أبدت لاعبة مولودية الجزائر لكرة السلة مريم مضوي، أسفها الكبير لما آلت إليه الأمور في بيت النادي العاصمي، وذلك في ظل أزمة المستحقات التي عانى منها الفريق خلال الموسم الماضي رغم النتائج الإيجابية المحققة بعد تتويجه بثنائية البطولة والكأس، حيث شدّدت على ضرورة إيجاد حل عاجل قبل الشروع في التحضيرات للموسم المقبل، فيما طالبت الاتحادية الجزائرية لكرة السلة والوزارة التدخل من أجل الحصول على مستحقاتهن.
بداية هل لكي أن تعرّفي القراء عن نفسك؟
مريم مضوي، من عائلة رياضية، وشقيقة اللاعب والمدرب مضوي خير الدين، متحصلة على دكتوراه في الطب، ولدي تقريبا 35 سنة في كرة السلة، مررت بعدة فرق خاصة في شرق البلاد، أردت أن أختتم مشواري الرياضي في الجزائر بتحصلي على البطولات لذلك انتقلت إلى مولودية الجزائر أنا متواجدة هناك منذ 7 سنوات، كما أنني لاعبة دولية مع الفريق الوطني لكرة السلة.
أنت تتواجدين في نهاية مسيرتك الرياضية، هل سنراك مدربة في المستقبل؟
التدريب لا يستهويني ولا يعني لي الكثير، في السابق كنت أريد أن أدخل إلى ميدان التحكيم في كرة السلة لكن أظن أنني إذا أنهيت مشواري الرياضي سأتفرغ لحياتي العائلية والشخصية.
مسيرتك كلها كانت مع الأندية الجزائرية والبطولة المحلية، ألم تصلك عروضا من الخارج؟
الرياضة النسوية وخاصة كرة السلة،مهمشة في الجزائر بالرغم من وجود لاعبات على أعلى مستوى، في السابق كرة السلة لم تكن مشهورة كثيرا، وخاصة في الإعلام الذي يتجاهلها، ولاحظنا ذلك في مباريات هذه السنة لم تكن منقولة على الشاشات، وبالتالي الرياضة لم تعرف انتشارا كبيرا لدى الجمهور الجزائري وهذه هي النقطة السوداء في الرياضة النسوية بشكل عام.
نتحدث عن تألق فريق مولودية الجزائر أو المجمع البترولي كما كان اسمه سابقا، الفريق يقول كلمته في كل موسم سواء في البطولة أو الكأس، هل ذلك راجع للعمل القاعدي، أم أنّه يمتلك لاعبات محترفات ومن أحسن العناصر في الجزائر ؟
هناك عدة عوامل أبرزها روح المجموعة، وتسيير الفريق، أما العامل الأول فهو المجموعة، في الماضي كنا الفريق يمتلك الحق في ضم لاعبتين أجنبيتين، لكن الفدرالية الجزائرية سنت قانونا جديدا يفرض على الأندية لمنح الفرصة للاعبات الجزائريات وهذا شيء إيجابي بالنسبة لنا، لكن رأينا بأن انعدام الأجنبيات أثر على المستوى الذي تراجع مقارنة بالسنوات الماضية، رغم أن هناك لاعبات يستحقن مكانتهن، واستطعنا تنظيم بطولة قوية هذه السنة، والدليل هو تقارب النتائج، مثل بحرية حسين داي، مجمع كوسيدار وفريق سطيف وغيرها من الفرق، في بعض المباريات كان الفارق بنقطة وحيدة عكس السنوات الماضية، مثلا المباراة النهائية للكأس انتهت بفارق 27 نقطة كاملة، أما فيما يخص روح الفريق، اللاعبات في فريق المولودية منذ 10 سنوات، وهذا من أبرز العوامل التي تسمح للفريق بالتألق مقارنة بالفرق الأخرى، دون أن ننسى الطاقم الفني، المدربة الحالية كانت لاعبة سابقة وتمتلك خبرة وتجربة كبيرتين، سواء في كرة السلة أو التسيير وأيضا لمعرفتها الجيدة بعقلية اللاعبات، لذلك لستطاعت أن تصنع مجموعة متكاملة من كل النواحي، أما الأمر الثالث هو التسيير، عشنا سابقا في المجمع البترولي أحسن السنةات لأن التسيير كان في القمة، سواء من الناحية المادية، الأجهزة وحتى المستحقات المالية، كل شيء في وقته، كان تركيزنا منصب فقط على الجانب الفني وكرة السلة، وهذه الحلقة مهمة في تحقيق البطولات.
لكن عكس النتائج والألقاب التي يحققها الفريق، نرى بأنّ الفريق يعاني من أزمة المستحقات واللاعبات لم يتحصلن على أجورهم لمدة 8 أشهر، لماذا يحدث ذلك في ظل وجود نادي هاوي برئاسة مسعودي تركي؟
أشعر بحسرة كبيرة وأسف على هذا الفريق، خاصة فرع كرة السلة، الذي نال ألقاب عديدة منذ تحولنا إلى فريق مولودية الجزائر، هناك نقطة استفهام كبيرة لحد الآن، لم نفهم ما هو المشكل بالضبط، العام الماضي قدمنا موسما في المستوى، وكان بحضور المسيرين، وكنا نتحصل على مستحقاتنا وحتى الألقاب كانت موجودة، لكن أدري ماذا جرى في هذا العام، رغم أننا صبرنا عليهم وتدربنا وأردنا التتويج بالدوبلي حتى نبين لهم أن هدفنا ليس الأموال وفقط ولحد الآن لم نفهم شيئا.
