافة إلى تكريس الطابع الاجتماعي للدولة”.
وفيما يتعلق بالسياسة الخارجية، ستحرص الجزائر، خلال عضويتها غير الدائمة في مجلس الأمن، على الدفاع عن إفريقيا والقضايا العادلة في العالم، بما في ذلك القضيتين الفلسطينية والصحراوية، مستندة على مبادئ ثورتها الخالدة وقيم البشرية، تتابع الافتتاحية.
ومواكبة لما حققته بلادنا من إنجازات على مـختلف المستويات، ومواصلة لمهامه الدستورية، سجل جيشنا خلال السنة المنقضية حصيلة إيجابية على كافة الأصعدة، أوجزها رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي السيد الفريق أول السعيد شنڤريحة بقوله: “بذل الجيش الوطني الشعبي خلال العام 2023، تحت القيادة الرشيدة للسيد رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، جهودا معتبرة وحقق نتائج تستحق كل الإشادة والتنويه، خاصة في مجال مكافحة الإرهاب المقيت والآفات المتصلة به، على غرار التهريب بمختلف أشكاله والاتجار بالمخدرات والهجرة غير الشرعية والتنقيب غير الشرعي عن الذهب، نتائج ارتقت إلى مستوى آمال وتطلعات شعبنا الأبي، الذي ينعم والحمد لله بالطمأنينة والسكينة عبر كامل ربوع وطننا الفسيح، وذلك بالرغم من السياقات والتطورات الخطيرة، سواء في جوارنا القريب أو البعيد، وكذا تصاعد وتيرة المؤامرات والدسائس التي تستهدف، يائسة، عرقلة المسيرة المظفرة لبلادنا الوفية لمبادئها المستلهمة من ثورة الفاتح نوفمبر المظفرة“.
أخيرا، فإن النجاحات المتتالية والملموسة المجسدة، لاسيما في مجال استعادة الشعب الجزائري ثقته بمؤسساته الدستورية وصون كرامة المواطن، عبر العديد من الإجراءات العملية، والحفاظ على المكاسب والسعي بجد وإخلاص للنهوض باقتصادنا الوطني، تبعث على الفخر والاعتزاز، وتدعونا جميعا للتشبث بمسار بناء الجزائر الجديدة لتحقيق المزيد من المكاسب والإنجازات حفاظا على وديعة شهدائنا الأبرار.