تعيش دولة المخزن حالة من الهوس الأمني المصطنع، حيث يُلاحظ في الآونة الأخيرة تصاعدًا غير مسبوق في الإعلان عن تفكيك خلايا إرهابية بشكل شبه يومي.
ولم تعد هذه المسرحيات المكشوفة تنطلي على أحد، فالإرهاب الحقيقي في المغرب هو الإرهاب الذي تمارسه دولة المخزن ضد شعبها، من خلال القمع والاعتقالات التعسفية والتعذيب داخل السجون.
والغريب في الأمر أن المغرب هو الدولة الوحيدة في العالم التي تدّعي تفكيك خلايا إرهابية بشكل مستمر ودائم، وكأن الإرهاب لا يوجد إلا على أراضيها! والأكثر سخرية أن الأدوات التي يُزعم أن هؤلاء المعتقلين كانوا سيستخدمونها لتنفيذ مخططاتهم الإرهابية لا تتعدى أدوات بسيطة متوفرة في كل بيت، مثل سكاكين المطبخ والمسامير، بينما لا تُرى أيّ أسلحة نارية أو معدات حقيقية كالتي تُستخدم في العمليات الإرهابية الحقيقية حول العالم.
إنّ كل هذه الادعاءات ليست سوى ورقة تلعبها أجهزة المخزن الأمنية لتبرير قمعها الداخلي وفشلها الدبلوماسي، وتلميع صورتها أمام القوى الدولية، من خلال إظهار نفسها كضحية للإرهاب تبذل قصارى جهدها في مكافحته، بينما هي في الواقع أكبر ممارس له بحق شعبها.
وبعد أكثر من 24 ساعة فقط من المسرحية الأمنية التي قامت بها قوات المخزن، خرجت بعض أبواقه بعناوين مثيرة: “كلاشينكوف وبنادق ومسدسات… العثور على أسلحة تابعة لخلية داعش في منطقة جبلية نواحي الراشيدية!”.
هذا التحول المفاجئ من أدوات بدائية إلى أسلحة نارية يؤكد أن المخزن أدرك أن الشارع لم يعد يصدق هذه الأكاذيب، فسارع إلى تعديل السيناريو لمحاولة منح مسرحياته الأمنية بعض المصداقية. لكن مهما حاولوا، تبقى الحقيقة واضحة: كل هذه الادعاءات ليست سوى محاولات بائسة لتبرير القمع الداخلي، وصناعة إنجازات وهمية تخدم أجندات المخزن داخليًا وخارجيًا.
وكانت السلطات المغربية قد أعلنت، الأربعاء الماضي أن مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، “تمكنت من إحباط مخطط إرهابي بالغ الخطورة كان يستهدف المغرب، بتكليف وتحريض مباشر من قيادي بارز في تنظيم “داعش” بمنطقة الساحل الإفريقي.”
وذكر بيان للمديرية أنه “تم تنفيذ هذه العملية الأمنية، بشكل متزامن، في مدن العيون والدار البيضاء وفاس وتاونات وطنجة وأزمور وجرسيف وولاد تايمة وتامسنة بضواحي الرباط، وأسفرت عن توقيف 12 متطرفا تتراوح أعمارهم ما بين 18 و40 سنة، بايعوا تنظيم “داعش” الإرهابي وانخرطوا في الإعداد والتنسيق لتنفيذ مشاريع إرهابية خطيرة.”