وزارة الثقافة المغربية تستخدم مُلصقاً رسمياً يتضمّن صورة لأمير جزائري وامرأة ترتدي “الحايك” للترويج لتظاهرة ثقافية محلية

أحمد عاشور

في خرجة جديدة من تلك الخرجات التي تتسم بتزييف التاريخ والسطو على التراث، أطل المخزن عبر نافذة وزارة الشباب والثقافة والتواصل المغربية، من خلال مُلصق رسمي الغرض منه الترويج لتظاهرة ثقافية محلية، لكن للأسف الشديد باستخدام مضمون جزائري خالص.

الملصق يروج لتظاهرة “نوستالجيا” تحت عنوان: “ليالي البديع” الغرض منه الدعوة لحضور عروض فنية حول تاريخ قصر البديع بمراكش، وذلك في إطار برنامج “مراكش، عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي لسنة 2024″، والذي “يحظى” بـ “الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس”.

لكن سلطات المخزن أصرّت على تزييف التاريخ في هذا الحدث “الكبير”، عبر استخدام ملصق رسمي يحمل صورة مركبة تُظهر قصر البديع بمراكش يقف على بوابته شخص بلباس تقليدي يوحي بأنه مغربي، وغير بعيد عن هذا الشخص تجلس امرأتان مغربيتان، أو هكذا يبدو وكما يحاول الملصق إثباته، غير أنّ إحداهما تلبس الحايك الجزائري بكل تفصيلاته وتصميماته المعروفة، والذي تمثل علامة مسجلة للتراث الجزائري الأصيل الضارب في عمق تاريخنا.

الفضيحة أماط اللثام عنها فنان جزائري مولع بتراث بلاده الزاخر حيث يقوم بنشر صور فوتوغرافية تظهره في أماكن تراثية وهو يرتدي أثواب تقليدية جزائرية، بعدما اتضح له أن الشخص الذي يقف أمام بوابة قصر البديع بمراكش ليس شخصية تراثية مغربية يروج لها ملصق وزارة الثقافة المغربية، ولكنّه هو نفسه ولا أحد غيره.

الصورة المسروقة تعود لهذا الفنان الجزائري وقد نشرها على حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي والتي تحمل اسم Deezy_thekid، وهي تحاكي أمير جزائري خلال زيارته لقصر الحمراء الأندلسي بغرناطة الإسبانية.

لكن يبدو أن وزارة الثقافة في حكومة المخزن كان لها رأي آخر فأبت إلا أن “تُمخزن” موروثا جزائريا خالصاً، فلجأت إلى صورة الشاب الجزائري بلباسه التقليدي وإلى المرأة الجزائرية وهي ترتدي الحايك التقليدي الأصيل ووضعتهما على ملصقها “الرسمي” الذي يزور التاريخ، بينما يسعى واضعوه إلى “التعريف بتاريخ مراكش”.

جدير بالذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يعتدي فيها المخزن على الثقافة الجزائرية الأصيلة ويسطو على موروثها الشعبي التاريخي، فقد سبق له وأن ادعى امتلاكه لتراث جزائري في مجالات عدة على غرار؛ اللباس التقليدي والطبخ والموسيقى والعمران، ولعلّ قضية الزليج الجزائري بعد ارتداء المنتخب الوطني لقميص يحمل هذا الفن التراثي الجزائري، هي أكثر القضايا التي أحدثت ضجة كبيرة وصلت أصداؤها إلى شركة أديداس صانعة القميص، والتي أكّدت أنها استندت في تصميم القميص إلى أدلة تاريخية علمية تثبت أن الزليج تراث جزائري أصيل.

شارك المقال على :