وما هي الوعود التي قدّمتها لكم الإدارة لتسوية الأزمة الحالية ؟
الأمر لا يتعلق بالمستحقات فقط، المسيرين كانوا غائبين رغم إدراكهم بحاجتنا الماسة إليهم، حضورهم كان سيكون له وزن كبير، حتى وفي ظل وجود مشاكل كانوا سيدعموننا أكثر أمام الفرق الأخرى، وحتى النهائي شهد غياب كلي للمسؤولين، وحتى الجماهير لاحظت في النهائيات غياب المسيرين، وخاصة في كأس الجزائر، في البطولة حضر الرئيس، لكن بعد ذلك انقطعوا عن الحضور وحتى أننا لم نتلق التهاني ولا التشجيع، كأنه ليس الفريق الذي فاز بالدوبلي هذا العام، حقيقة شعرنا بسحرة كبيرة على ما يجري.
ما هو تفكير سيدات مولودية الجزائر هل سيعدن للمجمع البترولي أم سيواصلن الضغط على الإدارة لينل مستحقاتهن؟
يا ليت الأمور كانت بأيدينا، ونعود إلى الوراء ونادي المجمع البترولي، نحن لاعبات مرتبطات بعقد مع الفريق وأين يكون سنكون نحن، كانت ثقتنا متبادلة بين اللاعبات والطاقم الفني والمسيرين، لم نكن نفكر في المستحقات، وكان جل تركيزنا على التدريبات والمباريات، في السنة الأولى كانت هناك بعض الصعوبات لأنها أول مرة يحدث التغيير ولكن تمكنت الإدارة من تسيير ذلك بعقلانية، وكانت الثقة متبادلة وكنا مرتاحين لأننا في نهاية الموسم تلقينا مستحقاتنا، لكن مع بداية الموسم الثاني، الأمور تغيرت كثيرا، معظم اللاعبات قدمن من ولايات أخرى، وهن بحاجة إلى الأموال لتسيير شؤونهن، بقين محتارات، وذلك ما أثر على نتائج الفريق في المباريات الأخيرة أين كنا نحقق الفوز بصعوبة كبيرة، وخاصة في نهائي البطولة والكأس، لأن المعنويات كانت منهارة، رغم أن مستحقاتنا متواضعة مقارنة بفرع كرة القدم، نتأسف كثيرا لما يجري واليوم جئت عبر منبركم، لتمثيل فريقي على أمل توصيل ريالة بسيطة حتى يتحرك المسؤولين لتسوية وضعية البنات، ما يعشنه أمر صعب ومؤسف.
وما هو مصير اللاعبات في الموسم المقبل؟
إذا بقيت الأمور على حالها لا نستطيع المواصلة، إذا لم تكن الحلول موجودة وردت الإدارة على مطالبنا، الفريق سيتفكك وكل لاعبة ستبحث عن فريق آخر، ناد بحجم المولودية يضم حوالي 3000 رياضي، وأكثر من النصف منهم يمثلون المنتخبات الوطنية، فمثلا كرة السلة هناك 5 لاعبات من المولودية في المنتخب الوطني، إلى جانب المدربة بلعيدي رشيدة، التي تشغل أيضا منصب مدربة للمنتخب، الفريق قادر على العطاء وقادر على جلب البطولات، أما إذا استمرت الأمور على هذا النحو اللاعبات سيغادرن والفريق هو الخاسر الأكبر، كما أنّ هناك أمر آخر.
تفضلي؟
توجنا بالثنائية ومع هذا لم نتلق حتى التهنئة ولو عبر الهاتف، هذه علامة استفهام كبيرة، على الأقل أخبرونا بالمشكل الموجود، رغم أننا صبرنا لمدة عام كامل، لا نستطيع المواصلة على هذا الحال، إما أن يمنحونا الحلول أو كل لاعبة تدرس مستقبلها مع بداية مرحلة الانتقالات، 90 بالمئة من الفريق سيغادر.
وما هي الرسالة التي تريدين إيصالها للمسؤولين؟
من هذا المنبر أوجّه النداء للوزارة والفدرالية، يجب أن يعيدوا نظرتهم للأندية، أي فريق يريد المشاركة في البطولة عليه الخضوع لشروط محددة، ويكون هناك مراقبين يتنقلون إلى الفرق للسهر على تطبيقها، هذه إحدى العوامل التي جعلت هذه الرياضة مهمشة.
رغم الإمكانيات التي يمتلكها فريق مولودية الجزائر مع هذا نرى بأنّ معظم الفروع تعاني ماديا ما السبب في ذلك؟
مولودية الجزائر حاليا لم يبق فيها إلا الاسم، والمسيرين غائبين بشكل تام، لا أدري إن كان المشكل في كرة القدم وكل الإمكانيات مسخرة لها، المشكل لحد الآن غامض ولولا عزيمة وإرادة البنات بم توجنا باللقب.