هدهد حزب الله وبنك الأهداف … بقلم الصحفي كمال علاق

هدهد حزب الله وبنك الأهداف … بقلم الصحفي كمال علاق

عادت، مسيرة حزب الله اللبناني الحاملة لإسم ” الهدهد” لتحلق فوق أجواء الأراضي الفلسطينية المحتلة، للمرة الثالثة على التوالي، لتصور مواقعاً حساسة ومساحات واسعة خاضعة للإدارة الصهيونية، مضيفةً إياها لبنك أهداف حزب الله في حربه المفتوحة ضد المحتل.

 

هل يمتلك “الهدهد” نظام قيادة ذاتي ؟ وهل يعمل بالذكاء الاصطناعي ؟ :

 

أثارت الطريقة التي يتجول بها الهدهد في سماء الأراضي الفلسطينية المحتلة بكل حرية عديد التساؤلات لدى مختصين وباحثين، ومنهم من رجح أن مسيرة حزب الله تعمل بنظام القيادة الذاتي ولا تتصل بتاتاً بالمشغل.

 

وجاءت هذه التساؤلات انطلاقاً من نقطتين هامتين :

 

01 – فشل الرادارات: ويرى خبراء أن ذلك راجع لصغر حجم الهدهد وشكله وكذا المواد المستخدمة في تصنيعه، والتي تساهم بشكل مباشر في امتصاص الإشارات التي يرسلها الرادار، بل ويحذفها.

 

02 – فشل نظام الاتصالات: ويُرجح أن ذلك يعود لنظام القيادة الذاتي لدى الهدهد، كونه لا يتصل بالمركز باستمرار، أو حتى أنه يستند إلى طريقة تقليدية في القيام بذلك.

 

والحديث عن الطريقة التي اخترق بها “الهدهد” أجواء الكيان الصهيوني، يقودنا إلى طرح عدة تساؤلات أخرى، لعل أبرزها ” ما الذي يريده حزب الله من الهدهد ؟ :

 

01 – الملف العسكري : يبدو أن حزب الله يريد إيصال رسالة إلى الإدارة الصهيونية مفادها ” لم تحققوا شيئاً حتى الآن ، ولم تجتازوا شبراً واحداً من الحدود اللبنانية إلا وعدتم دون تحقيق أدنى انتصار”، وخير دليل على ذلك الكمائن التي نصبها الحزب لجنود جيش الاحتلال منذ أول محاولة لتنفيذ اجتياح بري في لبنان، وما أسفر عنه من قتل وجرح لعشرات الجنود الصهاينة.

 

02 الملف الاستراتيجي – بنك الأهداف – : من الواضح أن الحزب يريد التأكيد على أن “جامعة حيفا” و “المنطقة الصناعية”، و “أبراج الاتصالات والتجسس”، وحتى المستشفيات أصبحت دون أدنى شك ضمن بنك الأهداف التي يحتفظ بها الحزب.

 

03 : ملف المفاوضات : يبدو أن حزب الله يريد إعادة ملف المفاوضات وقضية عودة المستوطنين إلى الشمال إلى الواجهة ليستعملها كنقطة ضغط على حكومة نتنياهو التي تعهدت بعودة المواطنين إلى هذه المناطق في غضون أسبوعين، ومنها التأكيد على أن المقاومة لن تنهار، وإن المستوطنين لن يعودوا إلى منازلهم، إضافة إلى أن بنك الأهداف لحزب الله حافل، ويمكن له استهداف مناطق أبعد داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة مستقبلاً.

 

ومنه يمكن القول أن “الهدهد” الذي أحاط الحزب بصور فائقة الدقة لمواقع استخباراتية وتموضعات عسكرية وأمنية صهيونية، والإشارة إلى مصفاة حيفا ومصانع، فتح الباب على مصرعيه أمام المقاومة اللبنانية للهجوم والرد على أي خطوة صهيونية قادمة، كيف لا وقد دخلت منطقتا حيفا والكرمل بنك الأهداف، وهو ما سيعمق وبشدة أزمة نتنياهو وأزلامه.