حقق المنتخب الوطني الجزائري فوزا ثمينا خارج الديار، على حساب بوتسوانا (1-3)، لحساب الجولة الخامسة من تصفيات كأس العالم 2026، ليستعيد بذلك “الخضر” صدارة المجموعة السابعة برصيد 12 نقطة، وخطوة عملاقة نحو التأهل إلى المونديال، بينما خرج رفقاء القائد رياض محرز بعد نقاط إيجابية من هذه المواجهة من الناحية الفنية والفردية، في إنتظار التأكيد أمام موزمبيق في المباراة المقبلة بالجزائر وكذا اللقاءات المتبقية.
الهجوم يقنع مجددا وثنائية “غويري وعمورة” من العيار الثقيل
وحصدت تشكيلة المنتخب الوطني عدة مكاسب من مباراة بوتسوانا التي أثارت تخوفات قبل إجرائها بسبب الظروف التي أحاطت بها، أبرزها اللعب في نهار رمضان وتحت درجة حرارة ورطوبة عاليتين، غير أن أشبال الناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش، أظهورا إصرار وعزيمة كبريتين، ورغم أن الجميع قام بدوره على أكمل وجه، إلا أن الخط الأمامي كان حاسما بشكل كبير بفضل تألق الهجوم الذي سجل ثلاثية من توقيع أمين غويري ومحمد الأمين عمورة، الثنائي الذي أصبح مرعبا بفضل المستويات التي يقدمها والانسجام الكبير الذي أظهره اللاعبان، فقد كانت الآمال معلقة على غويري الذي يتألق مع أولمبيك مرسيليا ولم يخيب على الإطلاق بعد تسجيل هدف وتقديم تمريرة حاسمة، بينما أكد عمورة أنه لاعب مهم في تشكيلة بيتكوفيتش، ويكون بمثابة المنقذ لزملائه، إذ تمكن من تسجيل الهدف الثاني بعد انطلاق المرحلة الثانية من المباراة، ثم جاء الهدف الثالث والأهم بعد دقائق من تقليص المنتخب المضيف للنتيجة، مستغلا مهاراته العالية وسرعته الفائقة، وبذلك يكسب المدرب بيتكوفيتش رهانه على الثنائي بالرغم من غياب الهداف بغداد بونجاح بسبب الإصابة، ما يعني ثراء تشكيلة “الخضر” التي تسير بخطى ثابتة لتحقيق أهدافها.
بيتكوفيتش ينجح في التغييرات
وتمكن المدرب فلاديمير بيتكوفيتش من تسيير المباراة بشكل رائع من خلال التغييرات التي قام بها، وأولها الخروج الاضطراري للمدافع يوسف عطال الذي غادر الميدان في 39 بعد تعرض لإصابة سبب سوء أرضية الميدان، ليخلفه أحمد توبة الذي شكل محور الدفاع رفقة رامي بن سبعيني، فيما عاد عيسى ماندي ليشغل منصب ظهير أيمن، كما أقدم التقني البوسني على تعزيز الهجوم ووسط الميدان بتغيير منصب بمنصب لعدم ترك أي فرصة لأصحاب الأرض من أجل التحكم في مجريات اللقاء، إذ أقحم يوسف بلايلي الذي تألق بتمريرة حاسمة جاء منها الهدف الثالث، كما قدم سعيد بن رحمة مستويات جيدة في الدقائق التي لعبها على غرار فارس شايبي وأحمد قندوسي.
منصب الظهير الأيمن هاجس حقيقي للطاقم الفني
ويكن القول أن النقطة السلبية الوحيدة في هذه المباراة، هي تعرض يوسف عطال للإصابة ويخرج اضطراريا بعد حوالي 40 دقيقة من الشوط الأول، ولم يتم التعرف على مدى خطورتها لحد كتابة هذه الأسطر، غلا أن منصب الظهير الأيمن يعتبر صداعا في رأس الطاقم الفني وطالما سبب عدة مشاكل بالنظر لتكرار إصابة عطال وعدم توفر البدائل، خاصة وأن التربص الحالي شهد إصابة زميله محمد فارسي الذي غاب عن مباراة بوتسوانا، في انتظار تحديد الوضع الصحي للثنائي قبل مباراة موزمبيق المهمة.
الأهم هو استعادة الصدارة والتأكيد أمام موزمبيق
وفي الأخير، يمكن القول أن أهم مكسب خرج به “الخضر” من مباراة بوتسوانا، هو استعادة صدارة المجموعة السابعة من منتخب موزمبيق الفائز يوم الأربعاء على أوغندا، وبالرغم من التساوي في النقاط، إلا أن الأفضلية للمنتخب الوطني بفارق الأهداف، في انتظار مباراة الثلاثاء لحساب الجولة السادسة، التي ستكون فرصة من أجل فك الشراكة بتحقيق الفوز لا غير للانفراد بالريادة والاقتراب أكثر من حلم التأهل إلى المونديال الأمريكي.