من سينتصر الاقتصاد الروسي أم العقوبات الغربية/ بقلم عبير ربيعي

من سينتصر الاقتصاد الروسي أم العقوبات الغربية/ بقلم عبير ربيعي

منذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا، بدأ اقتصاد موسكو يعاني من هجوم كثيف من العقوبات عليه، والتي أصبحت تهدد مكانته في صدارة الدول النامية للمنطقة وذات نسبة نمو عالي، ولكن في النموذج الروسي بدأت الأمور تختلف عن باقي الاقتصادات المنضوية تحت العقوبات وبدأ المارد الروسي بقلب الطاولة على النظام الغربي.

وبدأ النظام الروسي الاقتصادي بدعم من القوة العسكرية والسياسية لموسكو، بتفادي الضربات الغربية، وساعده كثيراً في ذلك ضعف القارة الأوروبية من ناحية الطاقة واعتمادها بشكل شبه تام على مصادر الطاقة العالمية وفي مقدمتها الغاز والنفط الروسي.

واستغلت روسيا هذا الضعف بشكل كبير مدركة بعدم قدرة الطرف الغربي بالتخلص منها بهذه السهولة وبدأت تفرض شروطا في هذه الأسواق، ووصلت إلى المطالبة بأن يتم الدفع بالروبل الروسي مقابل صادراتها للغاز، واستعانت أيضا بجيرانها وحلفائها القدامى فشهدت الصادرات النفطية للصين تزايداً وارتفع بشكل ملحوظ شراء النفط الروسي وسط تخفيضات كبيرة مدعومة بارتفاع السعر العالمي للنفط

وحاولت أيضا إيجاد حلول لطرق الدفع والتعامل بين البلدان للحيلولة دون العقوبات الأمريكية كالتبادل بالذهب أو العملات المحلية للالتفاف على العقوبات وعدم قدرة البنك المركزي الأمريكي ووزارة الخزانة من تتبع المعاملات وفرض عقوبات على الشركات المتعاملة مع القطاع الروسي.

فأصبح الروبل الروسي في وضع أفضل بكثير من بداية الحرب، واستطاع امتصاص الضربة الغربية لاقتصاده مقابل الدولار الذي ما يزال يقاوم بخطى ثقيلة مقابل الأورو الذي ينهـار بفعل التضخم و ارتفاع أسعار الطاقة ما انعكس على الفعالية و أداء الأسواق، كل هذا سينعكس على الإتحاد الأوروبي بما هو لحمة و وحدة نحو الإنشقاق و التفتت و هو الخيار السياسي الأصعب.

الأزمة الاقتصادية العالمية الناجمة عن العملية العسكرية لروسيا في اوكرانيا تسببت في أزمة طاقة و أزمة غذاء غير مسبوقة و بدأ الاقتصاد العالمي في التباطؤ و في طريقه للركود الموقف يبدو متصلبا بين حلف شمال الاطلسي ( امريكا و الإتحاد الاوروبي و حلفاؤهم).

و من جانب آخر استمرار العقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا سيزيد الأزمة عمقا و سيترتب على ذلك تدهور الأحوال الاقتصادية و المعيشية لاكثر من مليار انسان سيرزحون تحت خط الفقر الحل المنطقي و العقلاني مفاوضات تقدم تنازلات من كلا الطرفين انسحاب روسي و تعهدات غربية بعدم نشر قوات الناتو قرب حدود روسيا و حلحلة الموقف مما سيؤدي الى إنقاذ العالم من موجة كساد تضخمي تأكل الأخضر واليابس/ ، وهو ما يؤكده مصطفى يوسف الباحث في الاقتصاد السياسي و العلاقات الدولية أين قال ” في ظني لا أعتقد ان هناك عقوبات أخرى و لا مفاجأت على روسيا لأن الرئيس الأمريكي جو بايدن يخشى من خسارة الديموقراطيين للانتخابات ( الكونجرس في نوفمبر) اي مفاجأت تؤذي الاقتصاد ستجعل الجمهوريين يفوزون ” وأضاف أيضا: ” النفط ثم النفط ثم النفط هنآك أنتخابات الكونجرس و استمرار اسعار النفط المرتفع الذي يؤدي الى تباطؤ في الاقتصاد الامريكى و العالمي معناه خسارة الديموقراطيين للكونجرس”.

المفاجأت هذه المرة كانت من روسيا ، الرئيس الروسي فلاديمير بوتن قلب الموازين حيث ضرب قلب أوروبا النابض بعدما نجح في ارباك الداخل البريطاني و إخراج الشارع و الرأي العام للضغط على المملكة المتحدة ما نتج عنه استقالات سياسية و كذا وزارية ، و النتيجة جونسون في أدراج الرياح الذي كان يتوعد بوتين تكرارا و مرارا / ومن ثم ارتفاع العملة الروسية أمام العملتين الأمريكية والأوروبية.

في خضم كل هذا، أضحى الشرق الأوسط أحد ميادين التوتر القطبي الروسي و الأمريكي ” الهيمنة و النفوذ” وردا على جولة بايدن الخليجية بوتن يزور إيران الأسبوع المقبل و لقاء ثلاثي ضمنه أردوغان، حيث أعلن الكريملين عن لقاء قمة ثلاثة روسيا،ايران،تركيا تماشيا و مجابهة لتحركات واشنطن، اسرائيل، ودول الخليج.

وفي انتظار أوراق أخرى ستكشفها كلا القوتين قادم الأيام، أكيد ستكون هناك مفاجئات أخرى في ظل صراع عالمي كوني ستحاول كل قوة حشد معسكرها.

بقلم عبير ربيعي