مواقع التواصل الاجتماعي… مصادر ضارة اجتاحها القذف والغيبة

مواقع التواصل الاجتماعي… مصادر ضارة اجتاحها القذف والغيبة

لا يزال العالم الافتراضي على مواقع التواصل الاجتماعي يعج  وبأعداد هائلة من المؤثرين والمؤثرات المتعثرات بحكم فشلهم الأخلاقي، وعلى مستويات متفاوتة في الانحطاط وفي مختلف المجالات.

وعند تواصلنا مع  مؤثرات جزائريات في الخارج يستخدمن الفيس بوك، وقفنا على كم هائل من فيديوهات مادتها ووقودها التهديد والتشهير، حيث لا تخلو صفحة واحدة من هذه السيدات من رسائل تخدش الحياء والكرامة كل بهدف الاغراء ، وسعيا لأن تدخل  المتلقي في حالة من الإدمان على ما تقدمه هذه المؤثرات ولو افتراضيا

قائمة “المثيرات للجدل”  توسعت وزادت في غيها وفسادها ورغم أن هذه المواقع أُنشئت أصلا للتواصل الاجتماعى بين الأشخاص،  إذ تشهد في الفترة الأخيرة ترد أخلاقي غير مسبوق في صفحات التواصل الاجتماعي،  حيث تطور هذا التردي من مجرد مشاركة المحتوى لصور و فيديوهات مباشر غير مباشر عن طريق رسائل لحسابات يفترض أنها لسيدات، والأغلب منها يكون مستعارا، أو حتى معروف إلى إنتاج متقن لفيديوهات رقص وربما فيديوهات  تقترب أو تكاد تكون خليعة ممزوجة بخلطة متعمدة من التشهير وكشف المستور والحرب الكلامية في ظل صمت المجتمع ومن يعنى بحماية وأمن المستعملين من مخاطر الأضرار الناجمة عن تلك الصور أو الفيديوهات والمواضيع ، وما لها من تأثير على مستقبل شبابنا.

فاذا أردنا إماطة اللثام أكثر عن جانب من جوانب الانحلال الأخلاقي جراء ما ينشر وتسوق له هذه المؤثرات ومن ثم استدراجهم في فلكهم فنجد أنه وفي مراحل سابقة كان  يتم في الخفاء، في ظل النفاق الاجتماعي وراء ستار (الأخلاق) والتدين فنجد من الوسائل الأكثر فتكا  هو”تيك توك” الذي استطاع تحقيق انتشار كبير ناهيك عن أن هذا التطبيق قد ساهم في كسر حرمة البيوت بشكل لا يُصدق لدرجة كبيرة، وأضحى عبارة عن ملهى ليلي مباشر للعريّ والإيحاءات غير اللائقة والرقص الماجن، حيث رفع الحياء، عن مجتمع لطالما كان يصنف عرض نسائه في خانة المحرمات والممنوعات؟!

فرغم قسوة ما تنشره بعض المؤثرات من محتوى، إلا أنها تلخص واقعا مريرا مفاده أنه كلما تعمق الإنسان في الابتذال والهبوط والانحطاط، ازدادت جماهيريته وشهرته هذه في مجتمعنا ..نرفع الوضيع وننزل الرفيع

كما أن النخبة المثقفة التي لم تجدد من أدواتها في التواصل ولم تواكب لغة العصر وقد تركت الساحة فارغة، وأصبح بإمكان أي شخص يحمل جهاز هاتف وكاميرا أن يتحول في ظرف زمني قياسي إلى قائد رأي.

كما أن نجومية بعض المؤثرات الجزائريات تشبه الوقوف على جبال من الرمل، وتجسد مقولة الكاتب الإسباني الراحل ميغيل دي ثيربانتس الذي قال في القرن الرابع عشر :”الشهرة بلا فائدة لا تساوي شيئا”.

كما نعيب بعض وسائل الإعلام التي أوهمت هؤلاء المؤثرات  بالنجومية لهذا نحن بحاجة إلى مؤسسة إعلامية ترصد مثل هذه الاختراقات الخطيرة التي تستهدف الجزائر أرضا وإنسانا وهوية وشريعة، وتكشف أهدافها بالوثائق والصور وتحذر من تداعياته الكارثية.

بقلم علي مكاوي